حقائق خطيرة عن حرب
مقالات
حقائق خطيرة عن حرب "إسرائيل", التاريخ يكشف أسرار الحاضر
مها علي
25 تشرين الثاني 2023 , 17:33 م


الكاتبة: مها علي

مخطئٌ من يعتقد أن سبب الحرب اقتصادي أو سياسي, ولو كانت المؤشرات العامة توحي بذلك,فهما مُجرد قناعين تتخفى بهما القضية الرئيسية المتمثلة بالدِين, والتي تعود لمئات السنين, فهي حرب دينية بحته, والجميع سمع وزير خارجية أمريكا أنتوني بلنكن في اليوم الثاني لطوفان الأقصى عندما قال من داخل إسرائيل:

(جئت كيهودي), ووفقاً لاعتقادات اليهود هذه الحرب يجب أن تتوسع لتشمل حرباً عالميةً كبرى, تتحقق فيها نبوءات اليهود الكاذبة, فالصهيونية العالمية مُنقادة من عائلة روتشيلد وروكفلر الصهيونيتين (هما أثرى أثرياء الأرض), وإسرائيل تريد توسيع الحرب فهي تستغل التنافس بين أمريكا والصين وتريد ضرب الطرفين لأجل تحقيق أهدافها في تدمير الدول المحيطة بفلسطين ومن ثم بناء إسرائيل الكبرى.

مع بداية القرن الـ 16 ظهر شاب ألماني كاثوليكي اسمه مارتن لوثر, يحمل فكراً جديداً وهو الفكر الإصلاحي للكاثوليكية المسيحية وأطلق عليه إسم البروتستانتية , ومن هنا كانت بداية ولادة الصهيونية, وقد كانت الكنيسة تبيع صكوك غفران الذنوب والتوبة, فقرر مارتن لوثر تقويض سلطة البابا لأنه كان يرى فيهم الخداع للناس, فلجأ للعمل السري المتخفي مع اليهود أصحاب النفوذ في المجتمع عن طريق التأكيد على أن مذهبه الجديد سوف يعيد الاعتبار لليهود الذين كانوا يعانون من احتقار الكنيسة الكاثوليكية لهم باعتبارهم قتلة المسيح عليه السلام, (ولكن الإسلام يقول بأن المسيح رفع إلى السماء ولم يقتلوه بل شُبه لهم,), وهكذا استطاع مارتن لوثر كسب الحماية من الإمبراطورية, فأصدر كتابه (عيسى ولد يهودياً) عام 1523م, قال فيه إن اليهود هم أبناء الله وأن المسيحيين هم الغرباء الذين عليهم أن يرضوا بأن يكونوا كالكلاب يأكلون مايسقط من فتاة مائدة الأسياد, لذا رأى الكثير من المؤرخين أن هذه الفترة هي الولادة الحقيقية للمسيحية الصهيونية وتقوم على تفضيل الطقوس العبرية في العبادة على الطقوس الكاثوليكية بالإضافة إلى دراسة اللغة العبرية على أساس أنها كلام الله, وتابع لوثر نشر أفكاره البروتستانتية التي ركزت على عودة المسيح لما له أثر كبير في نفوس المسيحيين, وأكد على نبوءة تلمودية يهودية تقول بأن المسيح يعود بعد إنشاء وطن لليهود في القدس. لقي هذا الفكر البروتستانتي رواجاً هائلاً وانتشر في ألمانيا بسرعة ومن ثم انكلترا, وظهر الفكر الصهيوني الذي يقوم على إنشاء دولة قومية لليهود في فلسطين بوصفها أرض الميعاد.

