بقلم :محمد سعد عبد اللطيف،مصر،
الطرطور الأخير ظهر في نهاية عصر الإضمحلال، ونهاية عصر الأوبئة والمجاعات ونصبوا انفسهم شخصية المنقذ للبشرية في مجتمعات يسودها الجهل والخوف وينتشر فيها العبودية التطوعية ،
من إخترع شعار النضال حتى الرجل الأخير هو غبي ...؟ اي نضال نعم نضال في العوامات والسيارات الفارهة ..لقد صنعنا أبطال،من ورق ،
عاجزيين عن فهم صراعات السياسة ولا يقرؤا المستقبل،
فيهربوا الى شعارات مفتوحة بلا نهاية للتغطية على الفشل مع ان الشعار الذكوري نفسه يحمل خواص الفشل والفاشية.ليس هناك نضال الى الأبد حتى في أفلام كارتون، هناك سقف زمني لكل عمل سياسي،
وبرنامج عمل لأربع سنوات يتضمن رؤية سياسية واقتصادية وثقافية وضمان صحي واجتماعي وتعليم مجاني وسكن مرفه ورعاية الأمومة والطفولة وحقوق فردية والخ،
وعندما يفشل هذا البرنامج ولا يتحقق، على الحكومة أو الحزب أو النظام حل نفسه،
أو تغيير المسار بلا ضجيج ولا شعارات زائفه عن النضال لآخر رجل،
الأحزاب التي خدعت الناس بهذه الشعارات الغوغائية،
ومناهج التلقين الحزبي التي أنتجت ببغاوات مدجنة ومعاقة عقلياً ونفسياً ومصابة بعقم معرفي وصور نمطية جاهزة في كل شيء،
ليس عندها صورة عن الواقع ولا عن المستقبل ولا عن نفسها لان هذه ثقافة التلقين،
وكلفت الناس كوارث كثيرة بلا مبرر ولا مشروع ثورة أو ولادة قصة مختلفة وتاريخ جديد.أحزاب العالم اليوم تطرح برامجها للناس حول رؤيتها
للمستقبل عن الضمان الاجتماعي والطفولة والأمومة وحماية المسنين،
والتعليم والسكن الصحي والعدالة والأمن والتوزيع العادل للثروة وسلطة القانون ولا يوجد هذا الجعير والصخب ولا السرديات الكبرى
عن تفسير الكون والتاريخ وكل ظواهر الحياة تفسيرا سطحياً مبسطاً وملفقاً،
ولا عن النضال لآخر رجل. ثم ماذا يفعل هذا الطرطور الأخير بين ملايين المشعوذيين والعوز والمرض بين النساء العازبات والأرامل في مقبرة كبرى ... ؟
محمد سعد عبد اللطيف ،
كاتب وباحث مصري في علم الجغرافيا السياسية .."""