سفك الدماء, تراث الصهيونية للبشرية.
فلسطين
سفك الدماء, تراث الصهيونية للبشرية.
أحمد الدبش
7 تشرين الثاني 2023 , 17:07 م


أحمد الدبش

إن جوهر المشروع الصهيوني استيطاني اجتثاثي إحلالي، فالصهيونية لم تكن تتوخى، بخلاف الكولونيالية الكلاسيكية، الاستيلاء على وطن، ونهب موارده، والسيطرة على سكانه، باستغلالهم كيدٍ عاملة بسعر رخيص، بل كانت تتوخى بالأحرى خلق مجتمع جديد في مكان مجتمع أصلاني قديم.

خلال عملية تطويع وصوغ سياسات حيال السكان الأصليين من عرب فلسطين، أفرزت اللغة الصهيونية وما حشدته من أفكار، ثلاثة ألفاظ رئيسية هي: “المسألة العربية” (هشئيلاه معرفيت)، و”المشكلة العربية” (هبعياه هعرفيت)، وفكرة “الترحيل” (هعفراه).

كانت هذه الألفاظ نتاجًا وحصيلة سياسية لأهداف الصهيونية السياسية وأيديولوجيتها منذ تأسيسها في أواخر القرن التاسع عشر، أي: استيطان فلسطين، من خلال امتلاك الأرض، من قِبل اليهود؛ و”لمّ شمل المنفيين” (كيبوتس غالويوت) في “إرتس يسرائيل” أي فلسطين و”جوارها” أو الأراضي المجاورة؛ وتحويل فلسطين العربية إلى بلد ذي أغلبية يهودية، وإقامة دولة يهودية على أراضيها فيما بعد.([1])

فقد قام المشروع الصهيوني على عدد من الركائز: هجرة بشرية إلى اليهود إلى فلسطين، تصاعدت أعدادهم في عهد الانتداب البريطاني على فلسطين حتى وصلت نسبتهم في سنته الأخيرة إلى نحو من ثلث عدد السكان، والاستيلاء على الأرض بوسائل مختلفة كان أشدها فظاعة قد حدث في حرب 1947 – 1949، عندما كانت القوة المسلحة هي وسيلتهم الوحيدة، وطردوا السكان المحليين من ديارهم بالإرهاب المنظم وحلوا محلهم، وقوضوا بنى الشعب الفلسطيني السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وتوجوا ذلك بسلطة سياسية (المؤسسة الصهيونية) ادّعت لنفسها حق السيادة على المنطقة التي اغتصبوها بالقوة.([2])

جوهر المشروع الصهيوني

أي أن المشروع الصهيوني استيطاني اجتثاثي إحلالي، جوهره تفريغ الأرض من السكان، وتظهر الأبحاث الحديثة بشأن تهجير الفلسطينيين أن المسؤولين الصهاينة “ينوون جعل الفلسطينيين يغادرون بيوتهم وقراهم ومدنهم، وقد تصرفوا بوحشية تتماشى مع هذه النيّة. وبالإضافة إلى ذلك، فإن هذه المجازر لم تكن حوادث فردية منعزلة، ولم تكن أيضًا مجرد (تجاوزات) محصورة في منطقة معينة من البلد. فمن أهم ما يلفت النظر في طبيعتها انها كانت موزعة في شتى الأرجاء (في الجليل الغربي والشرقي والشمالي، وفي اللد وسط فلسطين، وفي جنوب غربي الجليل، وفي القدس الغربية) وانها حدثت قرب المدن العربية الكبرى. ويبدو ان لهذه المجازر أنماطًا تتماشى مع هجرة العرب ومع حملات الطرد، التي نفذها الجيش الإسرائيلي، في هذه المناطق. وبالإضافة، كان الفلسطينيون أقل رغبة في الجلاء عن مدنهم وقراهم في النصف الثاني من الحرب. لذا، فإن المجازر المتعددة التي ارتُكبت منذ حزيران/ يونيو 1948 فصاعدًا كانت تهدف إلى التسبب بجلاء شامل”.([3])

