دراسة جديدة تكشف عن سبب الإرهاق الطويل الأمد بعد التعافي من كورونا .. وتقترح الحلول
منوعات
دراسة جديدة تكشف عن سبب الإرهاق الطويل الأمد بعد التعافي من كورونا .. وتقترح الحلول
14 كانون الثاني 2024 , 07:34 ص

تشير دراسة جديدة قام بها علماء من جامعة أمستردام الهولندية إلى وجود سبب بيولوجي وراء الإرهاق الطويل الأمد الذي يعاني منه المرضى بعد التعافي من فيروس كورونا. نُشرت نتائج الدراسة في مجلة Nature Communications.

وفقًا للدراسة، فإن الإرهاق المستمر بعد التعافي من كورونا يعود إلى وجود تغيرات في الميتوكوندريا، وهي الهياكل الموجودة في الخلايا العضلية والتي تساهم في إنتاج الطاقة. وتبين أن الميتوكوندريا في العضلات لدى المرضى تعمل بشكل أقل جودة وتنتج طاقة أقل، مما يؤدي إلى الإرهاق المستمر.

قام الباحثون بإجراء تجربة على 25 مريضًا يعانون من كوفيد طويل الأمد و21 شخصًا من الأصحاء. طُلب منهم ركوب الدراجة لمدة خمس عشرة دقيقة، وأظهرت النتائج تفاقم الأعراض لدى المرضى المصابين بكوفيد طويل الأمد بعد هذا النشاط البدني.

وأشارت الأستاذة ميشيل فان فوجت، أستاذة الطب الباطني في جامعة أمستردام الطبية، إلى أنهم لاحظوا تشوهات في الأنسجة العضلية للمرضى، وتحديدًا في الميتوكوندريا. وأكدت أن الدماغ يحتاج إلى الطاقة للتفكير، والعضلات تحتاج إلى الطاقة للحركة، وبالتالي فإن السبب البيولوجي وراء الإرهاق هو تقليل الطاقة المنتجة في الميتوكوندريا.

وعلى الرغم من أن هناك نظرية تشير إلى أن جزيئات فيروس كورونا قد تبقى في جسم المصابين بالفيروس وتؤثر على الأعراض بعد التعافي، إلا أن الدراسة لم تجد أي دلائل على وجود هذه الجزيئات في العضلات.

وأكد الباحثون أيضًا أن القلب والرئتين يعملان بشكل طبيعي لدى المرضى، مما يشير إلى أن الآثار الطويلة الأمد على اللياقة البدنية ليست ناجمة عن أي تشوهات في القلب أو الرئتين.

توصي الدراسة بأن ممارسة الرياضة قد تكون طريقة فعالة للتعامل مع الإرهاق الطويل الأمد بعد التعافي من فيروس كورونا. فقد أظهرت النتائج أن مرضى كوفيد طويل الأمد الذين قاموا بممارسة التمارين الرياضية المنتظمة تحسنت حالتهم بشكل ملحوظ.

وتعزز ممارسة الرياضة النشاط الميتوكوندريالي للعضلات، مما يساهم في تحسين وظائف الميتوكوندريا وزيادة إنتاج الطاقة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تساعد التمارين الرياضية في تحسين القدرة التنفسية ووظائف القلب والدورة الدموية، مما يساهم في تحسين اللياقة البدنية والتحمل.


على الرغم من فوائد ممارسة الرياضة، يجب أن يتم توجيهها وفقًا لحالة المريض وتوصيات الأطباء. ينبغي أن يتم بدء برنامج التمارين الرياضية ببطء وتدريجياً، مع الاهتمام بمستوى الراحة والتحمل البدني للمريض. يمكن للأطباء والمدربين الرياضيين توفير الإرشاد والمشورة المناسبة للمرضى للحصول على فوائد الرياضة دون الإضرار.

بالإضافة إلى ممارسة الرياضة، توصي الدراسة بأهمية اتباع نمط حياة صحي، بما في ذلك تناول غذاء متوازن وغني بالمغذيات، والحصول على قسط كافٍ من النوم والراحة، وإدارة الضغوط والتوتر النفسي. قد تساعد هذه العوامل في دعم عمل الميتوكوندريا وتعزيز الشفاء وتخفيف الإرهاق.

على المستوى العام، تعزز هذه الدراسة فهمنا لتأثيرات كورونا على الجسم بعد التعافي، وتسلط الضوء على العمل الحيوي المتعلق بالميتوكوندريا ودورها في الإرهاق الطويل الأمد. قد تساهم هذه النتائج في تحسين رعاية المرضى وتوجيه التدابير العلاجية لمن يعانون من الأعراض المستمرة بعد التعافي من كورونا.

في النهاية، يجب على الأفراد الذين يعانون من الإرهاق الطويل الأمد بعد التعافي من كورونا استشارة الأطباء المختبفهمهم الوضع الصحي والتاريخ الطبي الشخصي، للحصول على التوجيه المناسب والرعاية اللازمة. كما يجب أن يستمروا في متابعة التوصيات الطبية والعلاجات المقترحة، وأن يكونوا صبورين في عملية التعافي وتحسن الأعراض.

المصدر: جامعة امستردام بهولندا