كتب المفكر البروفيسور محمدعلي الفرا.. واجبنا تنقية وتطهير تراثنا الديني وتاريخنا من الاسرائيليات
دراسات و أبحاث
كتب المفكر البروفيسور محمدعلي الفرا.. واجبنا تنقية وتطهير تراثنا الديني وتاريخنا من الاسرائيليات
البروفيسور محمد علي الفرا
30 أيلول 2020 , 23:08 م
كتب المفكر البروفيسور محمدعلي الفرا    المملكة الاردنيه الهاشمية   العاصمة عمان    اخراج وتحرير الدكتور سلامة الفرا .   30-سبتمبر-2020 ميلادي   اختتمنا مقالنا السابق عن اصل

كتب المفكر البروفيسور محمدعلي الفرا 

 

المملكة الاردنيه الهاشمية 

 العاصمة عمان 

 

اخراج وتحرير الدكتور سلامة الفرا .

 

30-سبتمبر-2020 ميلادي

 

اختتمنا مقالنا السابق عن اصل معنى كلمة العرب ومن اين جاءت واخذنا برأي ابن خلدون الذي يقول بان العرب سموا بذلك لنباهتهم وبلاغتهم واعتمد على عدة اسانيد منها  حديث للرسول صل الله عليه وسلم : اعربت الثيب عن نفسها . بمعنى افصحت وابانت عن نفسها و ونحن نستخدم في اللغه العربيه كلمة الاعراب  فنقول اعرب الكلمه الاتيه بمعنى وضح مكانتها ووظيفتها وكذلك انكرنا في المقال السابق تقسيم العرب الى عاربه ومستعربه وقلنا انه تقسيم يعبر عن عنصريه كريهة وقلنا ان العرب عرب بائده اي ابيدت وانتهت بالكوارث الطبيعيه والتي ورد ذركها في القران الكريم وان ابراهيم عليه السلام كان اجداده من العرب البائده الذين التجأوا الى العراق .واما عرب اليوم فهم من نسل العرب البائده الذين انجاهم الله سبحانه من الاباده .

وفي هذا المقال نكمل ان

من المؤرخيين الذين يتفقون معي في هذا الرأي , بان ابراهيم عليه السلام الذي يدعي اليهود انه جدهم كان عربيا ,ولا علاقة له باليهود الدكتور احمد سوسة في كتابه : العرب واليهود في التاريخ والذي سبق ذكره وقلت انه كان يهوديا واعتنق الاسلام واخذ على عاتقه دحض المزاعم والادعاءات اليهودية الصهيونية ، يقول في صفحة ٤٦١ عن ابراهيم عليه السلام  : فدور ابراهيم مرتبط كما نبهنا اليه القران الكريم ببيت الله العتيق ، اي بالجزيرة العربية التي هو منها وإليها يعود وهي وطن ابائه واجداده الاصلي , وقبل هجرتهم الى وادي الرافدين ( العراق )، فدوره يرتبط بتاريخ العرب مباشرة وهو العصر العربي القديم المعاصر للقبائل العربية التي هو منها والتي سميت بالعرب البائدة فيما بعد لانقراضها .

 يرى المؤرخ البريطاني المشهور جيمس هنري برستد رئيس قسم التاريخ بجامعة اكسفورد سابقا ومؤلف عدة كتب منها العصور القديمة, وتاريخ مصر الذي يقول فيه ( الترجمة العربية صفحة ١٤3،١٤2) ان ابناء يعقوب كانوا على اصح الاحتمالات عربا تابعين لامبراطورية الهكسوس مؤيدا بذلك  نظرية يوسيفوس ,اشهر مؤرخ يهودي قديم , القائلة بان بني اسرائيل قوم من الهكسوس . 

ومن المعلوم بان معظم المؤرخين يقولون بأن الهكسوس الذين غزوا مصر وحكموها انذاك كانوا عربا امتهنوا الرعي فاطلق على امبرطوريتهم لقب - دولة الرعاة.  

اذن صدق الله العظيم والذي لا يحتاج الى برهان او اثبات اذ يقول :  مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (67) ال عمران . 

