أكد الأستاذ باسل سلطان، رئيس الفريق والباحث في فيزياء الطاقة العالية والخبير في مجال تحليل بيانات الأقمار الصناعية، أن الفريق تعرض لكثير من العنصرية أثناء المشاركة في المسابقات الدولية.
وقال سلطان : "مجتمعنا السوري يتميز بأنه مجتمع محب للعلم ومتعلق بشكل كبير بالتعلم ولهذا وصلنا للعالمية، فلدينا طاقات علمية هائلة وشغوفة وهي تفاجئ من يتعامل معها من خارج الأراضي السورية، حيث التقينا بعرب وأجانب وكانوا دائما متفاجئين بطلابنا الذين يمتلكون خلفية هائلة من المعلومات الدقيقة والعالية والحديثة سواء بالفيزياء أو الكيمياء أو حتى اللغة الإنجليزية المتطورة عن طلابنا والتي كانت محط أنظار لكثير ممن احتكوا معنا".
وعن الوصول للعالمية أضاف سلطان: "وصلنا للعالمية بالرغم من كل الضغوطات الخارجية التي فرضها علينا الأمريكان والأوروبيين. بكل أسف هم من لديهم شعار أن العلم لا يوجد تمييز فيه ولا يوجد عنصرية. لكن في الحقيقة عانينا من أبشع أشكال العنصرية أثناء وجودنا بمؤتمرات ومسابقات تتحكم بها الولايات المتحدة الأمريكية أو بريطانيا فكنا نحرم من الجوائز. حصلنا على جوائز ذهبية على مدى 3 سنوات وفضية، وأيضا مالية لكن كنا نتفاجأ دائما بعدم السماح للطلاب السوريين أو الإيرانيين أو الروس أو البيلاروس أو من كوريا الشمالية بالحصول على الجائزة النقدية أو العينية بل يُكتفى بتسليمها إلكترونيا، ولكن فيما بعد استطعنا وبالتعاون مع الجهات المعنية أن نحصل على بعض هذه الجوائز ليست المالية طبعا لأن الموضوع معقد كثيرا".
وأضاف سلطان: "شاركنا في مسابقة تنظمها جمعية المريخ الأمريكي "المارس سوسيتي" وكانت تفرض علينا تقديم ملف لإنشاء مستعمرة على سطح المريخ فيها كل ما يلزم لدعم الحياة وهي مستعمرة مستدامة لمدة 20 عاما، واحتوى ملفنا الهندسي على تفاصيل علمية ومعلومات مهمة استطاع الحصول على المركز الخامس".
وتابع: "كنا نُعامل وكأن العلم حكر على الأوروبيين والعنصريين أو على الأميركان، كان شيئا مخزيا أن يمنع الطفل أو الشاب أو طالب الجامعة السوري من المشاركة أو حتى الروسي من المشاركة في المسابقات المفترض أنها عالمية ولكن يمنع فقط لأن إدارة الولايات المتحدة الأمريكية لا تسمح بذلك طبعا ونحن بأكثر من لقاء استطعنا الولوج له غصبا عنهم وبالطرق القانونية، بعدما حاججناهم سمح لنا بالمشاركة بشكل رسمي ببعض المسابقات".
وتابع سلطان: "أما بعض المسابقات لم يسمح لنا بأي شكل من الأشكال المشاركة فيها أو يسمح لنا ولكن بشرط أن نتخلى عن هوية الفريق السوري وهذا شيء مستحيل. لا يمكن إلا أن يكون علم سوريا واسم سوريا موجودا ومرافق للفريق المشترك في المسابقات التي فعلا رفعت علم سوريا عاليا وفي جامعة أريزونا حصلنا على أكثر من جائزة عالمية ومنها ما تم تكريمنا عليه في جامعة أريزونا في العام الماضي".
الدعم من قبل الدولة السورية.
وأوضح سلطان أن "الدولة السورية قدمت كل شيء للفريق السوري. قدمت لنا المرافق وفتحت لنا الجامعات والمدارس والمخابر والورشات بشكل كامل. وزارة التعليم العالي ممثلة بالسيد الوزير كانت متعاونة جدا وأيضا رئاسة جامعة تشرين ورئاسة جامعة دمشق وعميد كلية العلوم في جامعة دمشق سخروا كل شيء لنجاح هذا الفريق المكون من 350 شخصا موزعين على معظم أراضي الجمهورية العربية السورية وخارج الجمهورية العربية السورية من طلاب من المرحلة الثانوية والجامعية والمستر وباحثين ومدرسين في الجامعات والمدارس السورية".