ولد من المذهب البروتستانتي مذهب آخر سمي بالكلفيني, يقوم على نفس الأسس بدعم بنو اسرائيل, واليوم ننظر فنرى أغلب مسيحيي العالم يتبنون المذهب البروتستانتي أما المذهب الكلفيني فهو مذهب قادة العالم الحقيقيين, ويجب أن نعلم أن الصهيونية ليست نتاج الثقافة اليهودية بل هي نتاج الكلفينية إبان الحرب الانكليزية الأولى عندما ظهرت الصهيونية كمذهب رسمي في القرن الـ17 بعد أن كانت مجرد فكرة حين أطاح المتشددون بالنظام الملكي البريطاني وادعى اللورد كروموئيل السماح للشعب الانكليزي بتحقيق النقاء الأخلاقي من أجل تجاوز محنة السبع سنوات والترحيب بعودة المسيح والعيش معه بسلام طيلة الألف عام , ولكي يتحقق هذا الأمر وفقاً لما جاء في التوراة التي قاموا هم بتحريفها فإنه يتوجب على اليهود أن يتشتتوا في أنحاء الأرض ثم يجتمعوا في فلسطين ويعيدوا تشكيل الهيكل المزعوم.

وفي القرن التاسع عشر أطلقت الملكة فكتوريا سياسة إمبريالية في انكلترا واختارت رئيس حكومة لها كان يهودياً يدعى بنيامين إسرائيل الذي اقترح عليها التحالف مع الشتات اليهودي لتطوير الإمبراطورية وفي عام 1878م نجح في تدوين عبارة استعادة إسرائيل على جدول أعمال مؤتمر برلين حول اقتسام العالم من جديد, فقد كانت الإمبراطورية العثمانية متفككة آنذاك.

وبعد نهاية الحرب الأهلية الانكليزية الثالثة عام1651م التي وضعت ولايات الجنوب الأمريكية الكاثوليكية واللوثرية في مواجهة ولايات الشمال الكلفينية أصبحت المصالحة الأنغلوأمريكية تعني التزاماً مشتركاً بالصهيونية فاندمجت الكاثوليكية بتعاليم البروتستانتية وتحالفت مع الكلفينية من أجل هدف صهيون واحد وفق المسيحية الصهيونية, وجاء في الاتفاق إن أي إدانة لإسرائيل هي بمثابة تقويض للتحالف, وإعلان للحرب, ووفقاً للمنظمة الصهيونية العالمية فإن مؤسس الصهيونية الحديثة ليس تيودور هرتزل كما علمونا في المدارس, بل هو القس وليام بلاكسون الأمريكي الصهيوني الذي يؤكد أن المسيحيين الحقيقيين لن يضطروا للمشاركة في امتحان يوم القيامة, وبحسب هذا القس فإن اليهود سيقومون بالحرب الأخيرة في فلسطين وسيخرجون منها منتصرين بعد اعتناقهم المسيحية, وهذا هو التبرير الديني الذي سمح بدعم أمريكا اللامحدود لإسرائيل.

