مليون وثلاثمائة الف انسان يعيش في رفح من السكان والمهجرين والنازحين الذين هجوا وفروا من ويلات القصف والتدمير لكل مناحي الحياة في اماكن تواجدهم، وهم يعيشون تحت وطأة القصف والغارات إضافة إلى الجوع الشديد والعطش، يعيشون في خيم ممزقة يلتحفون السماء ويفترشون الأرض .. مع حصار غاشم ، وحصار حتى للمرضى والمستشفيات ومنع كل اساسيات ومقومات الحياة بعملية قتل وابادة جماعية ممنهجة لم تحصل على مر التاريخ.
يلاحق القصف الجوي ومدفعية الغلاف ومدفعية الساحل.. مدينة رفح ومدينة خان يونس وما بينهما من مناطق ..
هذا القصف المهول وهذه الغارات تسبق عمليات الاقتحام الذي ينوي العدو الصهيونى القيام بها على مدينة رفح ..
بالرغم من الاختلاف الكبير بين القيادات العسكرية والسياسية في إسرائيل على طريقة وأسلوب الهجوم واحتلال محور صلاح الدين - فيلادلفيا وطوله ١٤ كلم يمتد من معبر ابو سالم الى الحد البحري مروراً بمعبر رفح.. حد يفصل بين غزة .. وسيناء المصرية ، إلا ان المجلس العسكري والسياسي اختلف على الأسلوب والطريقة والنهج في الاقتحام لا وقف او منع الاقتحام.
وقد صادق اليوم على خطة الهجوم مبررة ذلك بان كتائب المقاومة موجودة في رفح ويجب سحقها كما يدعي نتنياهو.. وهذا ليس بغريب فقد صرح قبلها ان خان يونس هي معقل المقاومة وقد فشل في الوصول الى المقاومة كما فشل في المناطق الشمالية وها هو يصرح انه لا انتصار إلا باكمال احتلال رفح ..
توقع العديد من المراقبين ان العدوان الصهيونى سيتوقف عند جنوب مدينة غزة، ثم ما لبث الجيش الاسرائيلي ان تحرك إلى الوسط واحتلت المخيمات ثم ما لبثت ان تجاوزت دير بلح والتفت وقامت باقتحام خان يونس.. وها هي الان تعد العدة للهجوم على رفح ..
في حال الهجوم على رفح فن ذلك يعني ما يلي:
ان طلب بايدن من الرئيس المصري فتح معبر رفح يوكّد الموافقة ضمنياُ على عمليات الهجوم على رفح وانه من المحتمل ان يكون هناك تهجير قصري وطوعي إلى خارج غزة .
موافقة مصر الضمنية على اقتحام مدينة رفح بالرغم من وجود اتفاقية فيلادلفيا التي تحكم تواجد الجيش الاسرائيلي على الحدود وقد وقعت كملحق لمعاهدة كامب ديفيد .
العمل على إعادة نزوح النازحين من رفح الى اتجاهين .. إلى خان يونس شمالاً بعد تفتيشهم ومراقبتهم ومتابعتهم .. أو إلى خارج حدود غزة باتجاه سيناء حيث سيكون الخروج قصرياً وطوعياً .. سواءاً كان ذلك قبل الاقتحام من جراء القصف الاسرائيلي المتواصل ..
او اثناء الاقتحام والوصول إلى المحور ..
سيكون هناك كوارث ومزيد من المجاز والمذابح وهذا متوقع والعالم ينذر بها وذاك لاكتظاظ النازحين حيث اي عملية قصف ستكون اعداد الضحايا مضاعفة ..
الهدف الرئيس من الوصول إلى رفح هو احكام عملية الإغلاق لحدود غزة من جميع الاتجاهات والسيطرة على معبر رفح وحدود القطاع من الجنوب ومع مصر مبررة ذلك ان الانفاق لا تزال تعمل وان هناك انفاق يجب الوصول اليها بين مصر وغزة علماً انها تم تدميرها بالكلية في عهد الرئيس السيسي.
الضغط على المقاومة وعلى حماس تحديداً من اجل الاذعان لشروط الهدنة حسب ما تريد إسرائيل والضغط بالتالي على الوسطاء للضغط على المقاومة والضغط على المجتمع الدولي ككل .
تحقيق الاهداف المعلنة او واحد من هذه الاهداف على الاقل حتى يضمن نتنياهو وحكومة التطرف نصراً وهمياً امام الضغط الداخلي لديه والإفلات من السقوط او المحاكمات التي تلاحقه فيما إذا انتهت الحرب بدون اهداف ..بالرغم من الفشل لغاية الان في تحقيق اي هدف .
بالرغم من كل هذه التطورات وهذه الاقتحامات إلا ان المقاومة لا تزال تقاتل بكل بسالة وكل جسارة قوات الاحتلال وهي تتحرك من الشمال إلى الجنوب ، حيث ان القتال محتدم في مناطق الشمال غزة المدينة وما حولها، مع قنص وتدمير اليات العدو وتفخيخ تواجدهم حيث تتوالى اعداد القتلى بين صفوف جيش الاحتلال كل يوم في صمود أسطوري المقاوم امام هذا الجيش المدعم من الغرب بدون توقف.
اخيراً ، فان اقتحام واحتلال محور صلاح الدين - فيلادلفيا.. سيخلف المزيد من المجازر والمذابح والتهجير والنزوح امام صمت عربي وصمت دولي مخيف ومريب مع عجز كلي لوقف هذه الحرب ووقف إطلاق النار او الاتفاق على هدنة تتوقف بشأنها الحرب .