نتنياهو وبايدن يعطلان القانون الإنساني الدولي ويُفَعِّلان نص توارتي مشكوك فيه لإبادة العماليق (الفلسطينيين)
مقالات
نتنياهو وبايدن يعطلان القانون الإنساني الدولي ويُفَعِّلان نص توارتي مشكوك فيه لإبادة العماليق (الفلسطينيين)
عدنان علامه
9 كانون الأول 2023 , 10:41 ص


عدنان علامه / عضو الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين

إن نتنياهو عبارة عن كتلة من الأمراض النفسية المستعصية مجنمعة في بدن وحش إسطوري؛ وقد شبهه أشهر طبيب نفسي في فلسطين المحتلة الدكتور موشيه ياتوم قبل انتحاره، بأن نتنياهو عبارة عن "ثقب أسود" مقاوم للواقع؛ وقد دفع نتنياهو الطبيب المعالج بعد تسع سنوات من المتابعة العلاجية إلى اليأس، فالإحباط وم ثم الإنتحار بإطلاق النار على نفسه؛ وترك رسالة يقول فيها بأن نتنياهو هو سبب إنتحاره.

كحه فنتنياهو كان يخطط لحرب طويلة الأمد مع الفلسطينيين؛ وجنون عظمته دفعه لنبش مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي بشرتنا به كونداليزا رايس أثناء العدوان على لبنان عام 1996؛ وقالت عن تدمير قرى بإكملها وتدمير الضاحية بأنها آلام المخاض الضرورية لولادة شرق أوسط جديد؛ ولكن المشروع سقط نتيجة ثبات المقاومة وإنتصارها.

فإحياء نتنياهو لهذا المشروع وتنفيذه يتطلب العدوان على الفلسطينيين أولًا.

كان الهدوء يشوب منطقة غزة حين أعلن نتنياهو عن هذا المشروع في الأمم المتحدة؛ ولكن نتنياهو بُعيد إلقاء خطابه في الأمم المتحدة حول مشروع الشرق الأوسط الجديد بتاريخ 23 أيلول/ سبتمبر 2023 نشر التغريدة التالية وبدون أية مناسبة: “إن أعظم إنجاز في حياتي هو أن أقاتل من أجلكم (الشعب الإسرائيلي) ومن أجل بلدنا.

وهذا يؤكد بأن نتنياهو كان يستبطن العدوان على الفلسطنيين؛ ويبدو أن قيادة حماس علمت بالعملية؛ فقامت بعملية طوفان الأقصى الإستباقية؛ فوجد فيها نتنياهو حلمه والفرصة الذهبية التي لا يمكن هدرها. فأمر الجيش بقصف المستوطنات لكي يقتل المجاهدين مع المستوطنين؛ ووجد في تجمع حفل نوفا الموسيقي فرصة ذهبية لشن الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين بحجة قتلهم أعدادًا كبيرة من اليهود . فأمر عدة طائرات أباتشي من سلاح الجو بقصف المحتفلين بحجة وجود مسلحين داخل الحفل. وقد أخبرنا تقرير لصحيفة هآرتز بعد منتصف الشهر الماضي أن 364 صهيونيًا قتلوا بنيران صديقة مع رواية ضعيفة جدًا، وغير مترابطة عن قيام طائرة أباتشي بالهجوم على الحشود. وقد ذكر التقرير بأن أحد المجاهدين قد حط في الحفل وسأل أحد المحتفلين عن كيفية الوصول إلى مغتصبة ريعيم وذكر التقرير بأن ذلك الحوار كان مسجلًا على كاميرا مثبتة على رأسه؛ وهذا يدل على أنه تم تصفية المجاهد؛ ويؤكد بأن حماس بريئة من دماء المحتفلين، ولم يكن لديهم أية علاقة وبأي شكل من الأشكال.

وعندما سقطت كافة أنظمة الكيان المؤقتظ واستطاعت قوات حماس الإنتقال 15كلم مع الأسرى إلى غزة، بدأ نتنياهو بالنحيب والبكاء واتصل ببايدن ووضعه بأجواء أعداد القتلى المضخمة قائلًا جاء عماليق إلى منازلنا وقتلونا ويريدون قتل كل يهودي.

فحضر بايدن على وجه السرعة إلى الكيان المؤفت ولحقنه حاملة طائرات بأمر من الحركة الصهيونية العالمية والدولة العميقة فى أمريكا لمساعدة الكيان المؤقت في التخلص من "العماليق".