فالحكايا الفلسطينية التي يرويها أجدادنا عن النكبة والتطهير العرقي، تم تأكيدها بوساطة التوثيق المحفوظ في الأرشيفات الإسرائيلية، فالمؤرخ “الإسرائيلي” إيلان بابيه، في كتابه “التطهير العرقي في فلسطين”، يؤكد أن ما تم في فلسطين، هو “تصفية إثنية مخططة وممنهجة”، و”كانت النتيجة الحتمية للنزعة الأيديولوجية الصهيونية، التي تطلعت إلى أن تكون فلسطين لليهود حصرًا”.([4])

أو كما يقول المفكر الفرنسي، إنزو ترافيرسو، ذو الأصل الإيطالي: “ثمة أمر مؤكد: إن سلوك الجيش الإسرائيلي خلال الصراع كان يندرج في إطار المشروع الصهيوني لإنشاء دولة يهودية من دون عرب”. وبذلك ظهرت إسرائيل على حد تعبير أندرسون، كـ”جمهورية من الدم والعقيدة”، أي ديمقراطية محددة على أسس طائفية وعرقية، مفتوحة أمام كل أنصار الشريعة الموسوية.([5])

إن تَشكل هذا الشعب المسمى زورًا بـ”الشعب اليهودي”، الذي تم بناؤه كـ”جماعة مُتخيلة” على أساس “الكتاب المقدس”، وتحت شعار الإيكولوجيا، وراية الغرب، جاء تشكله في فلسطين على حساب إنكار وجود الشعب الفلسطيني وثقافته العربية.

إنّ طبيعة المشروع الصهيوني، كمشروع استيطاني اجتثاثي إحلالي، طبيعة لا يمكن الجدال فيها، فضلًا عن وظيفته كامتداد للاستعمار الغربي في منطقتنا العربية، أو كما يقول إنزو ترافيرسو أن “تشكل إسرائيل خاتمة لتاريخ طويل من الإمبريالية والكولونيالية الغربيتين”. فولادة دولة إسرائيل”، في تصور المؤرخ دان دينر، “هي نتاج لحادث تاريخي. ولدت بين نهاية الحرب العالمية الثانية واندلاع الحرب الباردة، بفضل لحظة استثنائية وانتقالية في التقارب بين القوى الكبرى”.([6])

فقد ساهمت مؤسسات، وأفراد في بناء الكيان الصهيوني، وتدمير المشهد الفلسطيني، تدميرًا متعمدًا، عبر إزالة الأسماء العربية، واستبدالها باسماء توراتية “مُتخيلة”، للوصول إلى عبرنة الخارطة الفلسطينية ([7])؛ فقد أعاد المهندسون تشكيل المدن([8])؛ وانكب علماء الآثار، والمؤرخون، وعلماء اللغة، على اختلاق شعب »مُتخيل«، من تحت الأنقاض الفلسطينية. ([9])

خصوصية المشروع الصهيوني

على الرغم من الركائز التي قام عليها المشروع الصهيوني ــ كما أوردناها ــ فقد ارتكبت الحركة الصهيونية أشكالًا من الإبادة الجماعية في فلسطين، استنادًا إلى الأيديولوجيا الدينية [الكتاب المقدس] لتكون مكونًا أساسيًا من مكوناته الأيديولوجية.

“بإمكاني القول إنني أعرف شعبًا واحدًا فقط يحس أن بإمكانه الإدعاء بأنه تسلم أمرًا إلهيًا لإبادة كل السكان الذين انتصر عليهم؛ وهذا هو إسرائيل. وفي هذه الأيام، من النادر أن يمعن المسيحيون واليهود النظر في وحشية يهوه التي تفتقر إلى الرحمة التي لا تتكشف في النصوص المعادية فحسب، وإنما أيضًا في الأدب ذاته الذي يعدونه مقدسًا. وفي الحقيقة، فإنهم مواظبون على قاعدة نسيان حتى وجود هذه المادة المُدينة”.([10])

