اكتشاف مدهش: الذئاب المتحولة في تشيرنوبيل تكتسب قدرات استثنائية لمقاومة السرطان
منوعات
اكتشاف مدهش: الذئاب المتحولة في تشيرنوبيل تكتسب قدرات استثنائية لمقاومة السرطان
12 شباط 2024 , 14:35 م

عندما يتعلق الأمر بكارثة تشيرنوبيل النووية في عام 1986، يتبادر إلى الذهن الأثر الكارثي الذي تركته على البيئة وصحة البشر. ومع ذلك، تظهر دراسة حديثة أن هناك تأثيرًا غير متوقع لهذه الكارثة، وهو تطور الذئاب المتحولة في المنطقة لتكتسب قدرات مقاومة للسرطان.

أجرى فريق من الباحثين في جامعة برينستون دراسة على الذئاب البرية في منطقة تشيرنوبيل المحظورة. وقام الباحثون بتجهيز الذئاب بأطواق تحمل نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) ومقاييس الجرعات الإشعاعية لتتبع حركتها وقياس المستويات الإشعاعية التي تتعرض لها. كما أخذوا عينات من دم الذئاب لفحص تأثير التعرض المستمر للإشعاع على جيناتها ونظام المناعة.

واكتشف الباحثون أن الذئاب في تشيرنوبيل تتعرض لمستويات عالية من الإشعاع تفوق مستويات السلامة المعترف بها للبشر بأكثر من ستة أضعاف. وعلى الرغم من ذلك، فإنهم لاحظوا أن جينات الذئاب تطورت لتكتسب قدرات مقاومة للسرطان. وهذا يشبه الطريقة التي يتعامل بها البشر مع السرطان بعد التعرض للعلاج الإشعاعي. وبالتالي، يمكن أن تكون دراسة الذئاب في تشيرنوبيل مفتاحًا لفهم كيف يتغير الجينوم البشري بعد التعرض للإشعاع وكيف يمكن تعزيز مقاومة الجسم للسرطان.

تعد هذه الدراسة مهمة بشكل خاص لأنها تلقي الضوء على طرق جديدة لفهم التطور الجيني ومكافحة السرطان. قد تكون الطفرات الجينية المتطورة في الذئاب فائدة للبشر أيضًا، حيث يمكن أن تساعدنا في التعامل مع السرطان بطرق أكثر فاعلية. ومن المثير للإعجاب أن الحياة البرية في تشيرنوبيل تكتسب تكيفًا للبقاء على قيد الحياة في بيئة مشعة، ويتم تحويل هذا التكيف إلى فوائد محتملة لصحة البشر.

بالطبع، لا يزال هناك الكثير لنفهمه حول تأثير التعرض للإشعاع وتطور الجينات في البشر. فالبحث في هذا المجال لا يزال قيد الدراسة والتطوير، وتحتاج النتائج إلى مزيد من التحقق والتأكيد. إلا أن هناك إمكانيات كبيرة لفهم تأثير الإشعاع على الجينات واستخدام هذا المعرفة في مكافحة الأمراض مثل السرطان.

يجب أيضًا أن نذكر أن تأثير تشيرنوبيل النووية لا يزال مستمرًا على البيئة والصحة العامة في المنطقة المحيطة. لا يزال هناك تلوث إشعاعي في الموقع، والذي يشكل تهديدًا للحياة البرية والبشر على المدى الطويل. وتواصل السلطات جهودها للتعامل مع هذا التحدي وتأمين المنطقة المحظورة وتقديم الدعم اللازم للسكان المتضررين.

تشيرنوبيل تذكرنا بأهمية السلامة النووية وضرورة اتخاذ تدابير وقائية صارمة عند تشييد وتشغيل المحطات النووية. يجب أن تكون السلامة النووية أولوية قصوى ويتعين على الدول والمجتمع الدولي العمل سويًا للحد من مخاطر الكوارث النووية وضمان سلامة الناس والبيئة.

المصدر: موقع إضاءات الإخباري