لذلك آمل التركيز على تفاصيل تعطيل القانون الإنساني الدولي وشرط الكونغرس باستخدام الأسلحة الامريكية للدفاع المشروع عن النفس.

وقد أعلن نتنياهو عن هدفين دون تحديد أي وقت رمني لذلك:-

1- القضاء على حماس.

2- إعادة المحتجزيين.

وكان أول تصريح لبايدن : "على إسرائيل الدفاع عن نفسها بطريقة تتفق مع القانون الإنساني الدولي وتعطي الأولوية لحماية المدنيين". وتعهد بايدن بتأمين الأسلحة فأمر بإنشاء جسر جوي والمفاجئ أن الصواريخ لم تكن للإغتيالات النقطوية؛ بل كانت صواريخ تدميرية من زنة 2000 باوند من أنواع مختلفة منها JDAM,GPU-84 & BANKER BUSTERS

وكرت سبحة إعطاء إسرائيل الحق الدفاع عن نفسها وبالقضاء على حماس وخاصة من الدول السبع الكبرى G7 . وأعلن نتنياهو بأنه حصل على تأييد غير مسبوق للحرب على حماس من الدول العربية.

بدأ نتنياهو العدوان الإنتقامي الوحشي التدميري بعد تفعيله بروتوكول هانيبال وبخلفية "ما فعله رب الجنود بعماليق" ؛ وغير آبه بمصير أسراه ومحتجزيه الذين بيد حَماس، وبردود الأفعال لأنه أخذ الحق بالدفاع عن إسرائيل من أمريكا والدول الكبرى وعدد كبير من الدول الأجنبية والعربية والخليجية.

وضمن التغطية السياسية بدأ بتطبيق التعاليم التوراتية بإبادة العماليق (الشعب الفلسطيني) في غزة.

وبتاريخ الثلاثاء 24 تشرين الأول/ اكتوبر الماضي، عقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة جلسة حول الوضع في الشرق الأوسط بما فيه القضية الفلسطينية، ققال غوتيريش: "من المهم أن ندرك أن هجمات حماس لم تحدث من فراغ، وأن هذه الهجمات لا تبرر لإسرائيل القتل الجماعي الذي تشهده غزة".

وأكد غوتيريش أن "الشعب الفلسطيني تحت احتلال خانق منذ 56 عاما"، مضيفا: " أكرر دعوتي إلى وقف إطلاق نار إنساني فورا".

وأعرب عن "قلق عميق بشأن الانتهاكات الواضحة للقانون الانساني الدولي التي نراها في غزة"، قائلا: "لنكن واضحين: كل طرف في أي نزاع مسلح ليس فوق القانون الإنساني الدولي".​​​​​​​

ولكن نتنياهو إعتبر نفسه بأنه "يهوه" الذي يقتل ويدمر ويرتكب المجازر بنفسه. ولذا قام بإرتكاب أفظع جرائم الحرب والجرائم ضدالإنسانية بدءً من 8 اكتوبر وحتى اليوم. وهكذا تم تعطيل القانون الدولي الإنساني.

وفي تأكيد بأن نتنياهو يطبق قانون توراتي منذ أكثر من 3000 عام لتبرير الإبادة الجمعية والتطهير العرقي للفلسطينيين؛ فقد وجّه يوم الجمعة بتاريخ 03 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي رسالة إلى الجنود الإسرائيليين في غزة، أكثرَ فيها الاقتباسات من التوراة، لإعادة تحريضهم ضد قطاع غزة؛ لأن أعداد الشهداء لم ترضِ غطرسته ونرجسيته وجنون عظمته وساديته وعنصريته. إذ بلغ عدد الشهداء يومها 10.000 شهید، بينهم 4.000 طفل وإصابة 25.000 شخص؛ 40% منهم أطفال وهناك حوالي 5.000 مفقود معظمهم من الأطفال أيضًا.

فحسب معتقده التوراتي يجب عليه أن يقضي على كل أثر للحياة للعماليق؛ وفي الرسالة التي وزّعها مكتب نتنياهو كتب مخاطبا الجنود: “أذكر ما فعله بك عماليق”.

