كتب الدكتور محمد صادق الحسيني:
مجزرة يافا…عندما غدر نابليون بفلسطين وأعدم 4 آلاف جندي بأول أيام العيد
ثم في السابع من مارس/آذار، أرسل نابليون رسالة مع رسوله إلى حاكم وأهالي يافا يطمئنهم فيها على أرواحهم وجنودهم وأن سبب محاصرته لهم هو إخراج جنود الجزار العثمانيين من المدينة، وذلك كونهم اعتدوا على مدينة العريش، وأمهلهم ساعة لكي يستسلموا.
رفض أهالي يافا التسليم، واحتجزوا رسوله، فجن جنون نابليون وأمر جنوده بضرب المدينة بالمدافع، واستسلمت المدينة، ولكن نابليون نقض وعده وخان سكانها رغم وعودهم وإعطائهم الأمان، وقام جنوده بأعمال قتل إجرامية واغتصاب وسلب ونهب للمدينة.
مذبحة يافا.. إعدام 4 آلاف جندي بأول أيام العيد!
بدلاً من أن يحتفل المسلمون في يافا في أول أيام عيد الفطر ذلك اليوم، كان عليهم مواجهة أبشع وأفظع المجازر في ذلك الزمن، حيث أمر بإعدام أكثر من 4 آلاف جندي من الجنود المسلمين رمياً بالرصاص أو بحد السيف ثم رميهم في البحر، وسرقوا الذخائر والأموال والمراكب والأمتعة الثمينة، وفقاً للجبرتي.
وقد تحجج نابليون بارتكابه هذه المذبحة البشرية بحجج كثيرة، أبرزها صعوبة إبقاء جنود لحراسة أسرى المسلمين لأنه كان يريد استجماع كافة قواته لاحتلال عكا، وحجته الأخرى أن ثلث هؤلاء الجنود نقضوا عهدهم في العريش بأن لا يحاربوه.
أما عن أهوال ما حل بسكان مدينة يافا على يد الفرنسيين،
**فنقل المؤلف الإنجليزي هيرولد في كتابه “بونابرت في مصر*”
شهادات فرنسيين كانوا في الحملة على يافا، في فصل أطلق عليه اسم *“الجزَّارون في الأرض المقدَّسة*”.
إذ يقول هيرولد:
* *“راح الفرنسيون يقتلون أعداءهم كالمجانين طوال ذلك المساء كله، والليل كله، وفي صباح الغد، فالرجال والنساء والأطفال والمسيحيون والمسلمون وكل من له وجه إنسان سقط صريع جنونهم، كما قال مالو الذي ما زالت الصفحات التي كتبها في وصف هذا المشهد البشع تتجاوب بشعور الفزع والخزي”*.
التاريخ يكرر نفسه مع همج الصحراء التلموديين…
*وعيك_ بصيرتك*