أحافير الديناصورات تكشف عن أسرار خفية لفهم مرض السرطان وتطوير علاجات مستقبلية
دراسات و أبحاث
أحافير الديناصورات تكشف عن أسرار خفية لفهم مرض السرطان وتطوير علاجات مستقبلية
30 أيار 2025 , 14:15 م

في خطوة غير تقليدية لاستكشاف أصول السرطان وسبل علاجه، يعمل فريق من العلماء على دراسة أحافير الديناصورات للعثور على أدلة قد تعزز الفهم البشري لهذا المرض الفتّاك، وقد توصلت دراسة علمية استمرت أكثر من عشر سنوات إلى اكتشاف مذهل يتمثل في وجود هياكل خلوية شبيهة بخلايا الدم الحمراء داخل عظام متحجرة، وهو ما قد يمهّد الطريق لفحص أورام قديمة أصابت كائنات ما قبل التاريخ.
- اكتشاف علمي في أحفورة عمرها 70 مليون سنة
أجريت الدراسة بالتعاون بين جامعة أنجليا روسكين (ARU) وإمبريال كوليدج لندن، حيث فحص الباحثون أحفورة ديناصور من نوع Telmatosaurus transsylvanicus، عاش في منطقة حوض هاتيغ في رومانيا قبل ما بين 66 و70 مليون عام. وقد أظهرت الفحوص الدقيقة وجود خلايا محفوظة بشكل مذهل، في عينة يُعتقد أنها تحتوي على ورم في الفك.
- بداية القصة: ورم في فك ديناصور
انطلقت فكرة البحث في عام 2016، حين قرأ البروفيسور جاستن ستيبينغ، المتخصص في علم الأورام في جامعة أنجليا روسكين، مقالا علميا عن أحفورة رومانية تحتوي على ورم عظمي، ومن هنا شكّل فريقًدا بحثيا مشتركا ضم الدكتورة بيانكاستيلا سيريسر من إمبريال كوليدج، والبروفيسور برامود شاندراسينغ من جامعة كيلانيا في سريلانكا، لبدء دراسة هذا الورم من منظور علمي حديث.
- تقنيات متقدمة لفحص العينة
تواصل الفريق مع الجهات المعنية في رومانيا للحصول على العينة الأحفورية، ثم استخدم أدوات وتقنيات متطورة، أبرزها المجهر الإلكتروني الماسح (SEM)، لدراسة التركيب الداخلي للعينة، وقد كشفت النتائج عن وجود أنسجة رخوة محفوظة بشكل غير متوقع، بما في ذلك خلايا تشبه خلايا الدم الحمراء، وهو اكتشاف فريد في سجل الحفريات.
- نقلة نوعية في علم الحفريات والسرطان
اعتبر البروفيسور ستيبينغ هذا الاكتشاف بمثابة تحول كبير في دراسة السجل الأحفوري، إذ لم يعد التركيز محصورا فقط على العظام والهياكل الصلبة، بل أصبح بالإمكان دراسة مكونات خلوية دقيقة، ما يتيح للعلماء تحليل اللبنات الجزيئية التي قد تكشف عن جذور مرض السرطان.
وأضاف أن البيئة المحيطة بالديناصورات القديمة، وما تعرضت له من ظروف، قد تساعد في فهم العلاقة بين العوامل البيئية وتطور السرطان عبر ملايين السنين، مما يوفر رؤى جديدة حول نشوء المرض. 
- دراسة بروتينات محفوظة ... رغم انعدام الحمض النووي
ورغم أن إمكانية استنساخ الديناصورات باستخدام الحمض النووي تبقى غير ممكنة نظراً لتحلله الكامل مع الزمن، فإن الدراسة نجحت في استخلاص بروتينات محفوظة داخل الأنسجة الرخوة، وهي خطوة تفتح الباب لفهم أنواع السرطان القديمة من منظور جزيئي تطوري.
- آفاق علاجية مستقبلية واعدة
أعرب الفريق البحثي عن أمله في أن تساهم هذه النتائج في إثراء الفهم الطبي للسرطان، ما من شأنه أن يُسرّع عملية تطوير علاجات مبتكرة وأكثر فعالية في المستقبل. وقد نُشرت نتائج الدراسة مؤخرًا في مجلة "علم الأحياء"، لتشكل مساهمة جديدة ومُلهمة في مجال الطب التطوري.

المصدر: إندبندنت