وهذه فقرة من سفر التثنية نصها “اُذْكُرْ مَا فَعَلَهُ بِكَ عَمَالِيقُ فِي الطَّرِيقِ عِنْدَ خُرُوجِكَ مِنْ مِصْرَ”. ويمثل العماليق ذروة الشر في التقاليد اليهودية، ويستخدم هذا التعبير للإشارة إلى الشعوب التي تُهدِّد الوجود اليهودي، واستخدمه نتنياهو أكثر من مرة في تحفيز الجيش الإسرائيلي في حربه ضد قطاع غزة.

وفي كتاب صموئيل، الفصل 15، تقول الآية 3: “والآن اذهب واضرب العماليق وحرموا كل ما لهم ولا تعفوا عنهم. بل اقتلوا على السواء الرجل والمرأة، الطفل والرضيع، بقراً وغنماً، جملاً وحماراً”.

وأما بايدن فإنه شريك أساسي في كل جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وعمليات الإبادة الجماعية وذلك بتغطية إدارته على تلك الجرائم وبتشكيكه بأعداد الإصابات والتغطية على قتل أكثر من 8.000 طفل ونفي صفة تعمد القتل بحقهم.

"فقانون الكونغرس يطالب الحكومات الدولية التي تتلقى أسلحة من الولايات المتحدة باستخدام الأسلحة للدفاع المشروع عن النفس".

"ويتم النظر فيما إذا كانت الصادرات "ستساهم في سباق التسلح، أو المساعدة في تطوير أسلحة الدمار الشامل، أو دعم الإرهاب الدولي، أو زيادة احتمال اندلاع النزاع أو تصعيده، أو الإخلال بتطوير الحد من الأسلحة بشكل ثنائي أو متعدد الأطراف أو اتفاقيات عدم انتشار الأسلحة النووية أو غيرها من الترتيبات".

فبايدن وإدارته تعمدا ويتعمدان إخفاء الحقائق عن الجرائم التي يرتكبها نتنياهو لأن القانون الأمريكي ينص على التالي :- “عندما يكون الرئيس على علم بإمكانية حدوث انتهاكات لـ قانون مراقبة تصدير الأسلحة، يتطلب القانون تقديم تقرير إلى الكونغرس حول الانتهاكات المحتملة". وهذا ما يتهرب من تنفيذه بايدن.

كان الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيربش يراقب الأوضاع بدقة متناهية منذ اللحظة الأولى للعدواَن وقد لاحظ غوتيريش إستغلال نتنياهو التصريحات الدولية بحق إسرائيل بالدفاع عن نفسها؛ وبدلًا من محاربة قادة حماس بعمليات قام بحملة إبادة جماعية وحملة تطهير عرقيةة بحق المدنيين، وخرق كافة بنود القانون الإنساني الدولي والذي من المفترض أن يسمو على كل قانون بمفهوم غوتيريش؛ ولم يتحمل غوتيريش إرتقاء أكثر من 16.000 ألف شهيد و43.000 ألف مصاب، جُلّهم من النساء والأطفال نتيجة لتعطيل نتنياهو هذا القانون واستبدله بنص توراتي منذ 3.000 عام مشكوك بصحته؛ كما لاحظ الدعم الأمريكي العسكري والسياسي غير المحدود لنتنياهو والذي يساهم في إبادة الشعب الفلسطيني؛ كما لاحظ عمليات إذلال المدنيين في شمال القطاع وإجبارهم على الترحيل القسري إلى مناطق غير آمنة، مع إنقطاع الماء والكهرباء والطاقة ومياه الشفة والخدمة؛ لذا تقدم غوتيريش بآخر طلقة من صلاحياته بتفعيل المادة 99 لوقف هذه المجازر. ولا بد من الإشارة بأن غوتيريش تدخل سابقًا في جلسة مجلس الأمن بتاريخ 24 تسرين الأول / اكنوبر الماضي؛وسمّى الأشياء بأسمائها من حيث القتل الجماعي وخرق نتنياهو لكافة بنود القانون الإنساني الدولي.

فهل سينجح غوتيريش حيث تآمر المجتمع الدولي والأممي على الشعب الفلسطيني باستباحة دمه، تاريخه، مراكز عبادته، مستفشياته، مدارسه وممتلكاته؟

سننتظر سويًا موقف مجلس الأمن بفارغ الصبر لأن الامور قد تفلت من عقالها بين لحظة وأخرى؛ َحينها لن ينفع الندم.

وإن غدًا لناظره قريب

08 كاتون الأول/ديسمبر 2023

المصدر: موقع إضاءات الإخباري