كتب جورج حدادين
تظهر هذه الأيام على وسائل الإعلام : المرئى ، المسموع والمقرؤ وعلى شبكة التواصل الاجتماعي، تحليل سياسي للأحداث الجارية في غزة وللوضع الراهن: محليا، إقليمياً ودولياً،
يمكن تصنيفه الى ثلاث فئات،
تحليل لا يتعدى كونه وصف لما يجري، لا يحتاج إلى محلل،
وأخر ، تحليل سطحي لا يغوص في الأعماق وفي الجوهر،
وثالث، تحليل يستند الى مقولة " الناس تريد سماع هذا "
التحليل العلمي السليم ، لا بد إلا أن يستند الى:
قوانين علمية، التقاط جوهر الصراع ، حول ماذا يجري الصراع ولصالح من ،
وعلى معطيات وحقائق فعلية على أرض الواقع .
ضمن استعياب وتحديد طبيعة الأحداث وحركتها في سياق الصيرورة التاريخية غير المجتزئه،
التحليل يستند الى ربط الأحداث ببعضها ببعض، في سياق التطور التاريخي ألذي أوصل الحالة الراهنة الى هذه اللحظة، وضمن فعالية دوائر ثلاث: محلي اقليمي ودولي، استناداً الى تضارب مصالح الأطراف المتصارعة،
فكل صراع عبر التاريخ يعكس بالضرورة تضارب مصالح،
إما بين طبقات وشرائح داخل المجتمع الواحد، وإما بين حركة تحرر ومهيمن وإما بين دول وتحالفات،
الصراع في غزة، في الجوهر ، صراع بين حركة تحرر وطني فلسيطيني واستعمار استيطاني إحلالي صهيوني
من أنشأ هذا الكيان في قلب الأمة العربية؟ ولماذا ؟
منظومة الاستعمار القديم ، الرأسمالية الغربية، ومن ثم الهيمنة الأمريكية تورثت حماية الكيان، من أجل حماية مصالح المركز الرأسمالي في هذه المنطقة من العالم، حماية مصالح الشركات متعدية الجنسيات العملاقة، شركات النفط والطاقة وشركات الدواء والغذاء ، والمجمع الصناعي العسكري،
جميع المتابعين يتصورون ضخامة هذه المصالح وشراسة الصراع،
المعركة في غزة مع كافة هذه الأطراف، فهل أنتم متصورون حجم الإنتصار الذي تحقق في السابع من تشرين الأول، بالمقابل يمكن تصور حجم الهجمة الهستيرية على غزة.
بعض المحللون يتطرقون إلى دور الرؤساء في هذه المعركة،
بايدن وقرب الإنتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة ودوره في تقرير مسار المعركة
ونتنياهو ودوره في السعي لإطالة آمد المعركة بسبب خوفه من السجن
تهافت التحليل ، دور بايدن ونتنياهو
الجميع يعلم أن بايدن وإدارته، من هنا جاءت التسمية، هم ليسوا أصحاب قرار، بل هم يديرون قرار متخذ من قبل اصحاب القرار ممثلة في " الطغمةالمالية العالمية "
ونتنياهو أصغر بكثير من أن يحدد قرار الحرب، الذي هو بيد " الطغمة المالية العالمية" حيث الكيان ذاته دولة وظيفية تابعة.