في الرابع من ديسمبر عام 1872، تم اكتشاف سفينة تجارية تسمى "ماري سيليست" قبالة سواحل البرتغال في ظروف غامضة، حيث كان طاقمها قد اختفى وترك السفينة تابعة لرحلتها بدونهم.
تم بناء هذه السفينة المعروفة بلاحقة باسم "سفينة الأشباح" في العام 1861 في الحوض الجاف في جزيرة سبنسر الكندية، وتم إطلاقها إلى الماء في نفس العام تحت اسم "أمازون". كانت السفينة ذات طول حوالي 31 مترًا وعرض 7.7 مترًا وإزاحة 202 طن.
تتصل تاريخ هذه السفينة بالعديد من الأحداث الغريبة، حيث اعتقد البعض أنها تحت سيطرة "قوى شريرة". على سبيل المثال، توفي القبطان الأول للسفينة، روبرت ماكليلان، في نفس العام 1861 بعد أول رحلة للسفينة.
تعرضت السفينة لأضرار كبيرة في هيكلها خلال رحلتها في عام 1863 بسبب اصطدامها بالشعاب المرجانية، وتم إدخالها إلى حوض بناء السفن للقيام بإصلاحات كبيرة، لكن حدث حريق في المكان.
خلال رحلتها العودة إلى الولايات المتحدة في عام 1867، تعرضت السفينة لحادث قبالة سواحل نوفا سكوتشيا في كندا وتم سحبها من الصخور. بعد ذلك، تغيرت ملكية السفينة عدة مرات ولم يحقق أحد من ملاكها أي ربح، بل بعضهم أفلس.
اقرا المزيد : المرأة المسلسلة تستطع في السماء هذا الإسبوع .. كيف يمكن رؤيتها ؟
في نهاية المطاف، اشتراها رجل أعمال أمريكي يدعى جيمس وينشستر في مزاد علني في نيويورك مقابل 1850 دولارًا. قام وينشستر بتعديلات وإصلاحات كبيرة على السفينة بتكلفة إضافية بلغت 8960 دولارًا، وغير اسمها إلى "ماري سيليست".
في أكتوبر عام 1872، تم إطلاق السفينة في مياه نهر الشرق في نيويورك، حيث كانت تستعد للسفر إلى جنوة في إيطاليا بقيادة قبطانها الجديد بنيامين بريجز، وكانت تحمل 1701 برميل من الكحول الخام التجاري بقيمة 35000 دولار، وكانت الشحنة مؤمنة بالكامل.
بعد مرور شهر تقريبًا من إبحار السفينة "ماري سيليست"، لم يتم العثور على أي أثر للطاقم عندما وصلت إلى سواحل البرتغال. تم اكتشاف السفينة بواسطة سفينة تجارية أخرى تدعى "ديو جينيرو"، وكانت مهجورة ومهترئة.
من المثير للاهتمام أن السفينة لم تكن في حالة كارثية ولم تعاني من أضرار جسيمة. الأشرعة كانت مرتبة والطعام والمؤن ما زالت موجودة، ومع ذلك، فإن القوارب النجاة الثلاثة التي تعتبر جزءًا من المعدات القياسية للسفينة قد اختفت.
تم إجراء تحقيق مفصل حول اختفاء الطاقم، ولكن لم يتم العثور على أي أدلة ملموسة. ترددت العديد من النظريات والتكهنات بشأن مصير الطاقم، منها احتمال تعرضهم لهجوم من قِبَل قراصنة، أو أنهم قد تم اختطافهم، أو حتى أنهم قد تعرضوا لظروف طبيعية غير معروفة.
مع مرور الوقت، اشتهرت قصة سفينة "ماري سيليست" وأطلق عليها لقب "سفينة الأشباح". تُعَد هذه القصة واحدة من أشهر قصص الغموض البحري في التاريخ، وما زالت تثير التساؤلات والتكهنات حتى اليوم.
على الرغم من أن الحقيقة الكاملة لم تكشف بعد، إلا أن قصة سفينة "ماري سيليست" تظل تشد الانتباه وتثير الفضول لدى العديد من الباحثين وعشاق الألغاز البحرية. قد تظل هذه القصة غموضًا للأبد، حيث يبقى مصير طاقم السفينة مجهولًا ومحط تساؤلات لا تجد إجابة.
وهكذا، تبقى مغامرة سفينة "ماري سيليست" أو "سفينة الأشباح" حقيقية ولغزها محيرًا يستمر في لفت انتباه الناس حتى يومنا هذا.



