هل يلوح في الأفق مشروع سياسي جديد ..؟؟
مقالات
هل يلوح في الأفق مشروع سياسي جديد ..؟؟
راسم عبيدات
26 تشرين الثاني 2023 , 04:09 ص

كتب الأستاذ راسم عبيدات

المعروف بان الولايات المتحدة الأمريكية ، ما لا تستطيع تحقيقه عسكرياُ ، تلجأ لما تسميه بحروبها الناعمة ،عقوبات اقتصادية ومالية وتجارية ومنع اعمار وابتزاز وبلطجة ..وهنا الأمثلة واضحة ،سوريا وقانون " قيصر" لخنق وقتل الشعب السوري" ودفعه للثورة والتمرد على النظام في المناطق التي يسيطر عليها ...والمثال خطة بومبيو الأمريكية للبنان، التي تستهدف الحصار المالي والإقتصادي والفراغ السياسي وصولا الى خلق فتن داخلية ،وفراغ وإنهيار أمني يقود الى فتن طائفية والدفع نحو حرب أهلية ..من أجل استهداف حزب الله وسلاح المقاومة وتصويره بأنه السبب في كل ما يشهد لبنان من مأٍسي وعقوبات،جوع وفقر وانهيار البنى التحتية وعدم توفر الكهرباء والطبابة وغيرها ...والأن في قطاع غزة ، 50 يوماً مرت على الحرب العدوانية على قطاع غزة، لم يستطع جيش الإحتلال ،ان يحقق أي انجاز عسكري او أمني او عملياتي ملموس ...ولذلك واضح بأن أمريكا التي تريد حماية مصالحها في المنطقة،التي باتت مهددة بشكل كبير،تبحث عن مشروع سياسي ،يمكنها من تحقيق أهدافها بالحروب الناعمة ،الحصار الإقتصادي ومنع الإعمار وعودة النازحين والمهجرين من الجنوب الى الشمال وخنق القطاع وحصاره بشكل كبير جداً ...وهذا المشروع يبدو أنه يشمل خلق وجوه جديدة في القيادة الفلسطينية،بحيث يجري فك وتركيب جديد لحكومة نتنياهو،واخراج نتنياهو وبن غفير وسموتريتش من المشهد السياسي، لصالح حكومة جديدة موسعة يقودها غانتس ...وفي الجانب الفلسطيني تغييب القيادة الحالية في رام الله عن المشهد السياسي ...وهنا يجب القول بأن ما يجري ،يقول بأن قطر التي رعت مشروع صفقة التبادل والهدن المؤقتة،هي في صلب المشروع السياسي الجديد ...فقط كانت بعيدة عن حلف ابرهام التطبيعي،وهي تعرضت لعقوبات من مجلس التعاون الخليجي ومصر،وكانت نافذتها على العالم براً وجواً طهران ...وهي بالمطلق لم تكن على وفاق مع الإمارات العربية والى حد ما السعودية ..ولذلك شهدنا ما يؤشر الى ان المشهد السياسي القادم يفترض دوراً في القيادة لما يعرف ب" التيار الدحلاني" في حركة فتح،والذي خلافه مع قيادة حركة فتح،ليس التخوين وارتكاب الدحلان لجرائم وغيره،بل هو خلاف مصالح ومال ومناصب وغيره ...ولذلك الإطلالات الثلاثه لدحلان للحديث عن معركة "طوفان الأقصى" وعدم إدانة حركة حماس وتحميل دولة الإحتلال المسؤولية عن هذا العدوان والجرائم،ليست بهدف تحديد موقف من هذا العدوان فقط،هذه الإطلالات اعقبها إطلالة لنائب دحلان سمير المشهراوي على فضائية " الجزيرة " القطرية لأول مرة، ف" الجزيرة" لا تستضيف من هم محسوبين على الإمارات ،وهناك خلاف ليس فقط في تضارب مصالح البلدين،بل في الموقف من المقاومة وحركة حماس ،فالإمارات أقرب الى شيطنة قوى المقاومة وحركة حماس، في حين قطر شكلت حاضنة وملاذ لقادة حركة حماس، واللافت في إطلالة المشهراوي ومن قبل إطلالات دحلان،أنهم تحدثوا " بدوزان" عالي عن المقاومة والوحدة الوطنية والروح الوطنية ...وكذلك كان هناك وفد ضم المشهرواي وناصر القدوة،قد زار قطر والتقى قادة حماس هنية ومشعل ...

يبدو بأن تيار دحلان يجيد استقطاب الحالة الجماهيرية ، في حين مواقف وسلوكيات وتصريحات لقادة السلطة في رام الله خسرتها جزء كبير من شعبيتها المتأكلة أصلاً ، تصريحات ابو ردينة عن انه لا علاقة للسلطة بما جرى بين حماس ودولة الإحتلال،وأن منظمة التحرير هي الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني ،وحركة حماس انقلبت على الشرعية،أي شرعية يتحدث عنها؟؟ ...وقبل ذلك لم يحركوا ساكناً تجاه ما ارتكبه الإحتلال من مجازر بحق قطاع غزة ،وتصريحات ابو مازن عن أن الشعب الفلسطيني لا يؤيد سياسات حماس ،وقبل ذلك قال ممارسات حماس ...ناهيك عن أنهم ربما قالوا بأن حماس عليها تحمل ما قامت به،وهي لم تشاروهم في حربها ..ولعلهم كانوا يمنون النفس ان تنتصر "اسرائيل" على حركة حماس،وأبدوا استعدادهم أمام وزير الخارجية الأمريكي بلينكن بأن يكونوا جزء من الترتيبات وقيادة القطاع من بعد القضاء على حركة حماس ونهاية حكمها ... ملامح مشروع سياسي يبدو بأن قطر التي قادت الهدن المؤقته وصفقات التبادل ،جزء رئيسي منه ...وتيار دحلان سيكون جزء من قيادة المشهد القيادي الفلسطيني ....

المصدر: موقع إضاءات الإخباري