شحن جليد القطب الشمالي إلى الإمارات العربية.. إليك التفاصيل
منوعات
شحن جليد القطب الشمالي إلى الإمارات العربية.. إليك التفاصيل
13 كانون الثاني 2024 , 11:21 ص

شرعت شركة ناشئة في غرينلاند في شحن جليد القطب الشمالي "الذي لم يمسه أحد ولا تشوبه شائبة" إلى الفنادق والمطاعم والحانات في الإمارات العربية المتحدة.

وتقوم شركة Arctic Ice، وهي شركة مقرها في نوك عاصمة غرينلاند، بأخذ الجليد البالغ عمره 100 ألف عام من الأنهار الجليدية في القطب الشمالي وتصديره إلى الخارج لتحقيق الربح . 


ووفقا للشركة، فقد تم ضغط الجليد على مدى آلاف السنين، لذلك فهو يفتقر إلى الفقاعات ويذوب بشكل أبطأ من الجليد العادي.

ومن المفترض أن يوفر هذا تجربة أكثر فخامة للزائرين في أفضل الحانات في دبي.

وتصف الشركة على موقعها الإلكتروني الجليد بأنه "أنقى جليد في العالم، وهو مستخرج بشكل رائع من الأنهار الجليدية النقية في غرينلاند".

وتقول: "يتم الحصول على الجليد في القطب الشمالي مباشرة من الأنهار الجليدية الطبيعية في القطب الشمالي والتي كانت في حالة تجمد لأكثر من 100 ألف عام. لم تكن هذه الأجزاء من الصفائح الجليدية على اتصال بأي تربة أو ملوثة بالملوثات الناتجة عن الأنشطة البشرية. وهذا يجعل الجليد القطبي الشمالي أنظف ماء على وجه الأرض".

وأشار الشريك المؤسس لشركة Arctic Ice، مالك راسموسن، إلى أنه يسعى لإيجاد مصدر جديد للدخل لغرينلاند، التي ما تزال جزءا من مملكة الدنمارك.

وباستخدام قارب متصل به رافعة، تأخذ شركة Arctic Ice الجليد الفاخر من Nuup Kangerlua، وهو المضيق البحري المحيط بعاصمة غرينلاند، نوك.

ويبحث فريق العمل في Arctic Ice عن نوع معين من الجليد لم يكن على اتصال بقاع النهر الجليدي أو بأعلى النهر الجليدي، وهو الأنقى ولكن يصعب اكتشافه في الماء.

ووفقا لصحيفة "ذي غارديان"، يتم وضع الجليد في صناديق بلاستيكية ضخمة وإعادته إلى نوك حيث يتم بعد ذلك وضعه في حاويات شحن مبردة تنقل إلى الدنمارك.

بيانات الأقمار الصناعية وصور عمرها 100 عام تكشف عن تراجع سريع للأنهار الجليدية في غرينلاند

ومن الدنمارك، يتم تحميل الحاويات على سفينة أخرى ونقلها إلى دبي، حيث يتم بيع الجليد إلى الحانات من قبل موزع محلي يسمى Natural Ice.


وعلى الرغم من أن شركة Arctic Ice قد أرسل للتو أول 20 طنا متريا من الجليد، إلا أنها تلقت انتقادات شديدةلهذه العملية.

يشكك البعض في صوابية استخدام جليد القطب الشمالي في الإمارات العربية المتحدة بسبب التأثير البيئي الكبير الذي يمكن أن يحدثه هذا النقل الطويل والاستهلاك الكبير للطاقة. يعتبر القطب الشمالي بيئة هشة ومهددة، واستخدام مواردها الطبيعية يثير مخاوف بشأن تأثيرها على المناخ والتوازن البيئي.

يعارض البيئيون هذه العملية باعتبارها استغلالًا للثروات الطبيعية دون احترام واحتفاظ بالبيئة. يشيرون إلى أن استخدام الطاقة الضخمة المطلوبة لنقل الجليد عبر البحار والمحيطات يزيد من انبعاثات الكربون ويسهم في تغير المناخ. بالإضافة إلى ذلك، يتطلب تبريد الجليد أثناء النقل استخدام كميات كبيرة من الكهرباء والطاقة، مما يعزز استنزاف الموارد الطبيعية.

ومن الجوانب الاقتصادية، يتساءل البعض عن جدوى هذه العملية التجارية. يعتبر شحن الجليد من القطب الشمالي إلى الإمارات عملية مكلفة ومعقدة، حيث تتطلب تكنولوجيا وموارد هائلة. قد يكون هناك مخاوف بشأن قدرة السوق في الإمارات على استيعاب هذا المنتج الفاخر وتحقيق العائد المالي المرجو.

من جانب آخر، يؤمن المؤيدون لهذه العملية أنها تعزز التطور الاقتصادي وتوفر فرص عمل للسكان المحليين في غرينلاند. يرى البعض أن استغلال موارد الجليد القطبي الشمالي يمكن أن يكون مصدرًا جديدًا للدخل والاستدامة الاقتصادية للمنطقة.

على الرغم من الجدل الذي أثير حول استخدام جليد القطب الشمالي في الإمارات العربية المتحدة، فإن هذه الخطوة تعكس التطورات والابتكارات في مجال التجارة واستغلال الموارد الطبيعية. يبقى السؤال المطروح حول التوازن بين الاقتصاد والبيئة، وضرورة اتخاذ إجراءات للحفاظ على البيئة والحد من التأثيرات السلبية المحتملة لمثل هذه العمليات التجارية الجديدة.

المصدر: ديلي ميل البريطانية