يتميز النقاش الجاري بين علماء “الكتاب” وعلماء اللاهوت عن موضوع استيطان بني إسرائيل المُتخيل في كنعان في العهود القديمة، واستيطان اليهود فلسطين في الوقت الحاضر، في إغفاله سكان المنطقة قبل احتلالها. فالخطاب المتعلق بكل حالة يتناول موضوعات محددة مثل: “الأرض هبة من عند الرب”، أو “الاستيلاء على الأرض واستملاكها إنجازًا لعهد يهوه [إله بني إسرائيل] التعاقدي مع بني إسرائيل”. وفي الوقت نفسه، وكما لاحظ آرنولد توينبي، فإن »اعتقاد بني إسرائيل المسجل كتابيًا بأن يهوه حضهم على إبادة الكنعانيين” هو الذي أقر للإنجليز الاستيلاء على أمريكا الشمالية وإيرلندا وأستراليا، وأقر للهولنديين الاستيلاء على جنوب أفريقيا، وللبروسيين الاستيلاء على بولندا، وللصهاينة الاستيلاء على فلسطين. إن انعدام الاكثرات (بالسكان الأصليين) يعكس عمق تأصل المركزية الأوروبية والحقد الاستعماري الذي يجسد فعلًا التاريخ الرسمي، وكذلك فرع الدراسات الكتابية.([11])

شريعة قتل الأغيار!

في صباح يوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، شنت كتائب القسام، الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، هجوًما عسكريًا على ما يسمى بـ”مستعمرات غلاف غزة”، والأدق والأصح هو “مستعمرات قضاء غزة”.

شن الطيران الحربي الصهيوني غارات جوية عنيفة على قطاع غزة منذ يوم الثامن من تشرين الأول/ أكتوبر، استشهد فيها آلاف الأطفال ونساء وشيوخ، وهدمت العديد من المنشآت المدنية، والمشافي والمساجد والكنائس، وقد استخدم الكيان الصهيوني الأسلحة المحرمة دوليًا.

قام روزين بـ”التأصيل الفقهي” لفتواه عبر المقارنة بين الفلسطينيين الحاليين والعمالقة الذين كانوا يقطنون فلسطين عندما دخل يشوع بن نون أريحا عام 1190 ق.م

وكالعادة، لم يصدر من حكومات أمريكا وأوروبا أي إدانة، لكنها شاركت معها في العدوان الهمجي على قطاع غزة.

أكد هذا العدوان الصهيوني مجددًا، حقيقة الكيان الصهيوني الدموي، وعكس مدى العنف، والقسوة، والأرهاب باعتبارها جزءًا من البنية العقلية والفكرية، والاجتماعية، والنفسية له، وكون تلك الصفات نسيجًا دينيًا وثقافيًا جعلت من العنف والإرهاب عقيدة باسم الدين.

تستند الحكومات الصهيونية المتعاقبة في حروبها ومواجهاتها الدائمة للعرب،الفلسطينيين وغير الفلسطينيين، إلى فلسفة ونظريات الإرهاب الديني، المستقاة من التوراة، فثمة غايات دنيوية وسياسية غلّفها كتبة التوراة وكبار الحاخامات، والتي خرجت ونشرت في أمهات الكتب اليهودية، بعقائد أضفوا عليها صفة الدين، وأصبح أتباعها المؤمنون بها يمارسون الإبادة الجماعية والقتل على أنها طاعة للرب، عبر حقب تاريخية مختلفة.

في كتاب “شريعة الملك”، أو “توراة الملك”، أو “عقيدة الملك” بالعربية، و”تورات هميلخ” بالعبرية([12])، يعرض شابيرا ما اعتبره عشرات الأدلة من التوراة والتلمود وإرث الحاخامات القدماء، التي تسمح بقتل الأغيار، يقول شابيرا: “اقتلوا كل من يشكل خطرًا على إسرائيل، رجلًا كان أم طفلًا أم امرأة…”. ويرى شابيرا أنه يتوجب على الجنود اليهود أن يبادروا لقتل الأغيار حتى بدون أن يتلقوا أوامر من قيادتهم بذاك. ولا يفتي شابيرا بقتل غير اليهود فقط، بل يدعو ــ أيضًا ــ للمس بأولئك اليهود، الذين ينتقدون السلوك العنيف ضد الأغيار، حيث ورد في الكتاب: “ويتوجب تعقب ومطاردة من يضعف كلامه مملكتنا”.

