إعداد : ربا يوسف شاهين
وإلى بعض السياسيين في الغرب
نقول لكم هل ماتت الإنسانية عندكم هل الإنسانية مفقودة عندكم ؟
◾ حيث قال سيادة المطران عطاالله حنا:
أيها الأحباء أيها الإخوة والأخوات الأعزاء
يطيب لي مجدداً أن أخاطبكم من القدس وتحديداً من كنيسة القيامة في القدس القديمة ومن هذا المكان المقدس أبعث بتحية الصمود والرباط و الإباء إلى كافة أبناء شعبنا الفلسطيني في القدس في غزة في الضفة وفي كل مكان .
أيها الأحباء الأقصى و القيامة في القدس توأمان لا ينفصلان ، لن تتمكن أية قوة غاشمة ، و مشبوهة من أن تنال من وحدتنا و أخوتنا و تلاقينا و تعاوننا في الدفاع عن قدسنا و مقدساتنا ، اليوم هنالك مسيرة استفزازية ، يراد لها أن تكون مسيرة يُبرز من خلالها المستوطنين أن القدس لهم و الأقصى لهم وكل شيء في القدس لهم هذه المسيرة الاستفزازية اليوم تندرج في إطار التآمر على المسجد الأقصى بهدف تقسيمه زمانياً و مكانياً وبهدف النيل من. صلاحيات وحضور مسؤولي الأوقاف الإسلامية في القدس
◾وتابع سيادة المطران عطاالله حنا:
أيها الأحباء ما أود أن أقوله في صبيحة هذا اليوم بان كل هذه المشاريع الاحتلالية والمسيرات الاستفزازية لن تغير شيئاً من طابع مدينة القدس .
هم يسعون لفرض وقائع جديدة وحقائق جديدة على الأرض ولكنهم لن يتمكنوا من تمرير مشاريعهم لأن كل زاويةٍ وكل حجرٍ وكل شارعٍ وكل مكانٍ في القدس وخاصة في القدس القديمة إنما يذكرنا بتاريخ مدينتنا المجيد وهويتها وتاريخها وتراثها و عراقتها وهويتها العربية الفلسطينية ، لن يتمكنوا من طمس الهوية العربية الفلسطينية لمدينة القدس ، لا من خلال مسيراتهم ولا من خلال استفزازاتهم ولا من خلال شتائمهم و تحريضهم و عنصريتهم .
القدس أقوى منهم تاريخ القدس أقوى من كل سياسات الاحتلال ومن كل ممارسات الاحتلال .
◾وأضاف سيادة المطران عطاالله حنا:
ما أود أن أقوله أيها الأحباء بأن أولئك الذين يتآمرون على الأقصى ونحن نلحظ الاقتحامات و الاستفزازات ومنع دخول المصلين إلى أخره كل هذا نعيشه في المدينة المقدسة المتآمرين على الأقصى هم ذاتهم المتآمرون على أوقافنا و مقدساتنا المسيحية أيضاً.
هنالك تآمرٌ غير مسبوق على الحضور المسيحي من باب جديد مروراً بباب الخليل و وصولاً للحي الأرمني كما وغيرها من الأحياء هنالك استهدافٌ ممنهج لأوقافٍ مسيحيةٍ عريقة مرتبطة بتاريخ مدينتنا وهويتها كلنا مستهدفون
من يريد فرض وقائع وحقائق جديدة في الأقصى من خلال ما يسمى الهيمنة الزمانية و المكانية إلى أخره هم ذاتهم أيضاً يسعون لسلب الأوقاف المسيحية من أصحابها الأصليين .
ولذلك أيها الأحباء ، ما يجب أن يعرفه العالم المسيحيين المسلمين ، كل أولئك الذين يهتمون بالشأن الفلسطيني و بالقضية الفلسطينية و بالقدس ما يجب أن يعرفوه ، هو أن كل شيء فلسطيني مسيحياً كان أم إسلاميا كان في القدس هو مستهدف و مستباح من قبل هذا الاحتلال، .
ولذلك وجب علينا كمقدسيين بالدرجة الأولى ، أن نكون على قدرٍ كبيرٍ من الوعي والوحدة والتضامن والتلاقي والتعاون ، من أجل أن ندافع عن مدينتنا ، وأن نكون سداً منيعاً أمام أولئك المتربصين بمدينتنا و مقدساتنا ، القدس لن تكون لقمةً سائغةً لسارقيها و ناهبيها و مزوري تاريخها وهويتها العربية الفلسطينية ، لن ينجحوا في هذا و ستفشل كل المؤامرات والمشاريع الاحتلالية في القدس ، ونحن كمسيحيين ومسلمين ، مطالبون اليوم أكثر من أي وقت مضى أ، ن نكون موحدين طبعا نحن موحدين وكنا وسنبقى موحدين ، ولكن ما تتعرض له القدس اليوم ، وما تتعرض له القضية الفلسطينية ، وما تتعرض له غزة ، يجب أن يجعلنا أكثر لُحمةً و تفاعلاً و تعاوناً دفاعاً عن أنبل و أعدل قضية عرفها التاريخ الإنساني الحديث وفي المقدمة منها ما يحدث في مدينة القدس عاصمة فلسطين .
◾وأوضح سيادة المطران عطاالله حنا:
أيها الأحباء ومن القدس نلتفت مجدداً إلى غزة إلى هذا النزيف إلى هذا العدوان إلى هذه الحرب الهمجية إلى متى سوف يستمر التنكيل بشعبنا الفلسطيني سواءً في غزة أم في الضفة في الضفة الغربية كذلك الأمر هنالك اقتحامات لبيت لحم لرام الله ولغيرها من المدن والبلدات والمخيمات هنالك استهدافٌ لكل الشعب الفلسطيني طبعاً الحرب الهمجية العدوانية التدميرية في غزة هي شيء مروع ولكن أيضاً في الضفة هنالك اقتحامات مدينة بيت لحم مدينة الميلاد و محبطها والمخيمات القريبة منها مستهدفة وكذلك رام الله و محبط رام الله وكل الضفة الغربية حقيقة مستهدفة والاحتلال يدخل ويعتقل ويقتل و يستبيح كل شيء دون اي وازع إنساني أو أخلاقي .
