* اقامت حكومة جنوب افريقيا العنصرية عام ١٩٥١ اربعة بانتوستانات هي ترانسكي Transkei و بوفيوثاتسوانا Bophuthatswana و فيندا Venda و سيسكي Cskei واشتُقَّ اسمها من اسم قبائل البانتو الافريقية، وهي الاراضي التي تم تخصيصها للافارقة اصحاب الارض الاصليين.تمتعت هذه البانتوستانات بحكم ذاتي ولكن تحت سيطرة نظام الابارتهايد العنصري.وتم اخلاء مناطق البيض من الملونين وتهجيرهم اليها التي شكلت خزانا ومصدرا للايدي العاملة الرخيصة في الصناعة والزراعة.واطلق على النظام في جنوب افريقيا " نظام الفصل العنصري" الابارتهايد.

منذ ان وطات اقدام المستوطنين البيض ارض جنوب افريقيا واستيلائهم على الاراضي الصالحة للزراعة قاموا بدفع السكان الاصليين بالقوة الى مناطق اخرى .وعندما اقاموا دولتهم العنصرية لم يقوموا باجلائهم خارج وطنهم.بمعنى ان النظام العنصري لم يكن نظاما اجلائيا يقوم على التطهير العرقي والابادة الجماعية.كانت نسبة البيض ٧،٢ بالمئة من سكان جنوب افريقيا البالغ عددهم ٦٣ مليون نسمة وهذا يعني ان عدد السكان البيض ٤،٥ مليون نسمة.
* بعد ان احتلت اسرائيل الضفة الغربية عام ١٩٦٧ بدات عمليات الاستيطان واخذت في التمدد الكمي والنوعي.افادت التقارير الفلسطينية في ٢٩ ايار/ مايو ٢٠٢٥ انه في نهاية ٢٠٢٤ بلغ عدد المستوطنين ٧٧٠ الف مستوطن موزعين على ١٨٠ مستوطنة و ٢٥٦ بؤرة استيطانية.وفي القدس الشرقية وحدها ١٢ مستوطنة.تحتل المستوطنات في الضفة الغربية ٤٢% من مساحتها الكلية البالغة ٥٨٦٠كم٢.
اعلن مجلس الوزراء الاسرائيلي يوم الخميس ٢٩ ايار/ مايو ٢٠٢٥ الموافقة على انشاء ٢٢ مستوطنة سكنية وان هذه المستوطنات ستعزز السيطرة الاستراتيجية على جميع انحاء يهودا والسامرة ( الضفة الغربية )وستمنع قيام دولة فلسطينية حسب ما ذكرت صحيفة( ذي تايمز اوف اسرائيل )وقال وزير المالية الاسرائيلي بتسلئيل سموتريتش :(( ان هذا يوم عظيم لحركة الاستيطان ويوم مهم لدولة اسرائيل )).من جانبه قال وزير الدفاع الاسرائيلي، يسرائيل كاتس،:(( ان هذه الخطوة ستعزز قبضتنا على الارض وتشكل ردا حاسما على الارهاب الفلسطيني )).
* بلغ عدد سكان الضفة الغربية في نهاية عام ٢٠٢٤ ٣،٤ مليون نسمة موزعين على عدد من المدن والبلدات الكبيرة ومئات القرى.تم ضم القدس الشرقية الى القدس الغربية ويحمل سكانها الهوية الاسرائيلية مثل عرب الداخل ١٩٤٨ وصارت القدس الموحدة العاصمة الابدية للكيان، واعترفت امريكا رسميا بذلك ابان رئاس ترامب الاولى.تتميز مدينة رام الله عاصمة السلطة الفلسطينية(( التي لا تعصم احدا)) بانها المنتجع الذي يلجأ اليه الاثرياء الذين جمعوا ثروتهم بالطرق المشروعة والاخرون الذين جمعوا ثروتهم بالوسائل اللامشروعة.ولكنها كبقية المدن والبلدات والقرى الفلسطينية يقتحمها جيش الاحتلال متى شاء ويعتقل ويقتل من يشاء.كلها مطوقة بالمستوطنات والمستوطنين وتتصل مع بعضها عبر شبكة طرق التفافية مملوئة بالحواجز العسكرية، ويهاجمها المستوطنون ويسرقون الماشية ويقلعوا اشجار الزيتون.بينما المستوطنات تربطها شبكة اتوسترادات شقتها سلطات الاحتلال طولا وعرضا ويمنع الفلسطينيين من استخدامها.وقد صممت لتقسم الضفة الغربية الى نصف شمالي ونصف جنوبي، والى مربعات جغرافية يسهل التحكم بها والسيطرة عليها.تحتل الفئة ( ج) (C) ثمانين بالمئة من مساحة الضفة الغربية، وهي خاضعة امنيا واداريا لسلطات الاحتلال.وبما ان الاستعمار الاستيطاني العنصري استعمارا اجلائيا ويدعو الى تهويد فلسطين كلها من البحر الى النهر، فان التجمعات الفلسطينية(( البانتوستانات)) لم تعد مصدرا للايدي العاملة الرخيصة التي يعتبرها الكيان احزمة متفجرة تهدد امنه الداخلي ومشروعه الاستيطاني.فان الحل الامثل هو التخلص منها بالخنق الاقتصادي والتهجير والابادة الجماعية.وبناء على ما تقدم فان مشروع حل الدولتين انتهى الى غير رجعة .ولكنه مازال معشعشا في عقول اهل الكهف، وتجتره وتعيد اجتراره الانظمة العربية العاجزة عن تطبيق قرارات قممها المتعاقبة وبعض الدول الغربية والشرقية وكلها تعرف ان هذا المشروع لا يوجد اي طرف اسرائيلي يمينيا او يساريا او وسطيا على استعداد مجرد التطرق اليه.لانهم يعرفون العجز العربي والنفاق الغربي.
مهندس زياد ابو الرجا.