ومن الفتاوى التي تحث على القتل العشوائي للمدنيين، والتي يتم تدريسها في المدارس الدينية العسكرية فتوى وقع عليها عدد من كبار الحاخامات اليهود الذين يشكلون ما يعرف بـ”رابطة حاخامات أرض إسرائيل”، برئاسة دوف ليثور، الحاخام الأكبر بمستوطنة “كريات أرب”، والذي يحظى بقبول كبير في أوساط الضباط والجنود المتدينيين. وقد أباحت الفتوى لجيش الاحتلال قصف التجمعات السكانية الفلسطينية دون تمييز. وقد استند إلى هذه الفتوى عدد من الوزراء الإسرائيليين المتدينيين لتبرير دعواتهم للمس بالمدنيين الفلسطينيين أثناء الحروب التي شنها الكيان الصهيوني على غزة سوء أواخر عام 2008 وفي صيف 2014م.

وجاء في هذه الفتوى أن “الشريعة اليهودية تبيح قصف التجمعات السكانية المدنية الفلسطينية، والتوراة تجيز إطلاق قذائف على مصدر النيران حتى لو كان يتواجد فيه سكان مدنيون”.([13])

الفلسطينيون الحاليون والعمالقة المُتخيليون

قام روزين بـ”التأصيل الفقهي” لفتواه عبر المقارنة بين الفلسطينيين الحاليين والعمالقة الذين كانوا يقطنون فلسطين عندما دخل يشوع بن نون أريحا عام 1190 ق.م [ليس هناك دليل تاريخي من خارج التوراة يثبت صدقية هذه القصة]؛ حيث يدعي روزين أن الرب أنزل عليه حكمًا يقضي بوجوب قتل العمالقة رجالًا ونساء وأطفالًا رضعًا، وحتى البهائم. ولا يكتفي روزين بالقول إن الفلسطينيين هم “عمالقة هذا العصر”، وبالتالي يتوجب معاملتهم مثلما تمت معاملة العمالقة القدماء؛ بل إنه يقول إن “كل من كراهية اليهود تتقد في قلبه من العمالقة الذين يتوجب قتلهم”.([14])

كتب الحاخام يسرائيل هس (Yisrael Hess) من جامعة بار إبلان الإسرائيلية، مقالًا في الصحيفة الطلابية “بات كول” (Bat Kal)، التي تصدرها الجامعة في شباط/ فبراير 1980 بعنوان “الأمر بإبادة الجنس في التوراة” قال فيه: “ليس بعيدًا ذلك اليوم الذي سوف ندعى فيه إلى حرب مقدسة، وإلى هذا الأمر [من يهوه] باجتثاث عماليق”. يقتبس هس من “الكتاب المقدس” تلك الجمل التي يأمر فيها يهوه بإبادة عماليق، ويضيف “إن الله لا يقتنع فقط باجتثاث عماليق ويمحو ذكره، بل هو يجند نفسه شخصيًا في ذلك، إذ هو ــ كما قد قيل ــ لديه مصلحة في هذه المسألة، وذلك هو الهدف الرئيس”.([15])

مثلت الحروب الصهيونية على فلسطين منذ نكبة عام 1948، حتى كتابة هذه الدراسة [معركة «طوفان الأقصى«]، أوضح النماذج على أن هذا الكيان يخوض أشكالًا من الإبادة الجماعية في فلسطين، استنادًا إلى القراءة الحرفية لنصوص “الكتاب المقدس”

يعلق أمنون روبنشتاين (Ammon Rubinstein)، أستاذ القانون في جامعة تل أبيب، على ما كتبه الحاخام هس: إن الحاخام هس يفسر الأمر [أمر يهوه] الذي يأمر بمحو ذكر عماليق، ويقول إنه لا توجد أدنى رحمة في هذا الأمر الذي يوجب حتى قتل أطفال عماليق والرضع منهم؛ فعماليق هم كل من يعلن الحرب على شعب الله.([16])

قتل الأطفال الرضع كعقيدة دينية

يخبرنا الرابي ديفيد بن يوسف قمحي، وكذلك الرابي شلومو بن يتسحاق: “فليقتلونهم وهذا ذنب آبائهم، ومن حقكم أن تخشوا أن يصير الأبناء مثل آبائهم أشرارًا، وبحسب ذلك، عليكم برقابهم حتى لا ينهضوا فيرثوا الأرض”.

