بينما يواصل الشعب الأردني وأحرار العالم مقاطعة المنتجات والمؤسسات الصهيونية والداعمة لها، في ظل العدوان السافر، والتطهير العرقي والإبادة الجماعية، التي يرتكبها العدو الصهيوني على أهلنا في غزة، والحصار الشامل الذي يفرضه عليها، يتصاعد التطبيع بأشكال مختلفة في بعض الدول العربية، فمن منظمات بيئية مشبوهة، وصهيونية فاعلة، هنا وهناك على أراضينا الأردنية، وجسر بري يزود هذا العدو الغاصب باحتياجاته من البضائع والخضروات، إلى الاستمرار في اتفاقيات التطبيع والارتهان التي ترفد اقتصاده بمليارات الدولارات، ليواصل ارتكاب جرائم الحرب في غزة، تنشط منظمة ايكوبيس الشرق الاوسط (EcoPeace Middle East)، أصدقاء الأرض سابقاً، التي تتعاون مع الكيان الصهيوني في أراضي الأغوار الخصبة على مدار سنوات، من خلال النشاطات والفعاليات المتكررة التي تنظمها، وعلى رأسها ورشات العمل المشتركة مع مجموعات صهيونية، بالإضافة إلى الزيارات المتبادلة والمتكررة فيما بينهما، للسيطرة على سلة الأردنيين الغذائية، ولضرب هويتنا وعلاقتنا بأراضينا الزراعية، من خلال التطبيع البيئي مع هذا الكيان الغاصب، حيث يقوم باستغلال مشاريع التعاون عبر ما يسمى بوابة السلام البيئي، ليصل بالنهاية لفرض هيمنته على أراضي الأغوار الأردنية، وهو ما فعله من قبل عند بدء احتلال الأراضي الفلسطينية.
إحدى مشاريع هذه المنظمة هو متنزه الأردن البيئي (Jordan EcoPark)، الذي كان يعرف سابقا بمتنزه شرحبيل بن حسنة، وهو مشروع تطبيعي تحت غطاء الحفاظ على البيئة، حيث يعمل على إدماج الشباب الأردني والفلسطيني في برامج بيئية وورشات عمل مشتركة جنباً إلى جنب مع مجموعات صهيونية قادمة من الأراضي المحتلة، ويدار هذا المتنزه حاليا من قبل جمعية مسجلة في الأردن كمؤسسة محلية، تحت اسم (جمعية حماية الأرض والبيئة – أصدقاء الأرض سابقًا)، وهي نفس منظمة إيكوبيس الشرق الأوسط، عرّابة اتفاقية المياه مقابل الطاقة، التي كانت سترهن أمن الأردن المائي وسيادته بيد العدو الصهيوني، وذلك عبر تقديمها مقترح الازدهار الأخضر مقابل الازدهار الأزرق (Blue for Green Deal).
يعتبر هذا المتنزه محمية طبيعية في شمال الأردن، ويضم سد زقلاب ضمن حدوده، ويقع في أرض مساحتها 100 دونم، قامت سلطة وادي الأردن بتأجيرها لهذه المنظمة القائمة أساسا على مفهوم السلام والتطبيع، بعقد إيجار ينتهي في 9 آذار القادم، وسيتجدد تلقائيا ما لم يقم أحد الطرفين بإبداء عدم رغبته بالتجديد.
إننا في اللجنة الوطنية للمقاطعة ومقاومة التطبيع ندعو إلى وقف كافة الممارسات التطبيعية مع الاحتلال الصهيوني الإرهابي، وإذ نرى أنه من واجبنا الوطني المساهمة في مقاومة الصهيونية ومشروعها التوسعي، نطالب الحكومة الأردنية بطرد هذه المنظمة الصهيونية من الأردن وإغلاق مكتبها، كما نطالب سلطة وادي الأردن بالنزول عند رأي الغالبية الساحقة من الشعب الأردني، والمتمثلة في رفض التطبيع، وإعلان عدم تجديد عقد الإيجار مع جمعية حماية الأرض والبيئة / إيكوبيس الشرق الأوسط، وتكليف مشغّل وطني أردني تنسجم قيمه مع قيم الشعب الأردني العظيم، ويلتزم بمعايير المقاطعة بإدارة المتنزه.
كما نطالب شعبنا الأردني بمقاطعة هذا المتنزه، وتنفيذ كل أشكال الضغط حتى تتحقق مطالبنا، وندعو الجميع للانتباه لما يحاك ضد الوطن ويساهم في إخضاعه للسيطرة الصهيونية.
إن دعم هذا المشروع الذي جاء امتدادًا لعملية بناء السلام الموهوم من خلال التعاون البيئي بين الأردن و"السلطة الفلسطينية" والاحتلال الصهيوني يضرب مسيرة نضالنا الوطني المستمرة ضد الاحتلال الصهيوني، وهو تكتيك لاستدراج الأردن إلى اتفاقيات مع الكيان الصهيوني ترهن سيادة الأردن، وتهدم اقتصاده وتسلبه موارده وحقوقه، وهو خدمة للمشروع الصهيوني التوسعي الاستعماري، واعترافا بهم ككيان رسمي وإضفاء الشرعية على وجودهم أمام العالم وطمس حقيقتهم المجرمة، بالإضافة إلى تصويرهم كجار متحضر وواعٍ بيئياً، بينما يستمر في قتل شعبنا الفلسطيني واحتلال أراضينا العربية وسرقة مواردها الطبيعية والسيطرة عليها. لم ولن تقوم مثل هذه المشاريع لإنقاذ البيئة في الأردن، إنما لجر الشباب الأردني والعربي نحو التطبيع والعلاقات المشبوهة مع الكيان المحتل واستخدامهم كأدوات لتمرير الأجندة التي يسعى لتحقيقها ضد بلادنا.
عاش الشعب الأردني عصياً على التطبيع ومشاريع التسوية والاستسلام.
التاريخ: 4/3/2024
*اللجنة الوطنية للمقاطعة ومقاومة التطبيع*
احدى اللجان المركزية للملتقى الوطني لدعم المقاومة وحماية الوطن.