ربى يوسف شاهين
منذ أن اندلعت ملحمة "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر ، وحتى هذه اللحظة ونحن في الشهر الخامس من هذه الحرب الهمجية ، التي أخذت أقصى مناحي اللاإنسانية والمشاهد المروعة والتي هي كفيلةٌ بشرح ما أعنيه من التطرف اللاأخلاقي وفي كل شيء ، بدءاً من الصواريخ ، و انتهاءً بانتهاكات للقانون الإنساني والعدالة الربانية ، من منع المساعدات و الإغاثات الإنسانية إلى منع منظمة الأونروا الأممية من استكمال عملها ، في كل مكان ، وفي غزة تحديداً
"في غزة يدمر كل شيء"
"التدمير الشامل "عنوان الحرب الإسرائيلية على القطاع الفلسطيني ، لأنه لا يخص غزة فقط ، بل كل من يحمل الجنسية الفلسطينية ، فالتدمير عبر الحروب العسكرية ، يبقى طبيعياً تجاه ما يحدث من حرب منع التشافي من جروحها لهذه الأسلحة ، ولكن ورغم كل شيء يبقى هنالك رسائل نبوية تصدر من رجل الدين المسيحي الكبير القدير العظيم ، سيادة المطران "عطاالله حنا" ، رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس بطريركية الروم الأرثوذكس في القدس المحتلة ، والذي يقف ومن قلب القدس المحتلة يناشد ويطالب كل من يحمل ضميراً حياً في العالم بأسره بان لا يسكت على ما يجري من إبادة جماعية لشعب لا يستحق ما يحصل له ، كل ذنبه أنه ابن هذه الأرض المقدسة والمباركة فلسطين .
وإليكم بعضاً من رسائل سيادة المطران عطاالله حنا:
نحن مسيحيون ونفتخر بانتمائنا المسيحي ونحن فلسطينيون ، ونفتخر بانتمائنا لهذا الشعب المظلوم ، الذي يحق له أن يعيش بحرية وسلام مثل باقي شعوب العالم .
لست محللاً سياسياً أو عسكرياً ولن أكون ، بل أنا رجل دين أنتمي إلى كنيستي وإلى شعبي وإلى هذه الأرض المقدسة والمباركة ، ونحن ملتصقون التصاقاً بهذه الأرض ، التي ننتمي إليها بكل جوارحنا ، فنحن لسنا غرباء أو دخلاء أو أقليات في أوطاننا ، و صوتنا يجب أن يبقى دائماً صوتاً منادياً بالحق والعدالة ونصرة المظلومين و المتألمين.
أن رسالة المسيحية في عالمنا اليوم ، هي رسالة محبة لا حدود لها ، ودفاع عن كل إنسان مظلوم والفلسطينيون يُظلَمون ، ووجب أن يكون هنالك موقفٌ مسيحي عالمي ، مطالب بإنهاء الاحتلال وتحقيق أمنيات وتطلعات شعبنا الفلسطيني .
أيها الأحباء ، إن صمود أهل غزة يحتاج أيضاً إلى مقومات ، لا نريد للبعض أن يتغنى بهذا الصمود ، هذا الصمود يحتاج إلى مقومات ، يجب أن يدعم أهلنا بغزة ، يجب أن تدخل المواد الغذائية والطبية و المياه ، كل الأشياء التي يحتاجها أهل غزة ، ويجب أن توزع عليهم ، يجب أن تصل إلى لمستحقيها ، وكلهم يستحقونها لأن كل الشعب هناك يعاني ، وكل الشعب تضرر ، وكل الشعب حقيقة يعيش في محنة ، وفي نكبة وفي ألام وفي أحزان ، المواد الإغاثية يجب ان تصل .
المجازر مستمرة ومتواصلة على مدار الساعة في قطاع غزة ، وغالبية سكان القطاع يعيشون في حالة مأساوية من الفقر والجوع والعوز والتشريد .
أن تدمر هذه عملية سهلة ، وهنالك أبنية و منشآت في غزة ، التي بنيت خلال عشرات السنين ودمرت خلال لحظات ، ناهيك عن المباني الأثرية ودور العبادة والمستشفيات وغيرها من المؤسسات التي تقدم خدماتها للأهل في غزة .
بعد أن تتوقف الحرب ، وأتمنى أن يكون هذا قريباً ، ستتكشف معالم المأساة في غزة بشكل أوضح ، حيث الدمار والخراب منتشر في كل مكان ، ناهيك عن الدماء والآلام والأحزان والعائلات التي لم يبقى منها أحد .
أما الأطفال فحدث ولا حرج ، فهنالك أطفال نالوا شهادة الميلاد وشهادة الوفاة في نفس الوقت .
نتمنى أن تنتهي الحرب قريباً لكي يتمكن أهلنا في القطاع من لملمة جراحهم و بلسمة جروحهم ولكي تبتدأ عملية انتشال الركام وإعادة الإعمار والتي يبدو أنها ستستغرق سنوات طويلة
ولكن يبقى مطلبنا الأساسي ، والأهم أيها الأحباء بأن هذه الحرب يجب أن تتوقف ، هذه الحرب يجب أن تتوقف اليوم اليوم وليس غدا. ً
كفانا دماءً و أحزاناً و دمارً و خراباً ، فلنرفع صوتنا عالياً في القدس ، وفي كل فلسطين ، وفي كل هذا المشرق العربي ، وفي العالم بأسره ، فليرفع الأحرار صوتهم عالياً ، مطالبين بأن يتوقف هذا العدوان .
أيها الأحباء ، فلتتوقف الحرب ، نحن في القدس نرفع الدعاء والصلاة من أجل أهلنا في غزة ، من أجل أهلنا في الضفة الغربية ، اقتحامات لبيت لحم ، لرام الله ، لنابلس ، لجنين و مخيمها ، كل فلسطين مستهدفة ، وفي المقدمة منها القدس ، التي يسعى الاحتلال لسرقتها وطمس معالمها والنيل من مقدساتها فليتوقف العدوان حقناً للدماء ووقفاً للدمار .