ويسهب الرابي بحاييه في تفسيره للتوراة (تثنيه 20: 10- 18)، في تفسير هذه الاحتمالية كسبب لقتل الطفل في الحرب: “ليس ثمة خطأ في قتل الأطفال الرُّضع؛ لأنهم سيحذون حذو آبائهم عندما يكبرون، وسيفعلون جميع الفظائع، وسيتعلم منهم بنو إسرائيل ذلك، وكذلك ورد حول هذه القضية: (حتى لا تتعلموا منهم فعل الفظائع). وحتى لا تقول: عندما يكبرون سيتوبون إلى الله ــ انظر من قال إنهم لن يتوبوا، انه الله العالم بما في النفوس… وكذلك قال اشعياء: (أعدوا لأبنائهم مذبحة بذنوب آبائهم، حتى لا يكبروا فيرثوا الأرض وما عليها). وفي هذه الحالة ــ ألا نعد قد سلبناهم حياتهم؟ نقول إنه يجوز ارتكاب ذنب صغير لمنع ضرر كبير؛ لأن الشخص العاقل يلقى بنفسه من السطح لينقذ حياته من الموت، أو يقطع يده أو قدمه أو أحد أعضاء جسده لينقذ بقية جسده، أو أن يشرب شرابًا مُرًّا للتداوي به، وهو في كل هذه الحالات لا يعد سارقًا، بل هو يصنع معروفًا لنفسه ويُبقي على حياته. ولأن الإنسان يفعل هذا لنفسه فيستحيل اتهامه بالسرقة ومحاكمته، ما دام أنه لا يفعل هذا مع غيره، ومن أجل هذا فالتوراة أباحت قتل الأطفال الرُّضع، وارتكاب ذنب بسيط لمنع ضرر أكبر كان سيلحق بالعالم، وهو أمر منطقي، تمامًا، لمن يتأمله”.([17])

أما رأي الحاخامان، شابيرا وإليتسور، فإنه بالإمكان قتل الأطفال الرُّضَّع أيضًا، لأنهم “سيضرون بنا عندما يكبرون، وفي هذه الحالة يتم إيذاؤهم تحديدًا، ليس فقط من خلال الإضرار بالبالغين، بل كليهما معًا”.([18])

وأخيرًا، مثلت الحروب الصهيونية على فلسطين منذ نكبة عام 1948، حتى كتابة هذه الدراسة [معركة «طوفان الأقصى«]، أوضح النماذج على أن هذا الكيان يخوض أشكالًا من الإبادة الجماعية في فلسطين، استنادًا إلى القراءة الحرفية لنصوص “الكتاب المقدس”. وكشفت هذه الحروب هشاشة مصطلحات يتناقلها النُخب العربية دون تدقيق لمعناها، كمصطلح “الأبارتهيد”، أو “نظام الفصل العنصري”. فجوهر المشروع الصهيوني استيطاني اجتثاثي إحلالي، وليس مشروع “فصل عنصري”، وقد عبر عن ذلك الصهاينة في أدبياتهم: “إمّا نحن وإمّا هم”.

([1])نور الدين مصالحه، طَرْدُ الفلسْطينيين: مفهوم “الترانسْفير” في الفكر والتُخطيط الصّهيُونيَّين (1882- 1948)، ط1، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، 1992،ص7.

([2])عصام سخنيني، الجريمة المقدسة: الإبادة الجماعية من أيديولوجيا (الكتاب العبري إلى المشروع الصهيوني)، ط1، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، بيروت، 2012،ص28.

([4]) إيلان بابيه، التطهير العرقي في فلسطين، ترجمة: أحمد خليفة، ط1، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، 2007. 

المصدر: موقع إضاءات الإخباري