كتبت الأستاذة ماجدة الحاج,,
ماذا خلف هدنة الساعات الاربع؟ ولماذا بدأ التصويب "الاسرائيلي" المركّز على مستشفيات غزّة؟ وما طبيعة والمهمّة الحقيقية للمستشفيات العائمة الغربيّة التي وصلت الى قبالة شواطئها؟.. هي ليست بالطبع ذات مهمّة"انسانية" كما يروّجون وكثيرون يتذكّرون "الفريق الطبي" الذي ارسلته الإمارات العربية الى غزّة في عام 2014 إبّان العدوان "الاسرائيلي" على غزّة، والذي سرعان ما كُشف عن مهمّته التجسّسيّة.. المطلوب الان تحت عنوان الهدنة، فتح ممرّات لإخلاء شمال غزّة نهائيا، وترجمة السيناريو الاميركي-"الاسرائيلي" في القطاع ل "ما بعد غزّة"..وكأنّ "حماس" رفعت راية الاستسلام!.. يكتفي قيادي بالحركة في بيروت، بالتلميح الى انّ المقاومة الفلسطينية ترصد جيدا مكر الاميركي و"الاسرائيلي" خلف مزامعهم "الانسانيّة" حيال سكان القطاع، ويكشف "انّ الاوراق التي لا تزال في جعبة "القسّام" ستُذهلهم، تماما كما صدمهم صباح السابع من اكتوبر.
وفي وقت باتت الاروقة الغربية ترسم علامات استفهام حيال قدرة "حماس" على الصّمود بعد اكثر من شهر على اطلاق عمليّة "طوفان الأقسى" وبدء العدّ العكسي لنفاذ مخزونها الصاروخي، تؤكد مصادر مقرّبة من الحركة في بيروت، الى انّ الأخيرة اعدّت التجهيزات لحرب تمتدّ الى اشهر- "وأكثر"..وما يحصل فوق ارض المعركة، وقساوة الضربات التي يُسدّدها مقاتلو "القسّام" من مسافة صفر بالدبّابات "الاسرائيلية" المتوغّلة.. لا تُقارَن مع ما تمّ تجهيزه تحت الارض!
هي انفاق غزّة التي تؤرق تل ابيب وواشنطن على السواء.. ولا زالت الاخيرة تذكر جيدا ماذا فعلت انفاق "كوتشي" بالقوات الاميركية في حرب فييتنام..وهذا ما حدا بالكاتب الاميركي الشهير توماس فريدمان، للتوجّه الى قادة الكيان "الاسرائيلي" بالقول " ارجوكم لا تضيعوا في انفاق حماس".. هذا قبل ان تنقل صحيفة "وول ستريت جورنال الاميركية اليوم، عن ضابط "اسرائيلي" قوله" انّ المرحلة الاخطر والأكثر تعقيدا، لم تبدأ بعد".
ورغم ذلك، يبرز بشكل واضح اصرار الولايات المتحدة على الاستمرار في المعركة، وارسالها كل هذه الحشود والاساطيل الحربية الى المنطقة، ليس الهدف منه هذا القطاع الفلسطيني الضيّق بالطبع، بل انّ السيناريو ابعد واخطر بكثير..
من هنا جاء التحذير عالي السقف على لسان الامين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله في خطابه يوم الجمعة الفائت، وتشديده على منع هزيمة "حماس" مهما كلّف الثمن، وقوله " إنّ ما يجري اليوم في غزّة ليس حربا كبقيّة الحروب السابقة، هي معركة فاصلة، حاسمة، تاريخيّة، وما بعدها ليس كما قبلها على الاطلاق".. وبرز الأهمّ في توجهّه الى الولايات المتحدة-التي تدير المعركة في غزّة سياسيا وميدانيّا ، وتحدّيها واساطيلها ومدمّراتها بشكل مباشر، بل وتهديدها -بعد الغمز والتلويح بأنّ تلك الاساطيل جاءت لتحذير حزب الله من مغبّة الانخراط بالمعركة الجارية-، بقوله" اعددنا لها عدّتنا".. بل وذهب ابعد من ذلك، في تذكير الولايات المتحدة بتفجير مقرّ "المارينز" في بيروت، معلنا –في سابقة هي الاولى بعد مضيّ 40 عاما على هذا التفجير، انتماء من نفّذ تلك الضربة المدوّية.. الى حزب الله!.. وبالتالي، وصلت الرسالة!
وعليه، تُرسم علامات استفهام كبرى حيال مآل معركة غزة المتواصلة على باقي جبهات المنطقة، خصوصا الجبهة اللبنانية.. فرغم" التزام "الضربات المتبادلة بين حزب الله وجيش "الكيان الاسرائيلي"بالسقف المقبول منذ بدئها في 8 اكتوبر الماضي، منعا لتطوّرها الى حرب واسعة النطاق يتجنبها الطرفان.. الا انّ ارتفاع سخونة الحدود الجنوبية –الذي برز واضحا اليوم الجمعة، بات مقلقا، سيّما بعد تقصّد "الاستهداف الاسرائيلي" للسيارة المدنية التي ادّت الى استشهاد 3 فتيات وجدّتهن، في تحدّ واضح لتحذير الامين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله وإرسائه قاعدة "مدني مقابل مدني".. هذا قبل استهداف مستشفى في بلدة ميس الجبل الحدودية اليوم..
فهل يقفز نتنياهو الى المحظور ويبادر الى اشعال المنطقة وهو الذي يدرك جيدا انّ وقف الحرب-ومن دون اي انجاز عسكري يعوّض الاخفاق الامني والاستخباري المريع يوم السابع من اكتوبر..يعني بداية سقوطه السياسي والارجح دخوله السجن؟ وهل من توقيت افضل الان بالنسبة له لقلب الطاولة على قاعدة "علي وعلى اعدائي"، واستدراج حزب الله الى حرب اقليمية يجرّ فيها الولايات المتحدة الى اتونها وسط الدعم والحشد العسكري الاميركي والغربي الهائل في المنطقة الان للكيان "الاسرائيلي" منذ "نكبة" سبته الاسود؟
على الارجح، سيكون لإطلالة الامين العام للحزب السيّد حسن نصرالله المُنتظرة غدا السبت "اجابات حاسمة" على تلك التساؤلات، وحيث يُتوقّع ان يكون خطابه "ناريّا" في وجه "من يهمهم الامر"..خصوصا بعد التحدّي "الاسرائيلي" غير المسبوق للمعادلة التي ارساها.
ثمّة معلومات صحافية لبنانية المحت الى تطورات "ساخنة للغاية" مرتقبة في لبنان والمنطقة قُبيل امكانية التوصّل الى تسوية شاملة.. قد يكون بينها "حدث كبير"جهّزته كتائب" القسّام" تزامنا مع اخر لا يقلّ اهمية من جانب حزب الله- خارج الحدود المتوقعة.. لتبقى مفاجآت مرتقبة ايضا من البوابة اليمنيّة، على وقع ترجيح ضابط المخابرات السابق في البحريةالاميركية سكوت ريتر- استنادا الى تقرير وصفه ب"الهام جدا"، ان يكون الحدث الخطير المرتقب ضدّ هدف عسكري اميركي حسّاس في مياه احدى دُوَل المنطقة.. بتوقيع حركة "انصار الله اليمنيّة"!