وأشار إلى أن "هنالك تسهيلات تقدم للفريق الذي يضم تحت جناحه نحو 12 فريقا بتخصصات مختلفة منها الرصد، وعلوم الفيزياء الكلاسيكية، والفيزياء النسبية. منها المتخصص بالتواصل والتخابر مع محطة الفضاء الدولية ومنها ماهو متخصص باستثمار البيانات وتحليل بيانات الأقمار الصناعية، ومنها ماهو متخصص بتوقيع البروتوكولات والاتفاقيات وفهم القوانين الدولية فيما يخص قوانين الفضاء والاستثمار والاستفادة من الأقمار الصناعية أو الفرص التي تقدمها بعض وكالات الفضاء العالمية".
الأهداف والمشاريع
وتحدث سلطان عن المشاريع المستقبلية بقوله: "أهم أهدافنا وطموحاتنا حاليا هو العمل على إطلاق "الكيوب سات" أو القمر الصناعي السوري الأول ولو بشكل بسيط بشكل طلابي. هذه ليست تمنيات وحسب. نحن حاليا حضرنا فريقا مكونا من 30 شخصا ما بين خبير ومتدرب بالتعاون مع وكالة الفضاء اليابانية "جاكسا" تم التعهد بتدريب الفريق بشكل كامل، وهناك اتفاقيات مع بعض الجامعات الغربية أيضا للتدريب الجزئي".
وأضاف سلطان: "نحاول أن نأخذ المعلومات من كافة الأماكن، من أوروبا، واليابان، وأمريكا، وإيران، وروسيا، ومن كل الأماكن ليكون لدينا بنك معلومات هائل، ونأمل بنهاية عام 2024 أن تكون الصورة اكتملت ومن ثم المباشرة ببداية عام 2025 بتجميع هذا القمر الصناعي بالتعاون مع أجهزة الدولة السورية وبالأخص وزارة التعليم العالي وجامعة دمشق ووزارة الشؤون الاجتماعية والعمل والأمانة العامة للدفاع الوطني في سوريا على أن تتم تغطية تكاليف هذا القمر الصناعي من وكالة الفضاء اليابانية إن أتممنا الشروط الإلزامية، أما تكاليف تجميع هذا القمر فهو يترتب على عاتقنا نحن كفريق وعلى عاتق الوزارات التي نتعاون معها والجهات التي نتعاون معها".
وبيّن سلطان أنه "من المشاريع الطموحة أيضا إنشاء مركز إنذار مبكر متخصص بموضوع الكوارث الطبيعية وغير الطبيعية وسنتعاون مع الوكالات الدولية بالتنسيق مع الجهات الرسمية السورية التي تقدم الدعم الكبير لأي خطوة يمكن للمواطن السوري أن يستفيد منها".
أما عن ثالث مشروع يرغب الفريق بتنفيذه قال سلطان: "هناك طموح سنبحثه مع وزارة التعليم العالي وجامعة دمشق لإنشاء شيء يخص علوم الفضاء كمعهد عالٍ أو معهد يتم من خلاله تأهيل المهندسين والخريجين والفيزيائيين السوريين كي يتعاملوا مع علوم الفضاء الحديثة فلا بد بهذا الوقت وفي هذا العصر أن نكون قادرين على استثمار على الأقل ما تقدمه الأقمار الصناعية الموجودة حول العالم بشكل مجاني، وهناك هيئة في سورية تسمى هيئة الاستشعار عن بعد لا بد من التعاون مع هذه الهيئة التي ستكون ركيزة في عملنا القادم".
التعاون مع روسيا
وعن التعاون مع روسيا قال سلطان: "روسيا هي دول رائدة في علوم الفضاء وفي إطلاق الصواريخ والمركبات الفضائية ونعلم أن الولايات المتحدة لأمد غير بعيد كانت تستعين بمحركات الصواريخ الروسية، وروسيا لديها خبرة تراكمية في هذا المجال ولا يمكن نسيان محطة "مير" الروسية التي تعتبر أول محطة فضائية أطلقها الإنسان، وهي شريك مهم في محطة الفضاء الدولية "ISS"، ونتطلع أن يكون هناك تعاون مع الهيئات العلمية البحثية الروسية لأننا كفريق نمتلك الأفضل في سوريا بالنسبة للمختصين في علوم الفضاء أو في ما يتعلق بعلوم الفضاء يجب أن نفرق ما بين علوم الفضاء والفلك نحن متخصصون في علوم الفضاء".