وكذب اليهود حينما ادعوا انه جدهم الاعلى .

ولكن دعنا نتساءل ؛ ولماذا ربط اليهود نسبهم الى ابراهيم عليه السلام ؟ .

يجيب على هذا السؤال الدكتور احمد سوسه بقوله : من الواضح ان اهم ما كان يهدف اليه كتبة التوراة عندما اخذوا بتدوينها بعد عهد ابراهيم عليه السلام باكثر من الف وثلاثمائة عام وبعد موسى عليه السلام بسبعمائة عام هو ارجاع نسب بقايا الجماعة التي خرجت من مصر بقيادة النبي موسى عليه السلام  - ومدونوا التوراة هم انفسهم من بقايا الجماعة - الى ابراهيم الخليل عليه السلام  بغية ارجاع اصلهم المجهول الى اقدس العروق من الاجناس البشرية ,ثم تثبيت عقيدة الارض الموعودة الوهمية على لسان ابراهيم وموسى عليهما السلام  وهما بريئان منها ، واندفاعا وراء تحقيق هذا الهدف ربط مدونوا التوراة صلة هذه الجماعة مباشرة بابراهيم الخليل وبحفيده يعقوب لكي ترفع من مكانتها بين البشر وتجعل منه الشعب المختار ، وذلك من غير ان تتطرق الى الفاصل الزمني الذي يفصل بين جماعة ابراهيم عليه السلام وحفيده يعقوب في القرن التاسع والسابع عشر قبل الميلاد على التوالي ، وهو الفاصل الزمني الذي يمتد سبعمائة عام بين عهد ابراهيم وعهد جماعة موسى . 

ومن الامور الهامه جدا التي يشير اليها الدكتور احمد سوسه موضوع التسميات اذ يقول : ان اسماء ابرام ( اول اسم لابراهيم في التوراة ) ويعقوب هي اسماء روحانية مقدسة في البلاد  منذ عهد قديم وهي اسماء كنعانية اصيلة ( الكنعانيون عرب هاجروا الى فلسطين وكانوا اول من استوطنها منذ نحو اربعة الاف سنة ) وترجع الى ما قبل الالف الثانية قبل الميلاد ، وكانت تطلق على الاشخاص والاماكن تبركا بها كما هو متبع عندنا تماما ، فقد ورد اسم ابرام في المصادر البابلية والمصرية للدلالة على اشخاص واماكن بهذا الاسم ، كما ورد في الكتابات المصرية اسماء يعقوب ويوسف مقرونين بالاله - ايل- اي : يعقوب-ايل و يوسف- ايل ، ومعنى ذلك - ليحمي الاله ايل يعقوب وليحمي الاله ايل يوسف ، والاله ايل هو الاله العظيم عند الكنعانيين والاراميين وهو نفس الاله ايل الوارد في التوراة المقرون بعهد ابراهيم عليه السلام .                             

لعل القاريء الكريم يدرك خطورة تزوير اليهود للتاريخ وهم لازالوا يقومون بعمليات تزوير للتاريخ لتحقيق اهدافهم الخبيثة وللاسف صدقهم العالم وصدقهم العرب فكتبنا التاريخية وتراثنا الديني معظمه مأخوذ من مصادر توراتية مختلقة ولازال العرب يصدقون خرافة ابناء العمومة بين العرب واليهود ولكن جعلونا زورا وبهتانا اننا ابناء الجارية المصرية هاجر ام اسماعيل الذي استبعدوه من وراثة ابيه في النبوة لانهم كما زعموا انه ابن جارية ، وابن الجارية قالوا انه لا يرث .

 واني اطرح السؤال الذي طرحه عالم الاثار الشهير كيث وايتلام في كتابه الذي ترجم الى العربية بعنوان : اختلاق اسرائيل القديمة .. اسكات التاريخ الفلسطيني ، وسؤاله هو : متى يحرر العرب عامة والفلسطينيين خاصة تاريخهم القديم من الاسر التوراتي كما حرر الهنود تاريخهم من الحقبة الاستعمارية؟ . 