هذا حقيقة إن دل على شيء فهو يدل على أن هذا الاحتلال يستبيح الفلسطينيين جميعاً و يمتهن كرامة الفلسطينيين جميعاً في غزة وفي الضفة وفي القدس وفي كل مكان.
طبعاً اليوم غزة تتعرض لنكبة جديدة وسياسة تطهير عرقي وإبادة جماعية ومشاهد الموت في غزة الأبية إنما هي وصمة عارٍ في جبين الإنسانية وصمة عارٍ في جبين أولئك الذين يتشدقون بحقوق الإنسان في هذا العالم و لكنهم يغضون الطرف عما يحدث في غزة.
◾وشدد سيادة المطران عطاالله حنا قائلا:
أوجه نداءً عاجلاً لعله يصل وأتمنى أن يصل من القدس من كنيسة القيامة إلى كل القادة العرب تحركوا من أجل غزة أوجه إليكم نداء استغاثةٍ تحركوا من أجل غزة تحركوا من أجل أهلها و أبنائها فشهداؤنا ليسوا أرقاماً تحركوا أنتم قادرون بوحدتكم و تعاونكم و مواقفكم الصلبة أن تغيروا المعادلة وأن توقفوا هذه الحرب .
البعض لا يراهن على المواقف الرسمية العربية نحن هنا في القدس حقيقة لن نألوا جهداً من أن نخاطب العرب جميعاً حكاماً و شعوباً بضرورة أن يتحركوا من أجل فلسطين ومن أجل غزة
وأنتم تعلمون ولستم بحاجة لكي يذكركم أحد بأن المتآمر على فلسطين هو متآمر عليكم والذي لايريد الخير لفلسطين لا يريد الخير لكم
وبالتالي أنتم عندما تدافعون عن شعب فلسطين المظلوم و المنكوب أنتم تدافعون عن أنفسكم .
تحركوا تحركوا نصرةً لهذا الشعب الذي يباد و يقتل تحركوا من أجل أن تتوقف هذه الحرب مشاهد الحرب المروعة لا يمكن قبولها ولا يمكن أن يُنظر إليها من قبل البعض وكأنها مشاهد عادية حرب قتل إلى أخره مشاهد لا هذه ليست مشاهد اعتيادية هذه مشاهد إبادة وتدمير وقتل ممنهج واستهداف لشعب أعزل .
تذكروا أيها الاحباء ان هؤلاء الذين يقتلون في غزة هم أخوتكم ، أخوتكم في الانتماء الإنساني في الانتماء العربي تذكروا ان هنالك أحلاماً و طموحاتٍ طُمرت تحت الركام .
كنت البارحة أتحدث مع عددٍ من الأصدقاء وكانوا يقولون لي أنهم فقدوا أصدقاء لهم
هم من القدس وفقدوا أصدقاء لهم في غزة ومنهم أطباء و اساتذة جامعات ومبدعون ومثقفون ناس على درجة راقية جداً فكرياً و إنسانياً و اكاديمياً كل هذا طمر تحت الركام مأساة ما يحدث في غزة مأساة .
كم من الناس الأبرياء الذين قتلوا كم من الأطفال كم من الدمار والخراب والذي ما زال مستمراً و متواصلأ على مدار الساعة وكأن المخطط هو تدمير غزة كلها وتهجير أهلها كلهم والتنكيل بهم وجعلهم يعيشون في حالة مأساة لا يمكن وصفها بالكلمات .
نداؤنا نوجهه أيضاً إلى هذا الغرب الذي يدعي التحضر إلى المؤسسات الأممية إلى القادة السياسيين في الغرب ، نقول لكم :
يا أيها القادة السياسيون طبعاً بغالبيتهم لان هنالك بعض الاستثناءات
نقول لكم هل ماتت الإنسانية عندكم هل الإنسانية مفقودة عندكم وأنتم تدعمون و تبررون هذا العدوان كيف يمكن لكم أن تنادوا بقيم إنسانية تتشدقون بها و بديمقراطيات و حريات و حقوق إنسان وأنتم تدعمون عدوانا همجياً فاشياً عنصرياً انتقامياً يستهدف الأخضر واليابس في غزة الأبية.
طبعا المؤامرة هي على كل الشعب الفلسطيني في الضفة وفي القدس هؤلاء الحكام في الغرب هؤلاء الحكام هم شركاء في هذه الجريمة وفي هذه المؤامرة .
طبعاً هذا حدث منذ زمن بعيد لماذا تخليتم عن إنسانيتكم وأنتم جزء من هذه المنظومة التي تنكل بالفلسطينيين و تتآمر عليهم .
أناشد الشعوب الحرة وهي من كل الأعراق والأديان في هذا الغرب بضرورة الضغط على الحكومات ، اضغطوا على حكوماتكم لكي تبدل وتغير مواقفها ، وتكون أكثر إنسانيةً و عدلاً تجاه شعبنا الفلسطيني .
أيها الأحباء أمام هذا الموت وهذا الدمار وهذه الدماء البريئة التي تسفك نوجه نداءنا مجدداً إلى كل من يجب أن يصله هذا النداء يا أيها الأحرار في هذا العالم اعملوا من أجل وقف هذا العدوان من أجل وقف هذه الحرب حقناً للدماء ووقفاً للدمار .