تمرد مقاتلي جيش المشاة ينذر بنشوء عصابات داخل الجيش!!
عين علی العدو
تمرد مقاتلي جيش المشاة ينذر بنشوء عصابات داخل الجيش!!
17 كانون الثاني 2024 , 20:05 م


يغيل ليفي، هآرتس 

يمكن التعامل مع مقاطع الفيديو الخاصة بالمقاتلين التي عرضت في لاهاي على أنها مجرد حكاية صغيرة وإلقاء اللوم على الجناح اليميني في نشرها. لكن الحقيقة هي أن هذه ظاهرة غير مسبوقة: إذ يستخدم المقاتلون وسائل التواصل الاجتماعي لتحدي القيادة العليا وحتى القيادة السياسية، التي يعتقد اليمين المتطرف أنها منضبطة أكثر من اللزوم.

التحدي مباشر، من خلال رسائل معارضة لوقف إطلاق النار، والتهجم على أحكام المحكمة العليا، ومعارضة توريد الغذاء لسكان غزة، وانتقاد ضبط النفس الذي يمارسه سلاح الجو، والتأكيد على عدم وجود أبرياء في غزة.

كذلك فإن التحدي غير مباشر أيضًا وينعكس بجملة متنوعة من التعابير التي تتعارض مع القيم المعلنة للجيش: لافتات للعودة إلى غوش قطيف، احتفالات دينية مثل وضع لفائف التوراة ووضع "المزوزاة" في منازل غزة، إظهار الحماس لهدم المنازل (على سبيل المثال، مجندة تحتفل في غرفة اطفال مدمرة)، المس بشعائر دينية للمساجد، ودعوات للانتقام إلى جانب تقرير عن تنفيذها.

الحديث ليس فقط عن جنود يعبرون عن مشاعرهم. ويتعاون القادة الميدانيون ويبثون رسائل انتقامية، مثل رسالة قائد لواء في "بهاد 1" يدعو إلى عدم تكرار خطأ الملك شارول الذي أشفق على عماليق. وف

وصلت ذروة الأمور بتوقيع 90 ضابطا في جيش الاحتياط على عريضة تطالب رئيس الأركان بعدم التوقف في غزة ولبنان والضفة الغربية حتى النصر. ولا نتذكر مثل هذا التحدي العلني من قبل ضباط الاحتياط لما يعتبرونه موقفًا منضبطًا من المستوى السياسي.

ولا يقتصر الأمر على الخطابة وحدها، بل ينعكس في السلوك على أرض الواقع. ويكفي القول إن حادثة إطلاق النار على الرهائن الثلاثة لم تكن لتحدث لولا الاستخفاف بالتعليمات بإطلاق النار، في حين أنه في الممارسة يُعتبر كل رجل في غزة هدفا مشروعا. وذلك دون الحديث عن السلوك العنيف في الضفة الغربية، والذي يهدف عملياً إلى إشعال انتفاضة مسلحة في هذه الجبهة.

يجب أن يُنظر إلى هذه الظواهر على أنها تصعيد للسيرورات المستمرة منذ حوالي 20 عامًا، والتي تركزت على التحدي من جانب المادينين القوميين وانتفاضة المقاتلين ذوي الياقات الزرقاء (في أعقاب قضية عزاريا) على ضبط النفس المزعوم للجيش الإسرائيلي. وهذه محاولة لإعادة تشكيل صورة الجيش كحركة كماشة للتمرد من الأسفل وبدعم من القيادة اليمينية، وهو ما انعكس، على سبيل المثال، في الهجمات على رئيس الأركان عندما تجرأ على إيقاف الجنود عن الخدمة في اعقاب تدنيسهم مسجدًا في مدينة جنين.

لكن انهيار التسلسل الهرمي العسكري هو الذي يثير القلق.تسمع هيئة الأركان أصوات الانتقام، وترى المخالفات السلوكية، والتعامل باستهتار مع تعليمات إطلاق النار، ولا تفعل شيئاً تقريباً. وقع عليه رعب اليمين. ولم يستمع الجيش حتى للتحذيرات التي سمعت حول الظاهرة واحتمال رفع دعاوى قضائية ضد إسرائيل. واكتفى بالدعوة إلى وقف ظاهرة النهب المتنامية، وتم ذلك من ضابط التربية الرئيسي، وليس بأمر قيادي واضح. ويُعرَض أيضا النهب كإيذاء للجيش وليس كانتهاك للقاعدة الأخلاقية "لا تسرق".

لذلك من الممكن أن الجيش الإسرائيلي يستغل غرائز الجنود وقادتهم لتأجيج الروح القتالية، لكن بعد الحرب سيتطلب الأمر جهدا كبيرا لإعادة تأهيل الجيش قبل أن تتحول أجزاء منه إلى عصابات.

المصدر: موقع إضاءات الإخباري