لقد اثبت كثير من علماء التوراة ومنه يهود ان التوراة مليئة بالخرافات والاساطير. ولا تصلح ان تكون مصدرًا للتاريخ وان اسرائيل القديمة التي يدعي اليهود بوجودها على ارض فلسطين هي من اختلاق مدوني التوراة واكد على ذلك عالم التاريخ التوراتي كيث وايتلام سابق الذكر في كتابه المذكور سابقا : اختلاق اسرائيل القديمه اكد بان سفر القضاه في التوراه كان المصدر الوحيد لتاريخ اسرائيل منذ بداياته الاولى في فلسطين علما بان سفر القضاه هو خيال محض اخترعه اليهود في المنفى ( السبي البابلي ) لكي يمدونا بمشروع تاريخ عمره الف سنه يغطي تاريخ وجود اسرائيل في ارض كنعان ( فلسطين ). وهكذا , لايمكن  الاعتماد على هذه الروايه ( صفحات 65 _67 ) .

وللاسف فان المسلمين والعرب لازالوا يصدقون الادعائات والخرافات التوراتيه رغم ان القران الكريم قد حذرنا من ذلك بقوله سبحانه وتعالى : ﴿ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ ﴾ (سورة البقرة: الآية 79)

وحتى ان الدكتور كمال الصليبي رئيس قسم التاريخ في الجامعه الامريكيه سابقا واحد مؤسسي المعهد الملكي للدراسات الدينيه في الاردن ورئيسه حتى وفاته عام 2011 ,وهو مسيحي, يستشهد بالقران الكريم في نفيه للروايات التوراتيه في الصفحه 15 من كتابه ( التوراه جاءت من جزيرة العرب ) 

ذكر ما نصه : ويقول القران الكريم ان هناك من اليهود مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ الاية وانهم يفعلون ذلك  لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ  (سورة النساء 46 ).

ويستكمل الدكتور الصليبي قالا : هذه اشاره واضحه بالغة الدقه في الوصف الى العمل الذي كانت تقوم به فئه دون غيرها من احبار اليهود وهم المعروفون بالمصوريتيين(اهل التقليد ).

للاسف ان الذي ادخل هذه المزاعم والخرافات اليهوديه في التراث الاسلامي  والعربي هم مفسروا القران الكريم بدءا بالطبري وابن كثير والزمخشري .... الخ 

وكذلك كتبة التاريخ الذين اعتمدوا على مصادر توراتيه ولازالوا , فزرعوا في عقول الاجيال تلك المزاعم والخرافات بان جد اليهود هو اسحاق عليه السلام وان جد العرب هو اسماعيل عليه السلام , وان العرب واليهود ابناء عمومه وان هاجر عليها السلام  كانت جاريه ,وان يعقوب عليه السلام هو اسرائيل , الى غير ذلك من المزاعم .

وقد طالبت مرارا ومنذ عشرات السنين بضرورة تنقية تاريخنا العربي والاسلامي وتراثنا الديني من هذه الاسرائيليات. 

والاسرائيليات مصطلح متعارف عليه اطلق على جميع الروايات والاقوال المستمده من مراجع توراتيه ووردت في التراث والتاريخ الاسلامي .

وحينما عهد الي مراجعة الموسوعه الفلسطينيه عام 2003 شكلت لجنه وقمنا بتحديثها وبتنقيحها واستبعاد الاسرائيليات منها وكانت كثيره للاسف , وتم تسليم النسخه المنقحه للمسؤول عن الموسوعه الفلسطينيه انذاك الدكتور اسعد عبدالرحمن ولكن لم تطبع النسخه المنقحه بحجة عدم وجود رصيد مخصص لهذا العمل .

وللعلم لعل من اوائل الذين بحثوا في موضوع الاسرائيليات استاذنا العلامه المرحوم الدكتور احمد امين المتوفى عام 1954 في القاهره في كتابه ضحى الاسلام .

وحديثا قام صديقنا المرحوم الدكتورالشيخ عبدالعزيزالخياط بتاليف كتاب قيم عن الاسرائيليات اطلعني عليه واهداني نسخة منه .

