الكاتب والمحلل السياسي إيهاب شوقي لإضاءآت/ لا يوجد رادع للعدو الصهيوني سوى المقاومة والرد بالقوة وبالمثل على الإنتهاكات لأن العدو وراعيه لا يفهمان سوى هذه اللغة
أخبار وتقارير
الكاتب والمحلل السياسي إيهاب شوقي لإضاءآت/ لا يوجد رادع للعدو الصهيوني سوى المقاومة والرد بالقوة وبالمثل على الإنتهاكات لأن العدو وراعيه لا يفهمان سوى هذه اللغة
حسين المير
5 نيسان 2024 , 14:47 م


حوار مع الباحث والكاتب والمحلل السياسي

الأستاذ / إيهاب شوقي

من جمهورية مصر العربية

أجرى الحوار / حسين المير


بمشاركة الإعلامي / أمين ميرزا


رئيس التحرير الأستاذ / شاكر زلوم

موقع إضاءآت الإخباري .. بيروت

بعد طوفان الأقصى والعملية البطولية التي نفذتها الفصائل الفلسطينية والحرب العدوانية الصهيونية المستمرة منذ ستة اشهر على غزة والتي ارتكب فيها جيش العدو الصهيوني أفظع المجازر وعمليات القتل والإبادة الجماعية بحق الأطفال والشعب الفلسطيني

وعمليات التدمير الكبيرة بهدف تهجير أبناء غزة ..

ويوماً بعد يوم تزداد المواجهة الدائرة بين الكيان الصهيوني ومحور المقاومة الذي يدافع عن غزة وشعبها

وحيداً بعد أن تخلى عنها العالم بما فيه العربي والإسلامي وتركوها لمصيرها تواجه آلة القتل والحقد والدمار ..

ومع تصاعد الإعتداءات الصهيونية على سورية في دمشق وحلب وباقي المدن حتى صارت شبه يوميه وآخرها العدوان الصهيوني الذي استهدف مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق وقد أدى إلى استشهاد عدد من قادة الحرس الثوري الإيراني الذين يعملون مستشارين في سوريا ومن هذا الإعتداء فالعدو مستمر بالحرب والمواجهة إلى النهاية ومعه تدخل مرحلة جديدة ونقله نوعية في إعتداءاته المتواصلة والمتنقلة في ساحات المناطق .

حول كيفية الرد الإيراني وباقي أطراف محور المقاومة على جريمة اغتيال الشهداء في حلب ودمشق .

وهل ستتجه المعركة والحرب الدائرة إلى التوسع بعد فشل الإتفاق على هدنة في غزة .؟؟

ماذا عن خطوات ردع العدو وهل ستستمر إيران باستراتيجيتها في هذه المعركة ام انها ستتبدل وتتغير قواعد الإشتباك ..

وماذا عن الموقف الروسي بعد التطورات الجديدة ؟؟ وموقف الشارع العربي مما يحصل في غزة وسورية

كل هذه المحاور سوف نناقشها من خلال حوار

موقع إضاءآت في بيروت

مع الباحث والكاتب والمحلل السياسي من جمهورية مصر العربية الأستاذ / إيهاب شوقي ..

في بداية الحوار

كل الترحيب بحضرتك استاذ إيهاب في موقع إضاءآت في بيروت وأهلاً وسهلاً بك ضيفاً عزيزاً .

أستاذ إيهاب سؤالي الأول لحضرتك ..

البداية من غزة

ماهو هدف العدو الصهيوني من تدمير غزة وعمليات القتل بحق أطفالها وشعبها بمساعدة وضوء أخضر من أمريكا ودول التطبيع والتآمر العربي وماهيَّ مخططاتها !!!!!

أجاب الأستاذ إيهاب ..

◾هدف العدو الصهيوني الدائم هو تصفية القضية وافراغها من محتواها المقاوم وكونها قضية تحرر وطني وتحويلها لقضية انسانية تخضع لحلول تابعة لمنظمات دولية اغاثية وترتبات للتهجير واستقبال اللاجئين بدول اخرى وخلق امر واقع جديد يكرس الاحتلال وينهي الحقوق التاريخية بالتقادم والاحتفاظ بحدود آمنة في محيط الكيان خالية من المقاومة والتهديدات بحيث يستطيع ابتلاع الضفة والقدس وماتيسر من غزة لتأمين محيطه وعمقه الاستراتيجي.

