كيف يؤثر هرمون الجوع على نشاط المنطقة الحصينية في الدماغ ؟
علوم و تكنولوجيا
كيف يؤثر هرمون الجوع على نشاط المنطقة الحصينية في الدماغ ؟
20 تشرين الثاني 2023 , 10:37 ص

توصلت دراسة جديدة إلى نتائج مثيرة تشير إلى أن هرمونات الجوع التي تنتجها الأمعاء يمكن أن تؤثر على منطقة صنع القرار في الدماغ. تعد هذه الدراسة الأولى التي تكشف عن الآثار المباشرة لهرمونات الجوع على نشاط الحصين في الدماغ، وهو الجزء المسؤول عن اتخاذ القرارات وتشكيل واستخدام الذاكرة، عندما يفكر الحيوان في تناول الطعام.

أثر هرمونات الجوع على السلوك الغذائي:

يعمل الحصين على تثبيط رغبة الحيوان في تناول الطعام، وذلك للحفاظ على عدم الإفراط في تناول الطعام. ومع ذلك، إذا كان الحيوان جائعًا، فإن الهرمونات ستحفز الدماغ لإيقاف هذا التثبيط، وفقًا لاقتراح الباحثين في جامعة كاليفورنيا.

تطبيقات الدراسة وتأثيرها على الصحة:

تأمل الدراسة في أن تساهم النتائج التي توصلت إليها في فهم آليات اضطرابات الأكل، وكذلك في ربط العلاقة بين النظام الغذائي والنتائج الصحية الأخرى مثل خطر الإصابة بالأمراض العقلية.

اكتشاف الدراسة وتجربتها:

أجريت التجربة على الفئران حيث تم وضعها في ساحة تحتوي على كمية محدودة من الطعام، ورصد تصرفاتها وأنشطة أدمغتها في الوقت الفعلي. وقد لوحظ أن الفئران الجائعة كانت هي التي بدأت في تناول الطعام، بينما توقفت الفئران المشبعة عن الأكل.

تأثير هرمون الجوع في منطقة صنع القرار:

تركز الباحثون في الدراسة على نشاط الدماغ في الجانب السفلي من الحصين. عند اقتراب الفئران من الطعام، زاد النشاط في مجموعة فرعية من خلايا الدماغ في هذه المنطقة، مما أدى إلى توقف الحيوان عن الأكل. ومع ذلك، إذا كان الفأر جائعًا، فإن هناك نشاطًا أقل في هذه المنطقة، مما يجعل الحصين غير قادر على منع الحيوان من الأكل.

استنتج الباحثون أن هناك ارتباطًا واضحًا بين هرمون الجوع ونشاط منطقة صنع القرار في الدماغ. يعتقد العلماء أن هذا الاكتشاف قد يساهم في فهم آليات الشهية والاضطرابات الغذائية، مثل فرط الأكل والسمنة.

من الجدير بذكره أن الدراسات السابقة قد ركزت بشكل رئيسي على الهرمونات المفرزة من الدماغ للتحكم في الشهية والجوع، مثل هرمون الجلوكاجون والأنسولين. ومع ذلك، تعتبر هذه الدراسة الأولى التي تبحث في تأثير هرمون الجوع الذي ينتج في الأمعاء على منطقة صنع القرار في الدماغ.

توضح هذه النتائج أهمية دراسة الاتصال الوثيق بين الجهاز الهضمي والدماغ، وكيف يؤثر هذا التواصل على سلوكنا وقراراتنا المتعلقة بالطعام. قد تساهم هذه المعرفة في تطوير استراتيجيات جديدة للتحكم في الشهية والتغذية الصحية.