زرع القلب الجزئي يمنح أملا جديدا لمرضى القلب
علوم و تكنولوجيا
زرع القلب الجزئي يمنح أملا جديدا لمرضى القلب
4 كانون الثاني 2024 , 13:09 م

تم نشر مقال في موقع Medical Express يسلط الضوء على انجاز طبي استثنائي حققته الطبابة مؤخرًا، حيث تمت بنجاح أول عملية زرع قلب جزئي في العالم. هذا الإنجاز الرائد يعد نقلة نوعية في مجال الجراحة القلبية ويعد بوابة لتوفير أمل جديد للمرضى الذين يعانون من أمراض القلب.

تم تنفيذ العملية على الرضيع أوين مونرو، الذي ولد بعيب في القلب يتطلب إصلاح صمامات القلب والشرايين. في ربيع عام 2022، وعندما بلغ عمره 17 يومًا فقط، خضع أوين لأول عملية زرع قلب جزئي في تاريخ الطب. وبعد مرور عام من العلاج، أفاد الأطباء بأن صمامات قلبه وشرايينه تنمو بشكل طبيعي وتعمل بفاعلية.


تعمل الطريقة التقليدية عادةً على زرع صمامات غير حية في مثل هذه الحالات، وهذه الصمامات لا تنمو مع الطفل، مما يجعل استبدالها بصمامات جديدة أمرًا ضروريًا بشكل منتظم ويتسبب في معدل وفيات عالٍ يصل إلى 50٪. لكن الطريقة الجديدة المستخدمة في عملية زرع القلب الجزئي أظهرت نتائج مذهلة، حيث تم تطوير صمامات وشرايين تعمل بشكل جيد وتنمو مع الطفل.

وأشارت دراسة نُشرت في مجلة Journal of the American Medical Association وأجريت في جامعة ديوك إلى أن الطريقة المبتكرة المستخدمة في العملية تحتاج إلى كمية أقل من الأدوية المثبطة للمناعة بنسبة ربع ما يحتاجه المرضى الذين يخضعون لعملية زرع قلب كامل. وهذا يعني أن المرضى قد يتجنبون الآثار الجانبية الضارة التي قد ترتبط بهذه الأدوية على المدى الطويل.

يعد هذا الإنجاز الطبي خطوة هامة نحو تحقيق عملية زرع قلب "الدومينو"، حيث يمكن لقلب واحد أن ينقذ حياة مريضين. في هذه العملية، يتم زرع قلب كامل من متبرع في المريض الأول الذي يحتاج إلى عضلة قلب أقوى، ثم يتم تحويل صماماته وشرايينه القديمة إلى المريض الثاني الذي يحتاج إلى زرع قلب جزئي. ومن المتوقع أن تفتح هذه التقنية الجديدة أبوابًا لمزيد من التطور في مجال زرع الأعضاء وتعزز فرص النجاح في حالات أمراض القلب.

يعد إنجاز زرع القلب الجزئي الناجح أمرًا ملهمومبهج للعديد من الأشخاص الذين يعانون من مشاكل قلبية. يعزز هذا الإنجاز البحوث والابتكارات في مجال الجراحة القلبية ويعكس التطور الهائل الذي يحدث في مجال الطب.

على الرغم من أن هذه التقنية الجديدة لا تزال في مرحلة التجارب والتطوير، إلا أنها تعد خطوة هامة نحو توفير علاج أكثر فعالية وأمانًا لمرضى أمراض القلب. إن إمكانية تنمية ونمو الصمامات والشرايين مع الطفل تعني أنه سيكون هناك حاجة أقل للعمليات الجراحية المتكررة والمخاطر المرتبطة بها.

من المهم أن نشدد على أن هذا الإنجاز لا يكون ممكنًا دون التعاون والجهود المشتركة بين الأطباء والباحثين والمهنيين في مجال الطب. إنها نتيجة للتقدم التكنولوجي والتحسينات المستمرة في مجال الجراحة وعلم الأحياء الجزيئية.

في الختام، يعتبر إنجاز زرع القلب الجزئي الناجح نقطة تحول في مسار العلاج لمرضى أمراض القلب. إنه يعزز الأمل ويفتح الأبواب لمزيد من التطورات والابتكارات في مجال الجراحة القلبية. ونأمل أن تستمر الدراسات والبحوث في هذا المجال لتحقيق مزيد من التقدم وتحسين رعاية المرضى وجودتها.

المصدر: موقع إضاءات الإخباري