أسباب زيادة النشاط البركاني خلال أشهر الشتاء
دراسات و أبحاث
أسباب زيادة النشاط البركاني خلال أشهر الشتاء
26 تشرين الثاني 2023 , 10:43 ص

شهدت الأرض خلال الأسابيع القليلة الماضية زيادة ملحوظة في النشاط البركاني العالمي، حيث اندلعت ثورات بركانية في عدة مناطق مثل أيسلندا وإيطاليا والمكسيك وغيرها، ما أثار تساؤلات حول وجود "موسم للانفجارات البركانية".

 وفقًا لبرنامج البراكين العالمي التابع لمؤسسة سميثسونيان، والذي يراقب الثورات البركانية حول العالم، كان هناك 46 بركانًا في حالة ثورة مستمرة اعتبارًا من 11 أكتوبر 2023. يجب التنويه أن المصطلح "ثورة مستمرة" لا يعني بالضرورة وجود نشاط يومي مستمر، ولكنه يشير إلى حدوث أحداث ثوران متقطعة لمدة تزيد عن 3 أشهر.

عادةً ما يكون هناك ما بين 40 إلى 50 بركانًا في حالة ثورة مستمرة في أي وقت، وتكون نحو 20 منها نشطة بشكل يومي تقريبًا. ووفقًا لتقرير النشاط البركاني الأسبوعي الصادر عن برنامج البراكين العالمي للأسبوع المنتهي في 21 نوفمبر 2023، هناك 22 بركانًا نشطًا بشكل مستمر. وبالتالي، يمكن اعتبار النشاط المستمر للبراكين ظاهرة طبيعية تحدث بانتظام.

والأكثر من ذلك، فقد ثبت أنه في كل عام منذ عام 1991، ينفجر ما بين 56 إلى 88 بركانًا على كوكبنا. وعلى مدى الـ 12 ألف سنة الماضية، ثار حوالي 1350 بركانًا نشطًا.

لا يعتبر الانفجار البركاني ظاهرة طبيعية فحسب، بل إنه يسهم أيضًا في تشكيل الأرض كما نعرفها. تشير هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية إلى أن أكثر من 80% من سطح الأرض، بدءًا من الأعماق تحت سطح البحر وصولًا إلى أعلى قمم الجبال، هو منشأة بركانية. بفضل انبعاثات الغازات من فتحات البراكين على مرّ العصور، تشكلت المحيطات والغلاف الجوي للأرض، وقدمت المكونات الحيوية الضرورية للتطور واستمتعايش الحياة على كوكبنا.

على الرغم من أن النشاط البركاني يحدث على مدار العام، إلا أن هناك بعض الدراسات تشير إلى زيادة النشاط خلال أشهر الشتاء في بعض المناطق. يعزى ذلك جزئيًا إلى تغيرات في الضغط الجوي والتوزيع الحراري للهواء خلال هذه الفترة، مما يؤثر على تدفق المادة المنصهرة داخل البراكين.

تشير الدراسات العلمية إلى أن هناك عوامل متعددة تؤثر في نشاط البراكين، ومن ضمنها التوزيع الجغرافي للصفائح البركانية والتكوينات الجيولوجية، والتغيرات في الضغط الجوي والتوزيع الحراري، وحركة المياه الجوفية والبركانية، والتأثيرات البيئية والمناخية العامة.

على سبيل المثال، في بعض المناطق التي تعرف بارتفاع نشاطها البركاني خلال فصل الشتاء، مثل جبل إتنا في إيطاليا، يُعتقد أن الأسباب تتراوح بين تدفق المزيد من المياه الجوفية إلى البركان وتأثير الأمطار الغزيرة التي تتسبب في تفاعل كيميائي يؤدي إلى زيادة الضغط داخل البركان.

مع ذلك، فإن فهم النشاط البركاني وتنبؤاته لا يزال تحديًا كبيرًا للعلماء. يتطلب الأمر مزيدًا من الأبحاث والمراقبة المستمرة للبراكين حول العالم، بما في ذلك استخدام التكنولوجيا المتقدمة مثل أجهزة الاستشعار عن بعد وتحليل البيانات الجيولوجية والجيوكيميائية.

في النهاية، يتعين علينا أن نتذكر أن النشاط البركاني هو ظاهرة طبيعية لا يمكن التنبؤ بها بدقة مطلقة. قد يحدث ثوران بركاني في أي وقت وفي أي منطقة، ولذلك يجب أن نكون مستعدين للتعامل مع آثاره وتأثيراته على البيئة والمجتمعات المحلية.

المصدر: موقع إضاءات الإخباري