وبالتالي فإن هذا التدمير الممنهج والمقصود وحرب القتل والإبادة تأتي في صميم هذا الهدف الاستراتيجي، حيث تهدف هذه السياسة للتهجير وزيادة كلفة اعادة الاعمار وخضوعها لشروط صعبة تمكن القائمين على اعادة الاعمارمن فرض شروطهم السياسية لحكم غزة، وبالتالي فرض الشروط الصهيونية والأمريكية بالتعاون والتواطؤ مع الانظمة العربية التي ستمول اعادة الاعمار وتسمح بدخول متطلبات القطاع واحتياجاته الرئيسية.

استاذ إيهاب ..

لا شك أن الكيان الصهيوني ومن يقف ورائه في إعتداءاته الهمجية المتواصلة على سوريا وآخرها على القنصلية الإيرانية في قلب العاصمة السورية دمشق ..

قد تجاوز اليوم كل الخطوط الحمراء .. وقواعد الإشتباك والأعراف والقوانين الدولية ..

أين الموقف الدولي والعالمي والعربي وخصوصاً جامعة الدول العربية من كل مايجري على الأرض السورية من إعتداء واستباحة وتدمير .. وهل سيستمر الصمت حيال مايجري .!!

أجاب الأستاذ إيهاب ..

◾من المفترض أن الرهانات على المجتمع الدولي والمؤسسات القانونية والمنظمات،سواء الدولية، أو الإقليمية مثل الجامعة العربية، سقطت بعد طوفان الأقصى وما يرتكبه العدو من جرائم تنتهك جميع الأعراف والقوانين في ظل عجز لهذه المؤسسات جميعها.

وبالتالي ما يحدث في سوريا وما يحدث من انتهاكات للقانون الدولي يأتي في هذا السياق العاجز عن ردع العدو، وبالتالي لا يوجد رادع للعدو الصهيوني سوى المقاومة والرد بالقوة وبالمثل على هذه الانتهاكات، لأن العدو وراعيه الأمريكي لا يفهمان سوى هذه اللغة.

وبالتالي فلا رهان على مواقف دولية وعربية لأنها لن تنتج سوى البيانات الجوفاء للإدانة والمناشدات، والرهان الوحيد هو على رد ايران وسوريا والمقاومة بالصمود وإيلام العدو وتعميق ازمته الوجودية.

أستاذ إيهاب سؤالي التالي ..

كيف سيكون الرد الايراني على جريمة إستهداف القنصلية الإيرانية بدمشق وإستشهاد القيادات الموجودة فيها .

وهل برأيكم : ستتجه المواجهة إلى التوسع وخصوصاً بعد فشل الإتفاق على أي هدنة .!!

أجاب الأستاذ إيهاب ..

◾من الصعب توقع الرد الإيراني تحديدا، لأن لإيران مدرستها الخاصة في الردود ومدياتها الزمنية المدروسة في كسب النقاط الاستراتيجية، ولا تخضع لمدرسة الانفعالات والردود السريعة، وخاصة وأن الاستهدافات كانت خارج الحدود الايرانية ولم تكن انتهاكا مباشرا للاراضي الايرانية وهو النوع الذي شهد ردودا فورية في السابق.

اما الاغتيالات والاستهدافات الخارجية فهي تخضع لنوعية خاصة من الرد، كل مانثق فيه منها أنها قادمة ولا سيما بعد ان توعد السيد الخامنئي شخصيا بالرد.

وبالتالي فإن المتيقن منه، هو ان الرد الايراني قادم، ولكن شكله وطبيعته ومكانه وزمانه، فهو قيد الدراسة ويصعب توقعه.

