منوعات
"مفتاح المقاومة".. فيلم تونسي مصري يحاكي معاناة الشعب الفلسطيني
21 كانون الثاني 2024 , 14:02 م

يقولون إنهم لن يركعوا للظلم وأنهم سيكسرون دائرة الصمت بسلاح الفن، بهذه العبارات أعلن فريق سينمائي تونسي مصري عن مولود سينمائي جديد يحاكي معاناة الشعب الفلسطيني بعنوان "مفتاح المقاومة".

الفيلم الذي أُسدل الستار عن تفاصيله، مساء أمس الجمعة، في قلب العاصمة التونسية، يُوثق صراع الشعب الفلسطيني من أجل البقاء ورحلة نضاله الطويلة لاستعادة أرضه منذ ما يعرف بسنة "النكبة" (1948) إلى اليوم.

ويسلّط الفيلم الضوء على الانتهاكات التي يتعرض لها الفلسطينيون منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، ويبرز صمودهم في وجه عمليات القتل والتدمير والتهجير وتشبثهم بأغصان الزيتون التي ترمز لأرضهم.

البوصلة نحو غزة

يقول المنتج المصري أحمد سمير سليمان وهو واحد من أبطال هذا العمل السينمائي: "هذا الوطن محاط بالأشواك ولن ننساه"، ويضيف: "بهذا الفيلم نُوجّه البوصلة نحو قطاع غزة ونسلط الضوء على ما يعانيه أبناؤها من قتل وتهجير".

ويصف سليمان ما يحدث في القطاع بـ"جرائم الإبادة" التي تستدعي وضع حد لها، بل ومحاسبة مرتكبيها بتهمة ارتكاب "جرائم حرب".

ويقول المنتج إن "الفيلم هو عبارة عن رسالة مفتوحة للدول التي اختارت الصمت وإخماد صوت الحق ودعم آلة الحرب الإسرائيلية، التي لم تستثنِ النساء والأطفال والشيوخ والحوامل".

وتابع سليمان: "هذا الفيلم يكشف لأول مرة حقائق يعيشها الفلسطيني منذ بداية النكبة (1948) مرورا بالانتفاضة (1987)، وصولا إلى ما يحدث اليوم من مجازر لا تتوقف على أرض غزة".

و"النكبة" مصطلح يطلقه الفلسطينيون على تهجيرهم وهدم معظم معالم مجتمعاتهم السياسية والاقتصادية والحضارية سنة 1948، وهي السنة التي طردت فيها إسرائيل الفلسطينيين من بيوتهم وأرضهم.

يواصل سليمان الحديث : "يجب أن يعرف العالم الحر القصة الكاملة لأقدم قضية على الأرض وحكاية أصحابها".

ويقول سليمان إنه زار فلسطين في أكثر من مرة وتجول في مدنها، حتى أنه كان أول من سجّل عملا فنيا في فلسطين، وتحديدا في ضريح شاعر الكلمة الفلسطينية محمود درويش.

"مفتاح المقاومة"

في التاسع من ديسمبر/ كانون الأول الماضي، ولما اشتد القصف على قطاع غزة، بدأت تتبلور فكرة إنتاج هذا الفيلم السينمائي.

يقول المنتج السينمائي أحمد سمير إنه تلقى اتصالا من المخرج التونسي محمد الميساوي، الذي عرض عليه المشاركة في بطولة فيلم حول "القضية الفلسطينية يحمل العديد من الرسائل مضمونها العودة والمقاومة والاستمرارية".

ويوضح المخرج التونسي، محمد الميساوي، أن اختيار عنوان "مفتاح المقاومة" للعرض السينمائي له رمزية كبيرة ويتضمن رسالة للشعب الفلسطيني مفادها أنهم سيعودون إلى أرضهم وأن التهجير لن يستمر وأن نضالهم سيأتي أكله، بحسب قوله.

ويقول محمد بأن "30 دقيقة من عمر الفيلم كافية لتبرهن للعالم بأن ما يعيشه الفلسطينيون هو انتهاك متعدد الأوجه للقانون الدولي ولحقوق الإنسان، وهي أيضا كفيلة بنقل صورة الشعب الفلسطيني الصامد والمتشبث بأرضه رغم هول ما يتعرض له من مجازر".

ويشير الميساوي إلى أن "الفيلم هو أيضا رسالة إلى دول الغرب التي اختارت الاصطفاف مع الظلم"، ويقول إن "أولى العروض ستكون في قاعات الدول الأوروبية والأمريكية وبجميع اللغات المترجمة، وذلك بهدف نشر القضية الفلسطينية في صفوف شعوب تلك الدول".

غزة في تونس

اختار المشرفون على الفيلم السينمائي "مفتاح المقاومة" أن يكون مكان التصوير في تونس، وتحديدا في منطقة شواط التابعة لمحافظة منوبة (شمال شرقي العاصمة)، وأن تكون شخصياته الرئيسية من الوجوه السينمائية التونسية.

تقول الممثلة التونسية فاطمة سعيدان التي كان لها دور الجدة الفلسطينية في هذا العمل السينمائي: "هذا الاختيار له دلالة، وهو يدل أن القضية الفلسطينية هي قضية الأمة العربية وقضية كل أحرار العالم".

وتضيف سعيدان: "حاولت من خلال هذا الدور أن أقدم رسالة إلى العالم الصامت، عنوانها المعاناة والصمود والمقاومة والثبات من أجل الدفاع عن الحق المشروع".

وتقول سعيدان إنها أرادت من خلال مشاركتها في هذا الفيلم تسليط الضوء على المرأة الفلسطينية الولّادة، حيث استرجعت مشهد المرأة التي قتلت في قطاع غزة جراء القصف الإسرائيلي بينما بقي جنينها على قيد الحياة، وتضيف: "هذه أكبر رسالة ثبات وقوة للمرأة الفلسطينية في مواجهة العدو الصهيوني".

بدورها، تقول الفنانة التونسية عايدة نيادي، والتي شاركت في هذا العمل السينمائي من خلال ترديدها أغان فلسطينية متجذرة: "حين تكون فلسطين هي المفتاح فلا يمكن إلا أن نفتح الأبواب ويكون التضامن عبر الفن".

واعتبرت بأن "هذا الانتاج السينمائي سيكون بمثابة قطعة الفسيفساء في كل الأعمال الفنية والدرامية والتصويرية وحتى الموسيقية وكل ما هو عمل فني يثمن القضية الفلسطينية في تونس".

وترى نيادي أن "السلاح الذي هدم الكيان الصهيوني هو الثقافة"،وتضيف بأن "أطفال فلسطين كانوا يرقصون فوق الأنقاض متحدين بذلك جرائم الاحتلال ومبرهنين على قوتهم وهم ينشدون سوف نبقى هنا كي يزول الألم "، ومضت محدثتنا، بالقول إن "في ذلك دلالة بأن الفن أقوى سلاح للمقاومة على أرض الثبات".

المصدر: موقع إضاءات الإخباري