ملخص كتاب
ثقافة
ملخص كتاب "علم التحكم النفسي"
23 آذار 2024 , 09:51 ص

جميعنا يولد بـ " آلية إبداعية " تلقائية ذاتية و تعمل هذه الآلية مثل السيارة ذاتية القيادة. فالعقل الواعي يتصور هدفاً و يقوم بعمل إجراء يدع العقل اللاواعي يقوم بالباقي (أشبه بشخص داخل سيارة ذاتية القيادة فيحدد نقطة الوصول و يترك المجال للسيارة لاختيار أفضل ثم طریق و ایصاله للجهة المطلوبة).

للأسف القليل منا يدرك عبقرية الآلية الابداعية الذاتية (الا شعورية) التي لدينا لأننا لم نسمح لها بالعمل و بما أننا لا نستطيع رؤيتها و هي تعمل يستحوذ علينا القلق فنبالغ في التفكير و نصبح منزعجين من ذلك (مجازياً نحن نمسك بعجلة القيادة أو ندوس على المكابح لأننا لا نثقفي سيارتنا ذاتية القيادة للقيام بما صممت له).

نحن نتدخل في اليتنا الابداعية الذاتية أثناء طريقنا نحو هدف كبير لأن صورتنا الذاتية لا تتلاءم مع طموحنا.

" سواء أدركناها أم لا ، كل انسان منا يحمل خطة ذهنية أو صورة لنفسه. قد تكون مبهمة و غير واضحة التعريف لعقلنا اللاواعي في الواقع قد لا يمكن التعرف عليها بشكل واعي إطلاقاً. لكنها موجودة هناك ، كاملة حتى التفاصيل الأخيرة.

هذه الصورة الذاتية هي تصورنا عن " نوع الشخص الذي نرغب في أن نكونه " فهي مبنية من معتقداتنا لأنفسنا. لكن معظم هذه المعتقدات عن أنفسنا تشكلت لا شعورياً من تجاربنا السابقة ونجاحاتنا و اخفاقاتنا و انتصاراتنا و طريقة تفاعل الآخرين معنا خاصة في مرحلة الطفولة المبكرة "

" الشخص الذي يرى نفسه أنه من النوع الفاشل من الأشخاص سوف يجد طريقة ما ليفشل ، على الرغم من كل نواياه الحسنة أو قوة إرادته حتى و إن ارتمت الفرص بين أحضانه "

الطريقة الوحيدة لتخرج من طريقتك القديمة و تثق بأليتك الابداعية الذاتية لإيصال الأفكار التي تريدها من أجل تحقيق هدف كبير هو أن تقوم بـ "تحديث - ترقية" صورتك الذاتية من أجل أن تتماشى صورتك الذاتية مع هدفك.

تمرين تحديث الصورة الذاتية

الخطوة الأولى : تخلص من التوتر

تخيل أنك تنظر إلى نفسك مستلقياً على السرير. تصور قدميك كما وأنهما مصنوعتان من الخرسانة. انظر إلى نفسك مستلقياً هناك بقدمين ثقيلتين من الخرسانة و أنظر إليهما و هما تغوصان بعيداً للأسفل على مرتبة السرير بسبب الوزن الهائل الآن تصور ذراعيك و يديك .

كأنهما مصنوعتان من الخرسانة هما أيضاً ثقيلتان جداً و تغوصان في السرير و تشكلان ضغطاً شديداً على السرير .

كرر ذلك مع الخطوة الذراعين و الرقبة (و أجزاء جسمك الأخرى)

عندما يبدأ معالج التنويم المغناطيسي بأداء عمله أمام الناس في المسرح ، يحضر بعض المشاركين إلى المنصة و يطلب منهم إغلاق أعينهم و أن يرخوا أجسامهم. فلو كان المشاركون يشعرون بالتوتر فإنهم سيكونون أقل تقبلاً لتصديق ما سيقوله لهم المعالج بالتنويم المغنطيسي لاحقاً في العرض.

عندما تتخلص من التوتر في جسمك فأنت تجعل من نفسك قادراً و مستعداً لتصديق المعلومات التي سوف تغذي بها عقلك في الخطوة الثانية.

الخطوة الثانية : تصور النجاح

فكر في هدف كبير تجاهد من أجل تحقيقه الآن ، تخيل أنك تستيقظ غداً لتكتشف أنك حققته أنت لست متأكداً كيف حدث ذلك ، لكنه حدث ! لاحظ التفاصيل الدقيقة لحقيقتك الجديدة. مثلاً ، لو كنت تكافح من أجل بدء مشروع عمل على الانترنت، تخيل نفسك جالساً على مكتبك (أنظر إلى لون طاولتك و نوع و تاريخ صنع حاسبك المحمول والملابس التي ترتديها).

ثم تصور رسم بياني على شاشة جهازك يظهر فيه مبيعاتك الشهرية و كان رقم مبيعات هذا الشهر هو ٥١٢٥٥ دولار .

- لا يستطيع عقلنا وجهازنا العصبي التفريق بين تجربة حقيقية وأخرى نتصورها بشكل واضح. دائماً ما تعمل وتتصرف الآليتنا الابداعية الذاتية وفقاً للبيئة المحيطة و الظروف أو المواقف.

فالمعلومات الوحيدة المتوفرة التي تخص البيئة و الظروف أو المواقف هي ما تعتقده صحيحاً بشأنها .

الخطوة الثالثة : ابني على " الشعور بالنجاح "

فكر في سلسلة النجاحات الصغيرة و البسيطة التي مررت بها مؤخراً مثل ترتيب سريرك أو طهو وجبة صحية أو إنهاء قائمة المهام و ابني على " شعور النجاح " كلما تذكرت نجاحاً يتلو الآخر. الآن تخيل نقل ذلك " الشعور بالنجاح " إلى الصورة التي صنعتها في الخطوة الثانية.

عندما تربط شعور النجاح بالانجازات التي تصورتها في الخطوة الثانية فأنت تقنع جهازك العصبي بأن يُطبع الانجازات الكبيرة : أنت ترفع من معايير ما يمكنك تحقيقه و تتخلص من الشك بالنفس.

لو أديت تمرين تحديث الصورة الذاتية ذو الثلاث خطوات لمدة ما بين خمسة إلى عشرة دقائق يومياً لإحدى وعشرين يوماً القادمة ، سوف تشعر وكأن النجاح أصبح أمر حتمي وتتعلم كيف تبتعد عن طريقك.

سوف تتعلم كيف تضع أهداف إبداعية كبيرة وتبدأ بالعمل وعندها سوف تثق باليتك الابداعية الذاتية لتتولى الأمر وتزودك بالأفكار التي تحتاجها لتحقيق أهدافك.