في منتصف القرن التاسع عشر أصبح اليهود يتمتعون بمزيد من الحريات والحقوق في أوروبا الغربية مع تأسيس الدول العلمانية فيها, ولكن الأمر في روسيا لم يكن على وفاق فقد كان القيصر الروسي ألكسندر الثاني من معتنقي المذهب الأرثذوكسي الذي يجرم اليهود بدم عيسى عليه السلام, ويحاربهم وقد كان رافضاً للفكر البروتستانتي الداعم للصهيونية, فصدر القرار من دولة الصهيونية العميقة في أمريكا وبريطانيا بالتخلص من القيصر الروسي ألكسندر الثاني, وأوكلت المهمة إلى روتشلد زعيم الصهيونية العالمية صاحب النجمة الخماسية الألمانية الشيوعية, فهو الذي استعمل الشعب وقام بتحريضهم ضد القيصر الروسي الأرثذوكسي الكسندر الثاني عام 1879, وعُرفت الثورة باسم إرادة الشعب التي قامت بخمسة محاولات لإغتياله ولم تنجح ولكن في المرة السادسة تم اغتياله, عام 1881م, وقد استطاع ابنه ألكسندر الثالث من القبض على قتلة والده واكتشف أن جميعهم من اليهود الروس, فقام بإعدامهم وقمع الثورة ضده, وواصل حملات التضييق والعداء لليهود في روسيا بما يعرف تاريخياً بالمشكلة اليهودية والتي تتلخص في عدم وجود وطن قومي لليهود, بعدها بدأت الهجرة اليهودية من روسيا إلى أوروبا الغربية وأمريكا الشمالية والجنوبية التي كانت بمثابة الكرت الذهبي للحركة الصهيونية لأجل الظهور للعلن عن طريق استغلال تدفق اليهود إلى العالم من جهة وتحقيق النبوءة التلمودية من جهة أخرى, والحديث صراحة عن حل المشكلة اليهودية بإقامة وطن لهم في فلسطين وهذه الدعوة بدأت تحصد المزيد من الأتباع تدريجياً بين اليهود وخصوصاً الفارين منهم من روسيا أي أن الحركة الصهيونية كانت طرفاً خفياً بالحرب ضد اليهود لإجبارهم على الهجرة الثانية وتوجيههم إلى فلسطين, كأرض الخلاص وأصبحت الهجرة القادمة من روسيا أكثر تدفقاً منذ عام 1882م, وتفاقمت بعد أن قامت ثورة الفلاحين في روسيا التي مولتها ودعت إليها للمرة الثانية جماعة روتشيلد الصهيونية وفي هذه المرة نجحت في الوصول الى السلطة بقيادة الصهيوني فلاديمير لينين عام 1917م, وبعدها قامت اتفاقية سايكس بيكو وتقسيم بلاد الشام ووعد بلفور بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين ثم انسحب الانتداب البريطاني منها بعد تسليمها لليهود والوفاء بوعده...

الجدير ذكره أن بنيامين نتنياهو بتاريخ 25-10-2023, ذكر هذا المخطط عندما قال في كلمته: (إننا شعب النور), وهو يقصد بنو اسرائيل , وقال: هم شعب الظلام قاصداً المسلمين, وأردف قائلاً سنحقق نبوءة إشعيا..., ولأجل أن تتحقق عليهم القضاء على جميع الدول المحيطة بإسرائيل, وبالتالي حلم الصهيونية من الفرات الى النيل, والجميع يعرف برنارد لويس البريطاني الصهيوني الأمريكي الجنسية كان مستشارا لإدارتي بوش الأب والابن,الذي وضع مخطط عام 1983 لتقسيم السودان ومصر وتفكيك ليبيا والجزائر والمغرب ومن ثم إعطاء سيناء وشرق الدلتا لإسرائيل”, وكذلك الأردن, ولأجل هذا قامت الصهيونية مُسبقاً بإقامة سد النهضة في إثيوبيا كي تخنق اقتصاد مصر بالتدريج...

لذا ومما سبق نستطيع القول أن حركة حماس، لم تعد مجرد حركة، بل تكرست الآن في الذهنية العربية والمسيحية الأرثوذكسية (روسيا برئاسة فلاديمير بوتين) كأيديولوجية ضد الصهيونية الشيطانية,التي تريد تحقيق النبوءات ومن ثم خروج المسيح الدجال وفرض أخلاقيات الليبرالية الحديثة الكامنة في دمار المجتمعات وهدم العائلة من خلال قوننة الزواج للمثليين, ونشر الروبوتات مكان البشر,وقد سبق أن نشرت مقالاً عن خطر الذكاء الإصطناعي, بعنوان(زواج الإنسان من روبوت وعصر اضطراب الأذهان) أتمنى أن تقرؤوه, فالمنطقة على صفيح ساخن وكذلك الإقليم, والعالم يترقب, والهدنة ليست إلا حلاً مؤقتاً, وقد تم خرقها.   

المصدر: موقع إضاءات الإخباري