*من البديهي ان الاصولية لا يمكن القضاء عليها بالقوة.اذا اردنا ان نهزمها يجب علينا اولا وقبل كل شيء فهمها.علينا ان نبحث في وسائل الفهم من اجل ذلك.ان شبح الاصولية يطارد عالمنا في كل مكان.نحن بحاجة الى مُلْهِمٍ صَبور لكي يشيطن الاصولية في التاريخ ويتيح لنا المجال ان نتعامل معها بجدية ونبتكر استراتيجية للتعامل معها بشكل انساني ومدروس.ان اهم التطورات المذهلة في نهاية القرن العشرين هي ظهور(( التقوى المتشددة)) المعروفة بالاصولية ومظاهرها الصادمة.كل الديانات السماوية والبوذية والهندوسية والكونفوشية التي تبنت كثيرا من افكار الثقافة اللبرالية التي تقاتل وتقتل باسم الدين.ان الاصولية تكافح من اجل استحضار المقَدَّسْ الى حلقة النضال السياسي والوطني.
كارين ارمسترونج المعركة من اجل الله
KAREN ARMSTRONG
.The BATTLE FOR GOD
*كل حملات الاستعمار الاستيطاني انطلقت من اوروبا التي استوطنت القارتين الامريكيتين وافريقيا واستراليا ونيوزيلندا.يتميز الاستعمار الاستيطاني عن الاستعمار الذي يهدف الى الحصول على ثروات البلدان المستعمرة والسيطرة على اسواقها.اما الاستعمار الاستيطاني فانه يهدف الى السيطرة على الارض المأهولة بمواطنيها والادعاء بحق ملكيتها وبان مواطنيها غرباء عنها تجب ابادتهم وتطهيرها عرقيا كما حصل في الامريكتين واستراليا ونيوزلندا.
ان ما يميز الاستعمار الاستيطاني الصهيوني في فلسطين هو الادعاء بالحق الالاهي الذي يهب ارض فلسطين لليهود.وعليه يجب تطهيرها من اهلها عبر الابادة الجماعية والتطهير العرقي، كما حصل في عام ١٩٤٨ عندما دمرت العصابات الصهيونية ٥٤١ قرية وعشرة بلدات وارغمت عبر المجازر تهجير اكثر من سبعمائة الف فلسطيني الى دول الجوار العربي.الميزة الثانية للاستعمار الاستيطاني الصهيوني انه توسعي ولا حدود جغرافية له.والميزة الثالثة انه في مرحلته الحالية كشف عن الحق الالاهي في الاستيلاء على الارض العربية الواقعة ما بين نهر الفرات في العراق ونهر النيل في مصر.اما الميزة الرابعة هي انه استعمار استيطاني اجلائي برأسين، راس الاصولية اليهودية وراس الاصولية المسيحية الصهيونية، وكلا الراسين في خدمة النيوليبرالية المتوحشة.
في اوائل السبعينيات صدر كتاب بعنوان
THE GREAT PLANET EARTH
للكاتب الامريكي هال ليندسي HAL LENDSEY
وهو مسيحي صهيوني كتب يقول(( ما تريده اسرائيل هو ما يريده الله ))
(( What Israel wants is what God wants))
صار هذا الكتاب بمثابة الانجيل الجديد للمسيحية الصهيونية.
وبالعودة الى هذه العقيدة الاصوليةاليهودية والمسيحية يجب فهم السياسة الصهيو- امريكية الحالية.فنتنياهو يرى انه في مهمة تاريخية وروحية مع(( اسرائيل الكبرى )) والتي تتزامن مع تصريحات الرئيس الامريكي ترامب بان اسرائيل صغيرة جغرافيا ولها الحق في التوسع.وانه (( في مهمة من الله)).ويطل علينا السناتور الامريكي الجمهوري ليندسي غراهام ويقول : (( اذا قطعت امريكا علاقاتها مع اسرائيل فسيقطع الله علاقاته معنا )) واضاف يقول:(( اسرائيل ليست سيئة، بل هي جيدة.الاشرار هم الاسلاميون المتطرفون الذين سيقتلون كل من في هذه القاعة لو استطاعوا.لذا، لم افقد رؤيتي للصواب والخطا.ففي السياسة الخارجية، دعم الرئيس ترامب كل ما هو صائب، ووقف ضد كل ما هو خاطيء، تماما مثل ريغان.
* الاصولية اليهودية والاصولية المسيحية الصهيونية امينتان على مبادئهما ومنسجمتان في صراعهما مع خصومهما، على عكس الاصولية الاسلامية فهي غير امينة على مبادئ الاسلام بل وظفت اصوليتها ضد المسلمين والعرب فسفكت دمائَهم وسبت نساء العرب والعرقيات والطوائف التي عاشت لقرون في دار الاسلام .هذا الانحراف عن البوصلة هو الذي قام بدور البلدوزر الذي شق الطريق للتحالف الصهيو-امريكي في ان يستبيح الارض العربية ويتحرك فيها دونما عائق او مقاومة بعد ان تم تحطيم الجيوش العربيةوخلق الفوضى في طول وعرض الارض العربية.
سر هذا الانحراف عن البوصلة هو ان المايسترو والراعي الايديولوجي والمالي والسياسي للاصولية الاسلامية المنحرفة هو تنظيم الاخوان المسلمين الدولي الذي يتخذ من لندن عاصمة الضباب مقرا رئيسيا له والمتحالف مع مخلب الناتو اردوغان وعثمانيته الجديدة.هذا التنظيم الماسوني يخطط لخلق الفوضى في الاردن وعينه على مصر لاغراقها في الفوضى الخلاقة وتدمير حصنها المنيع الجيش المصري، ويوظف كل طاقاته من اجل ذلك، بينما الكيان على ارض فلسطين ومقدساتها لا يقع في دائرة اهتماماته.
اما لماذا هم في بريطانيا وامريكا؟ يقولون:(( ان على الاخوان ان يفهموا ان عملهم فيهما هو نوع من الجهاد الكبير في القضاء على الحضارة الغربية وتدميرها من الداخل وتخريب بيتها البائس بايديهم وايدي المؤمنين حتى يتم القضاء عليهما ولقد انتصر دين الله( الاسلام) على جميع الديانات الاخرى!!!.
يقول الالباني: (( ابْتُلينا وابتليتم بهم من يسمون الاخوان المسلمين بانهم لا يفهمون من اسلامهم الا ايضا مظاهر وهتافات .لا غذاء فيها، انها جماعة حزبية عملها يؤدي الى تفريق المسلمين الى شيع واحزاب وجماعات وانتشار التكفير من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون))
مهندس زياد ابو الرجا