  واحب ان اشير انني منذ اواخر الخمسينات من القرن الماضي وانا اكتب في هذا الموضوع ، وحينما بدأ التلفزيون الكويتي البث في عام ١٩٦٣ طلب مني الحديث في هذا الموضوع فتعاونت مع المرحوم الدكتور الشيخ علي عبد المنعم والذي كان له برنامج اسبوعي في التلفاز وعنوانه ؛ الاسلام والحياه وكان البرنامج اسبوعيا ومدة الحلقة ساعة كاملة وكان البث على الهواء مباشرة ويحضره في مدرج جمهور من الحضور وكنت اتحدث فيه عن اليهودية والاسرائيلية والعبرانية ونترك وقتا كافيا لاسئلة الجمهور والاجابة عليها ,والبث كما قلت على الهواء مباشرة، وكان البرنامج يحظى بكثير من المشاهدين .

 وبناء على طلب الاصدقاء لتعميم الفائدة  وحفظها من الضياع قمت بنشر ذلك في كتاب عنوانه : اليهود.. الاسرائيليون ..العبرانيون.. الصهاينة ...أساطيرهم وحقيقتهم ومصير دولتهم .

 واود ان اشير هنا انني كنت من اوائل الذين نفوا قيام كيان لليهود على ارض فلسطين في الماضي كما يزعم الصهاينه وهذا ما اكده المؤرخ التوراتي وايتلام كما ذكرنا سابقا.

وقد رجحت ان هذا الكيان قام باليمن وكنت قد زرتها وشاهدت سد مأرب وقصر بلقيس وهي من ملوك سبأ وعلاقتها بنبي الله سليمان عليه السلام وتجولت في كل ارجاء اليمن شمالا وجنوبا وغربا وشرقا وكررت الزيارات اليها وعاينت مواقع تاريخيه  ( لا تزال تحمل بصمات عبرية ) .

علما بان يهود اليمن كانوا عرب اعتنقوا اليهودية كديانه وكذلك دولة حمير اليمنيه كانت ديانتها يهودية وكان الذي ادخل اليهوديه الى اليمن التبان اسعد ابوكرب كما ورد في تاريخ الطبري المشهور .

  وقلت انه لا يمكن ان تكون مملكة النبي سليمان عليه السلام في فلسطين بينما بلقيس ملكة سبأ في اليمن فالمسافة بينهما  بعيدة وفيها يقول الله عز وجل في كتابه الحكيم القران الكريم : وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ ۖ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ ( سبأ 18 ).

وما جاء في القران الكريم عن هدهد سليمان عليه السلام  يدل على قرب المسافة بين مملكة سليمان ومملكة بلقيس في اليمن .

 وفي ذلك يقول الله عز وجل في قرانه الكريم : فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (النمل ٢٢)  . 

واخيرا انبه واحذر اخواني العرب والمسلمين من تزوير اليهود والصهاينه والمتصهينين الاجانب عامه والعرب المتصهينين بخاصة والذين خرجوا في زمن الردة  ، الذي نشهده الان من جحورهم , باخذ الحيطة والحذر وضرورة مقاومتهم , ومحاربة مخططاتهم الخبيثة بدعوتهم الى بث ديانة جديده مختلقة  اسمها الابراهيمية وهدفها ضرب الاديان وخلطها في دين يهودي صهيوني هدفه تدمير العرب والمسلمين بل العالم كله ويحكمه اليهود كما خططوا في خططهم السرية المسماة : بروتوكولات حكماء صهيون، والتي ظهرت بوادرها ونشهد حاليا تنفيذ كثير من بنودها وخطتها الشريره. 

واني اعد الان كراسا عن الديانة الابراهيميه المزعومة والمختلقه لاحذر الناس من اهدافها الخبيثه والتي منها تحريف الاسلام وتشويهه. لايجاد اسلام مشوه يرضون عنه.

 

اللهم اني بلغت اللهم اشهد .

المصدر: مموقع إضاءات الإخباري