المبادرة الوطنية الأردنيه / جورج حدادين
الأحزاب الوطنية الأردنية، ساهمت بشكل حقيقي في التصدي الى "مشروع الناتو العربي" ( حلف بغداد ) في خمسينات القرن الماضي والقضاء عليه الى جانب مصر الناصرية.
الاحزاب الوطنية الأردنية حققت تشكيل أول حكومة وطنية منتصف خمسينات القرن الماضي
الاحزاب الوطنية تمكنت من بناء النقابات العمالية والمهنية والمؤسسات الشعبية بداية خمسينات القرن الماضي
ثم تمكنت الشرائح الوطنية الكادحة والمنتجة من بناء مؤسسات وشركات القطاع العام، من خلال الإكتتاب الشعبي العام، مساهمة عامة، وذلك نتيجة الوعي الوطني الذي بثته الحركة الوطنية بين صفوف الشعب.
لماذا تلاشى دورها هذه الأيام؟
الجواب ببساطة ، لأنها قفزت عن مهمات المرحلة
ما هي مهمات المرحلة؟
النضال من أجل إنجاز مهمات متلازمة التحرر الوطني والتحرر الاجتماعي، تحقيق الاستقلال الناجز، من خلال بناء الدولة الوطنية الحديثة،
القائمة على ركيزتين أساسيتن:
• الاقتصاد الوطني المنتج المستقل، المستند الى إستثمار ثروات طبيعية هائلة متموضعة فوق وتحت سطح الأرض الأردنية، وتحويلها الى خيرات تعم الدولة والمجتمع، من أجل تحقيق الرخاء الاجتماعي والحصانه الوطنية الداخلية، والكرامة الوطنية، بالقضاء على نهج الاعتماد على المساعدات الخارجية والقروض الميسرة، لتسيير شؤون الدولة والمجتمع، من خلال استثمار جهد الكوادر والكفاءات والقوى العاملة، كحامل اجتماعي للتحول من دولة الاستهلاك ومجتمع الاستهلاك الى دولة الانتاج ومجتمع الانتاج.
• المجتمع المندمج الموحد بهوية وطنية واحدة، يحترم تاريخه وحضارته الممتدة الى عمق التاريخ ويعي أهمية هذا الوعي كشرط لبناء المستقبل، من لا يعرف ماضيه لا يعرف ذاته ولن يتمكن من بناء مستقبله، فالمجتمع أي مجتمع، يتشكل عبر سلسلة تاريخية متصلة، لا فصل بينها ، قانون التراكم، ولا يمكن لحلقة أن تجب ما قبلها ولا لحلقة أن تشكل سد أمام ما بعدها، قانون التطور الطبيعي.
في ذلك الزمان التزمت، هذه الأحزاب، بمهمات المرحلة، وحققت انجازات مهمة على الصعيد الوطني والصعيد الاجتماعي،
بينما اليوم ، حيث انتقلت من تحقيق هذه المهمات الوطنية والاجتماعية، الى النضال على مستوى البنى الفوقيه ( الانتقال من الفعل الوطني والاجتماعي الى مطالب اصلاحية ) مطالب تعديل القوانين والأنظمة الخاصة بقانون الانتخابات وقانون الاحزاب
ما تأثير هذه المطالب على حياة المواطن ؟
تغير القوانين والانظمة، لن يغير في واقعه الاقتصادي ولا واقعه الاجتماعي، لا بل لن ولم يلمس المواطن أن هذه المطالب، وإن أنجزت سوف لن تحقق مصالحه، وأنما تحقق تحديدا تقاسم الكعكة بين الأحزاب والسلطة على حساب المواطن.
تخلي الاحزاب التاريخية عن دورها الأساس والرئيس في تعزيز وحصانة النقابات والمؤسسات الشعبية، أضعف الطرفين معاً في الوقت ذاته، وتخلي الاحزاب التاريخية عن دورها الطبيعي في بث الوعي المجتمعي والوعي الحقوقي وتعميم القيم الإنسانية النبيله بين صفوف الشعب ، فسح المجال واسعاً أمام قوى التخلف والقوى الظلامية وقوى التبعية في الحكم وفي السوق وبين صفوف النخب لبث سمومها وإعادة انتاج التخلف الجمعي،
" كلكم للوطن والوطن لكم "