وثائق تكشف عن تعاون أمني بين عدة دول عربية والاحتلال الإسرائيلي خلال الحرب على غزة
أخبار وتقارير
وثائق تكشف عن تعاون أمني بين عدة دول عربية والاحتلال الإسرائيلي خلال الحرب على غزة
24 تشرين الأول 2025 , 10:47 ص

نشرت صحيفة واشنطن بوست، مضمون وثائق مسربة حصل عليها الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين (ICIJ)، بشأن تعاون أمني بين مسؤولين عسكريين من إسرائيل وست دول عربية خلال حرب غزة، وذلك على الرغم من الإدانات العلنية للحملة العسكرية الإسرائيلية من قبل هذه الدول.

تعاون عربي إسرائيلي خلال حرب غزة

وأظهرت الوثائق بأن الاجتماعات والتدريبات بين هذه الدول وإسرائيل، جرى تنظيمها وإدارتها عبر القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم) بين عامي 2022 و2025 أي خلال الحرب على غزة، وتركزت على مواجهة التهديد الإيراني وملف الأنفاق.

وبحسب الوثائق فقد تم عقد اجتماعات تخطيطية رفيعة المستوى في البحرين ومصر والأردن وقطر، وجمعت ضباطا ومسؤولين من إسرائيل والدول العربية المعنية، فيما أشارت إحدى الوثائق إلى اجتماع في قاعدة فورت كامبل بولاية كنتاكي في كانون الثاني/ يناير 2025، تضمن تدريبا على كشف وتدمير الأنفاق تحت الأرض، وهو تكتيك محوري في معارك غزة.

وكشفت الوثائق تفاصيل ما تطلق عليه واشنطن اسم "الهيكل الأمني الإقليمي"، والذي يضم إسرائيل وقطر والبحرين ومصر والأردن والسعودية والإمارات، مع إدراج الكويت وسلطنة عمان باعتبارهما شريكين محتملين تم إطلاعهما على كافة الاجتماعات.

وأظهرت أن التهديد الإيراني كان الدافع الرئيسي وراء توثيق هذه العلاقات، حيث وصفت إحدى الوثائق إيران وميليشياتها بمحور الشر، وتضمنت أخرى خريطة عليها صور لصواريخ فوق غزة واليمن، حيث تتواجد هناك قوى حليفة لإيران.

وتوضح الملفات أن الخطة الإقليمية للدفاع الجوي ضد الصواريخ والطائرات المسيرة الإيرانية انتقلت من النظرية إلى التطبيق بين 2022 و2024، إذ تم ربط عدد من الشركاء بأنظمة أمريكية تتيح مشاركة بيانات الرادارات وتلقي صورة جوية مشتركة للمنطقة، إلى جانب منظومة محادثة آمنة بين الجيوش المعنية.

ومن أجل مراعاة الاعتبارات السياسية الداخلية، شددت الوثائق على أن هذه الشراكة لا تشكل تحالفا جديدا وأن الاجتماعات تعقد بسرية، كما تم الطلب من المشاركين عدم التقاط الصور أو دعوة الإعلام، في الوقت الذي راعت الملاحظات التنظيمية المحظورات الغذائية لدى المشاركين اليهود والمسلمين.

الهجوم الإسرائيلي على قطر

وبينت الوثائق بأن هذا المسار تعرض لهزة كبيرة عقب الضربة الإسرائيلية التي استهدفت الدوحة في 9 أيلول/ سبتمبر 2025، فيما قدم رئيس الوزراء الإسرائيلي في وقت لاحق، اعتذارا في 29 أيلول/ سبتمبر 2025 بعد وساطة أمريكية، مع تعهد بعدم تكرار هجمات مماثلة، فيما أقرت مصادر عسكرية أمريكية بأن منظومات الإنذار المبكر لم تُحط قطر علما بالضربة لأنها موجهة أساسا نحو إيران ومصادر تهديد متوقعة أخرى.

ولفتت الصحيفة إلى توجيه قادة مصر والأردن وقطر والسعودية، إدانات حادة للعملية الإسرائيلية في غزة، ووصف بعضهم لما يحدث بأنه إبادة جماعية، وذلك على الرغم من توسع التنسيق الأمني بينهم وبين إسرائيل خلف الأبواب المغلقة.

وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس

وأشارت إلى أن التسريبات تزامنت مع اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس الذي تم التوصل إليه بموجب خطة ترامب، مبينة بأن الدول العربية المشاركة في هذا التعاون الأمني قد أبدت دعمها لخطة الرئيس دونالد ترامب المكونة من 20 بندا لإنهاء حرب غزة، وتنص الخطة على مشاركة الدول العربية في نشر قوة دولية في غزة تتولى تدريب قوة شرطة فلسطينية جديدة في القطاع.

وأوضحت بأن الولايات المتحدة كانت قد أعلنت إرسال 200 جندي إلى إسرائيل لدعم هذا الاتفاق، على أن ينضم إليهم جنود من عدة دول عربية مشاركة في هذا التعاون الأمني الممتد منذ سنوات، وفي المقابل، أيدت خمس من الدول العربية الست المشاركة إنشاء آلية تضمن أمن جميع الأطراف، لكنها لم تعلن التزاما بإرسال قوات عسكرية إلى غزة.

المخطط الأمريكي لتعزيز التعاون العربي الإسرائيلي

وبينت الوثائق أيضا، بأن القيادة المركزية الأمريكية "سنتكوم"، تسعى إلى تعميق هذا التعاون مستقبلا، من ذلك خطة لإنشاء مركز سيبراني مشترك للشرق الأوسط بحلول نهاية 2026، ومركز لدمج المعلومات لتمكين التخطيط السريع للعمليات المعلوماتية، كما تشمل الجهود عمليات تأثير معلوماتي لمواجهة الرواية الإيرانية وتعزيز سردية الازدهار والتعاون الإقليمي.

ونقلت الصحيفة عن إميل حكيم، مدير برامج الأمن الإقليمي في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، قوله بأن الولايات المتحدة لطالما سعت لأن تفضي الشراكات العسكرية إلى تطبيع سياسي بين إسرائيل والدول العربية، محذرا من أن المقاربة الأمنية الصامتة لا تلغي التوترات، خاصة بعد حادثة الضربة الإسرائيلية لقطر والتي قوضت الثقة المتبادلة داخل هذا الإطار.                                             

المصدر: النهضة نيوز