إعداد: ربا يوسف شاهين
لو كانوا موحدين كما كنا نتمنى وما زلنا نتمنى لكانوا قادرين على أن يوقفوا هذه الحرب
◾حيث قال سيادة المطران عطاالله حنا :
أيها الإخوة والأخوات الأحباء و الأعزاء
وما زال العدوان مستمراً و متواصلأ على أهلنا في غزة الأبية ، الذين يبادون ويقتلون ويستهدفون بطريقة بشعة ، إن دلت على شيء فهي تدل على بشاعة هذا الاستعمار والاحتلال وتدل أيضاً على بشاعة أولئك الذين يدعمون ويؤازرون هذا الاحتلال.
الوضع في غزة أيها الأحباء ، وضع مأساوي هناك عائلات لم يبقى منها أحد ، دمرت عليهم المنازل
وهنالك شهداء مازالوا تحت الأنقاض ، قتلٌ ممنهج لأبناء شعبنا في غزة الأبية ، و تدميرٌ ممنهج وتنكيل لا يمكن وصفه بالكلمات والاحتلال وجنوده يشعرون عندما يقتلون و يدمرون ، بنشوة الانتصار ، و هم يتناسون بأن ما يقومون به ، إنما يندرج في إطار جرائم الحرب المرتكبة بحق شعبنا ، و بحق المدنيين والأطفال بنوع ٍ خاص .
◾ وأضاف سيادة المطران عطاالله حنا:
منذ أكثر من شهرين والحرب مستمرة ومتواصلة بالرغم من كل المناشدات ، بالرغم من كل المسيرات والمظاهرات والاجتماعات والمؤتمرات والفعاليات ، التي عقدت للتنديد بالحرب والمطالبة بوقف هذا العدوان .
إن كل هذه المظاهرات ، وكل هذه المسيرات وكل هذه النداءات ، يبدو أن الحكام في هذا الغرب ، وخاصة في أمريكا ، لا يسمعونها وإذا ما سمعوها ، لا يعطوا اي أهمية لمثل هذه النداءات وهذه المناشدات.
وهو ينطبق عليهم ما قيل في "الكتاب المقدس"
( لهم آذانٌ ولا يسمعون ولهم عيونٌ ولا يبصرون(
إنهم لا يسمعون ولا يبصرون إلا ما ينصب ومصالحهم الاستعمارية الاحتلالية الهمجية المقيتة ، وهم شركاء في الجرائم المرتكبة بحق شعبنا الفلسطيني ، وخاصة الإدارة الأمريكية ومن هم معها .
◾وتابع سيادة المطران عطاالله حنا:
منذ أكثر من شهرين والقصف لم يتوقف ، وأهلنا في غزة يعيشون في حالة رعبٍ وخوفٍ من مستقبلٍ مجهول ، الطعام غير موجود ، الماء غير موجود ، الدواء غير موجود ، هنالك عائلات تضور جوعاً من قلة الطعام ومن انعدام وجود الطعام ، وهنالك أطفالٌ يموتون لأنه لا يوجد هنالك طعام وغذاء للأطفال ، وهناك أطفال خدج يموتون في المستشفيات ، لأن الأوكسجين غير موجود ، هذه هي الإنسانية التي يتغنى بها البعض في هذا العالم ، قتل الأطفال وتجويع الناس ، ومنع الماء والغذاء والدواء عن المدنيين و الأبرياء ، في إطار سياسة العقاب الجماعي الممارسة بحق شعبنا الفلسطيني.
للأسف الشديد ، الحكام العرب لم يتمكنوا حتى هذه الساعة ، من أن يكونوا مؤثرين بالشكل الفاعل في الساحة العالمية .
◾وأكد سيادة المطران عطاالله حنا:
لو كانوا موحدين ، كما كنا نتمنى وما زلنا نتمنى لكانوا قادرين على أن يوقفوا هذه الحرب
الحرب لم تتوقف حتى هذه ا، لأن الموقف العربي فيه نوع من الضعف ، فيه نوع من الخلل نحن نتمنى أن يكون الموقف العربي من كل الحاكم العرب والقادة العرب ، أكثر قوة و جرأة وفعالية ، عندما يتوحد العرب جميعاً ويقولون يجب أن تتوقف الحرب ، وهم يعرفون جيداً ما هي الخطوات التي يجب أن يقومون بها من أجل أن تتوقف الحرب ، حينئذ يمكن ان تتوقف الحرب .
حتى هذه الساعة للأسف الشديد ، ما سمعناه وهنا انا لا أعمم لا أعمم ، ما سمعناه هو فقط خطابات بيانات مواقف خجولة ، طبعاً نحن لا نقلل من أهمية هذه المواقف المنددة بالحرب والمطالبة بوقف الحرب ، لكن لوحدها ليست كافيةً إذا ما كانت مقرونة بما هو أكثر من الخطابات و الكلمات ، يجب أن تكون هنالك ضغوطات .
العرب إذا ما توحدوا ، هم قادرون على أن يضغطوا على هذه المنظومة الغربية ، وعلى أمريكا ، لكي توقف هذه الحرب ، ولكنهم حتى هذه الساعة لم يضغطوا ، باستثناء بعض الخطابات و الكلمات ، وهذا أمرٌ مؤسف حقيقة الموقف العربي الضعيف تجاه ما يحدث في غزة وهو الذي أدى إلى استمرار هذه الحرب وتدمير غزة وقتل أبنائها.
◾وأوضح سيادة المطران عطاالله حنا:
طبعاً الشعوب العربية والأحرار من أبناء أمتنا العربية نحن نحييهم ، نحن نحيي كل من يقول كلمة حق في هذا الزمن ، ومن يناصر هذه القضية ويطالب بوقف هذا العدوان الهمجي.
وهذا ما نقوله للأحرار في كل مكان في مشارق الأرض ومغاربها.
البارحة كان هنالك إضراب شامل ، حمل الكثير من الرسائل الإنسانية و الحضارية والأخلاقية و التضامنية ، المطالبة بوقف هذا العدوان على شعبنا الفلسطيني .
نتمنى أن يستمر الحراك الرافض للحرب ما دامت الحرب مستمرة ، وما دام العدوان مستمراً يجب أن يستمر هذا الحراك الضاغط على كل الحكام في الغرب ، من أجل أن يتوقف هذا العدوان .
هذا العدوان يجب أن يتوقف ، لا يمكن أن تستمر هذه المأساة ، لا يمكن أن تستمر هذه المعاناة شهداؤنا في غزة ليسوا أرقاماً ، وطبعاً المعاناة هي أيضاً في الضفة الغربية وفي القدس ، ولكن أهلنا في غزة الأبية ، يتعرضون للإبادة الجماعية
الممنهجة ، ولذلك وجب علينا جميعاً ،أن نرفع الصوت عالياً في كل يوم ، وأن لا نألوا جهداً من تذكير العرب و حكامهم بواجباتهم تجاه هذه القضية ، ومن تأكيد عدالة هذه القضية ، ومخاطبة الغرب وشعوب الغرب ، لعل رسالتنا تصل إلى كل مكان بضرورة العمل من أجل وقف هذا العدوان .
أوقفوا العدوان ، اعملوا من أجل وقف هذه الحرب ، نرفع الصوت عالياً اليوم كما وفي كل يوم ، مطالبين بأن تتوقف الحرب وهذا العدوان حقناً للدماء ووقفاً للدمار .