فقرة إخترت لكم/
مقالات
فقرة إخترت لكم/ "عقيدة الملك" فتاوى يهودية تبيح قتل الفلسطينيين والأطفال؛ ولا تكترث بالشرعية الدولية.
عدنان علامه
14 تشرين الثاني 2023 , 21:24 م


عدنان علامه / عضو الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين

في اليوم الأول لعملية طوفان القدس وإنهيار كافة وحدات الجيش؛ ولما استوعب نتنياهو ما حصل؛ قرر شن عدوان توراتي، إنتقامي، همجي، وَحشي وبربري على غزة. فأمر تفعيل "بروتوكول هانيبال"، ليحتفظ بكرسيه لأنه سيخسر مركزه ويتحول إلى المحاكمة لو تم تشكيل لجان تحقيق لدراسة الثغرات وأخذ العبر.

فقال نتنياهو بأن العماليق قد أتوا إلى منارلنا وقتلونا داخلها؛ ويريدون قتل كل اليهود. فأوعزت الحركة الصهيونية العالمية والدولة العميقة في أمريكا إلى بايدن للتحرك الفوري لزيارة لكيان الغاصب ودعمه بشكل فوري وإدارة العدوان وإظهار دعم دولي لنتنياهو.

فبدأ بايدن بتفويض إسرائيل بالقضاء على حماس فقال: "لإسرائيل كل الحق في الدفاع عن مواطنيها من الإرهاب وعليها مسؤولية القيام بذلك بطريقة تتفق مع القانون الإنساني الدولي الذي يعطي الأولوية لحماية المدنيين". وأوعز بايدن إلى قادة الدول السبعة G7 لتكرار نفس السيمفونية لتأمين غطاء دولي لتنفيذ التعاليم التوراتية بإبادة الشعب الفلسطيني.

وأعلن نتانياهو بعد تشكيله حكومة طوارئ "حصلنا على تأييد منقطع النظير لمواصلة الحرب ( إشارة إلى التأييد الدول العربية) وأطلب تعزيز قوة رجالنا في الجبهات، فالحدث مخيف.

وبعد تقييم الوضع الميداني بعد مرور 28 يوم على العدوان، وفشل حرب الأبادة الجماعية في القضاءعلى حماس أو تحرير الرهائن؛ وجّه نتنياهو يوم الجمعة 03 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023 ، رسالة إلى الجنود الإسرائيليين في غزة أكثرَ فيها الاقتباسات من التوراة، لتحريضهم علي القتال بوحشية أكثر ضد قطاع غزة.

وجاء في الرسالة التي وزّعها مكتب نتنياهو مخاطبًا الجنود: "أذكر ما فعله بك عماليق".

كما اعتبر نتنياهو في رسالته أن "هذه حرب بين أبناء النور وأبناء الظلام، لن نتوقف عن مهمتنا حتى يتغلب النور على الظلام".

وأضاف: "سيهزم الخير الشر الشديد الذي يهددنا ويهدد العالم بأسره"، وفق تعبيره.

وللعلم فإن نتنياهو علماني ولكنه مضطر للإلتزام بأوامر أعضاء حكومته اليمينية والأشد تطرفًا في تاريخ الكيان المؤقت.

فمنذ اليوم الأول للعدوان ذكرتُ في مقالاتي بأن نتنياهو يشن حملة إبادة جماعية، توراتية، إنتقامية وعنصرية ضد الفلسطينيين. وهذا الأمر دفعني إلى البحث في سفك الدماء في التوراة؛ وخاصة حين أباد رب الجنود ( يهوه) عماليق عن بكرة أبيهم:-

"في صموئيل الأول 15:1-3. والآن فاسمع صوت كلام الرب.هكذا يقول رب الجنود.

إني قد افتقدت ما عمل عماليق بإسرائيل حين وقف له بالطريق عند صعوده من مصر.

فالآن اذهب واضرب عماليق وحرموا كل ماله ولا تعف عنهم بل اقتل رجلًا وامرأة. طفلًا ورضيعًا بقرًا وغنمًا"

وقد توسعت اليوم في البحث داخل معتقداتهم؛ وتحديدًا قتل الأطفال، بعد إستهداف المدارس (255 مدرسة) والمستشفيات ( خرجت كلها عن الخدمة) والمساجد (228 مسجد) والمخابز وتدمير وحشي للمنازل على رؤوس أصحابها. دون أن يرف لهم جفن. فقد تخطت إستباحة نتنياهو للدم الفلسطينيين كل الحدود فقد بلغ عدد الشهداء حتى كتابة هذه السطور 11320شهيدًا بينهم 4650 طفلًا وعدد الإصابات 29200 بينهم 70% أطفال وعدد المفقودين 1775 مفقودًا، %40 منهم أطفال.

وقد وجدت ضالتي في كتاب "عقيدة الملك" ، وتيقنت بأننا نواجه وحوشًا لا ينتمون إلى جنس البشر بإعترافهم، وبحسب الفتاوى التي جددوها في كتاب " عقيدة الملك".

……كذلك، يحتلّ الانتقام مكانة مهمّة للغاية في الفصل السّادس من كتاب "عقيدةالملك"، ويحيطه المؤلّفان بهالة من القدسيّة، ويؤكّدان أنّه ينبغي لإسرائيل الانتقام من الفلسطينيّين، فالانتقام هو أحد الضّرورات المهمّة التي توجب قتل "الأشرار"، وهو حاجة ضروريّة في سبيل هزيمة "الأشرار" والانتصار عليهم.

ويضيف المؤلّفان: "يجب عدم استثناء أحد عند قيام إسرائيل بالانتقام، فجميع الفلسطينيّين معرّضون للانتقام. وأمام الانتقام لا أحد بريء: الكبار والصّغار والأطفال، الرّجال والنّساء، ومهْما كانت حالتهم، ينبغي الانتقام منهم". ويبرّر المؤلّفان قتْل الأطفال، ولاسيّما الرُّضَّع منهم والذين وُلدوا لتوِّهم، باستنادهما إلى قيام "أبناء إسرائيل" بقتل صغار أطفال "مدين" في الزّمن الغابر.

ووجدت فقرة تبين سبب عدم إكتراث الصهاينة بالقوانين الدولية؛ ليس بسبب الدعم الأمريكي اللا محدود، وإنما بسبب عنصريتهم ومعتقداتهم التي تنص على أن إسرائيل فوق هذه القوانين الدّوليّة:-

ومن الملاحظ أيضا أنّ الكتاب لا يعترف بالقوانين الدّوليّة المتعلّقة بالحرب وبحماية المدنيّين في أثناء الحرب، وتلك القوانين الإنسانيّة الدّوليّة المتعلّقة بمنع إبادة الشّعوب وبمعاقبة مرتكبيها. وربّما يأتي هذا الأمر لأنّ الكتاب يفترض، كما يعتقد كثير من الإسرائيليّين، أنّ إسرائيل فوق هذه القوانين الدّوليّة.

فاليوم يواجه الفلسطينيون ومحور المقاومة هذا الكيان الوحش المفترس، الذي إستباح ويستبيح دماء الأغيار، فهو أشبه بغدة سرطانية تأكل كل ما حولها. والحل الوحيد كما يقول الطب هو استئصالها.

وإن غدًا لناظره قريب

14 تشرين الثاني/نوفمبر 2023

https://www.falestinona.com/flst/Art/44958#gsc.tab=0

المصدر: موقع إضاءات الإخباري