إعادة بناء الهوية العربية...!!
مقالات
إعادة بناء الهوية العربية...!!
محمد سعد عبد اللطيف
25 كانون الثاني 2024 , 21:56 م


بقلم:- محمد سعد عبد اللطيف، مصر، إن رفض الاحتلال والهيمنة والتبعيةلَن يكُون مجْدِي

في مجتمعات فاشلة.،،

ومهزومة من الداخل، لذلك تُصبِح الدعوة إلى الإصلاح والتجديد وبناء المجتمعات الديمقراطية القائمة على احترام حقوق الأقليات داخل العالم العربي، واحترام حقوق الإنسان والحريات السياسية والمدنية الضامنة لحقوق المواطنة والمشاركة والمساواة والعدل والشفافية في إدارة الشأن العام، ضرورة من ضرورات المواجهة الناجحة.،، وإذا بقينا خائفين من كل جديد، مترددين في اقتحام أسواره،

مهجوسين بالدفاع والممانَعة والاحتجاج، رافضين التفاعل مع \"الآخر\"، متناسين واقعنا، غافلين عن تخلفنا، مبهورين بسحر الثقافة المهيمنة، مفجوعين بفقدان الغلبة وانحسار أيام العز والفخار، فإننا لن ننجح في استيعاب موجات الثقافة (المعولة)ولا يمكن أن نربح الصراع إلا بقدر ما نخرج من المواقف السلبية ومواقع ردود الأفعال الطبيعية إلى حالة نعزز فيها شروط التعامل العقلاني والموضوعي والنقدي مع الوافد الثقافي والتكنولوجي الجديد، كما مع الذات والتراث والواقع الاجتماعي بكل أبعاده ومفاعيله. ما لم نتجرأ على نقد الذات، من دون أن يتحول هذا النقد إلى

جلْدٍ أَو نَفيٌ أو اعتقال، أو تنكر، لن يتحقق لنا الدخول في عالم لا يعترف بمن يتخلف عن ركبه،،، إن الدفاع الحقيقي عن الهوية لا يتحقق بالمحافظة عليها كما هي، ولكن من خلال إعادة بنائها في سياق جديد يتناسب ومعطيات ما أنتجه الفكر الإنساني من صيغ تحفظ كرامة الإنسان وحريته. فالهامشية والانعزال تعززان الاستتباع والتبعية، وتؤديان إلى التواكل والركون إلى السهولة في ظل الحماية، بينما التنافس في ظل النظام الديمقراطي الضامن حق الاختلاف والمعارضة والمشاركة وتداول السلطة، يدفع إلى تجديد القوى الحية في المجتمع، ويرفع مستويات الاقتدار والجودة، ويحسن الأداء والنوعية، ويفتح آفاق الإبداع والإتقان في معركة بناء الإنسان العربي وتجديد الذات وحفز قدراتها. وهو أمر ممكن إذا ما وعينا أن الحضارة الغربية، كأي حضارة، هي موضوع بشري ونتاج إنساني قبل كل شيء، ولأنها كذلك فهي نسبية وليست مطلقة القوة أو \"نهاية التاريخ\". إن ما نحتاجه هو ثورة ثقافية تنهض كفعل تجديد وتنوير من خلال إعادة النظر بكل المنظومات الثقافية الوافدة أو الموروثة، ورفض \"التقليد\" لأي منهما، والعمل وفق منهجية \"الاستيعاب والتجاوز\" عبر الإضافة والإغناء باتجاه تأسيس وعي ثقافي جديد غير مغترب عن روح العصر، أو مستلب الإرادة والفكر، بحيث يستطيع أن يستوعب إنجازات الثورة العلمية والثقافية، على نحو ما فعلت مجتمعات أخرى، من دون أن تخسر هويتها وخصوصيتها الثقافية.

إن جدليات الوعي والتفكك وإعادة البناء للمواطن العربي في ظل عالم جديد لا يرحم المتخلفين قد أشار إلى ذلك/ عالم الاجتماع اللبناني الدكتور عبد الغني عماد:/

يقول:-

يخطئ كثِيرًا من يظن أن مناهضة خطاب العولمة وتداعياته الثقافية ممكن عن طريق رفض الحداثة والعقلانية والتنوير والتقوقع في سجن خطاب هوياتي وتاريخي ويعيش حالة قطعية مع العالم، إن مناهضة العولمة الثقافية لن تكون مجدية ما لم تعتمد على القيم الإنسانية والعقلانية للحداثة ذاتها، من خلال الإقبال على قيمها والمساهمة في تطويرها لتصبح حداثة عالمية وعولمة إنسانية حقيقية.،،!!

محمد سعد عبد اللطيف ،كاتب وباحث مصري في الجغرافيا السياسية""

[email protected] 

المصدر: موقع إضاءات الإخباري