أما بخصوص المواجهات وتوسعها، فقد توسعت بالفعل ونحن نعيش مواجهة شاملة ولكنها محدودة، وتتسع يوما بعد يوم في ظل المعركة الصفرية التي يخوضها العدو والذي يريد منها تركيع المقاومة، وهو ما تأباه المقاومة والتي توعدت بالصمود مهما كانت الانزلاقات.

استاذ إيهاب سؤالي لحضرتك ..

منذ بداية الحرب والعدوان على غزة ومحور المقاومة, كانت الاستراتيجية الإيرانية في المواجهة تتماشى مع قواعد إشتباك مرسومة بين الطرفين ..

اما بعد التطورات الجديدة وتجاوز العدو الصهيوني للخطوط الحمراء ., هل ستتغير قواعد الإشتباك .. وماذا عن خطوات ردع العدو .؟؟

أجاب الأستاذ إيهاب ..

◾محور المقاومة منذ بداية المعارك بدت عليه الرغبة في التعقل وعدم السعي للانجرار الى مواجهات كبرى وشاملة، وانحصرت مطالبه في مطلب واحد، وهو وقف العدوان الصهيوني، ولكن هذا المطلب ليس سهلا على العدو الذي يعلم انه بمثابة النهاية للردع الصهيوني وذوبان لفجوة الردع التي تعد وجودية بالنسبة له على المستوى الاستراتيجي.

ومن هنا فإن المحور يسير بخطوات تصاعدية تتسق مع عدم الرغبة في توسيع الصراع، ولكنها تلتزم بالرفض التام للاستسلام لشروط العدو، وهي خطوات تهدف الى كسب موطئ قدم جديد في المسار الاستراتيجي التصاعدي وحرب النقاط.

واذا رفض العدو التسليم لهذا المسار واختار الخيار الصفري، فمن المؤكد ان الانزلاقات ستحدث لأن المقاومة ومحورها بالكامل لن تسمح بالهزيمة ولا العودة الى الوراء.ٍ

وبالنسبة لقواعد الاشتباك فقد تغيرت بالفعل ولم تعد هناك قواعد ولكن يمكن القول بوجود حدود للاشتباك تحفظ مستوى معين من المواجهات الشاملة، وهذا المستوى يتوسع يوما بعد يوم وخاصة مع اليأس الصهيوني من ثني المقاومة الفلسطينية عن خيار الصمود وثني محور المقاومة عن خيار الإسناد ووحدة الساحات.

استاذ إيهاب ..

بعد جريمة الإعتداء السافرة على القنصلية الإيرانية بدمشق ..

برأيكم : هل هذا يصب في محاولات الكيان الصهيوني الحثيثة لتوسيع دائرة الحرب في المنطقة .. وتوريط الولايات المتحدة الأمريكية والغرب لضرب إيران الداعم الأساسي للمقاومة .. وبعد فشله في تحقيق أهدافه في غزة رغم جرائم الإبادة الجماعية والتهجير والدمار والخراب .!!

أجاب الأستاذ إيهاب ..

◾الكيان الصهيوني يحارب في معركة وجودية، وهذه المعركة هي وجودية ايضا للهيمنة الأمريكية، وبالتالي فإن العدو وراعيه الأمريكي سيمضيان بها الى نهاية الشوط.

نعم قد يفضلان ان تنتهي بهزيمة غزة وتحييد وحدة الساحات دون مواجهة شاملة، ولكنهما لن يكترثان بالمواجهة الشاملة لأن الهزيمة في هذه المعركة تتساوى مع الدمار الشامل، أي أننا في حالة من حالات هدم المعبد او الخيار شمشون.

هنا لا ينبغي الفصل بين امريكا و(اسرائيل)، ولا ينبغي الخضوع لخديعة الخلاف بينهما، فكل ماتحاول امريكا تصويره، هو ان هناك تمايزا بينها وبين الكيان لتحتفظ بنفوذها على الانظمة العربية وتبرر لهم الارتهان والتواطؤ معها، وكذلك لضبط مستوى الصراع وعدم وصوله للانفجار الشامل كسبا للوقت واملا في استسلام المقاومة.

ولكن هذه السياسة فاشلة وخطيرة وتشي بعدم استيعاب امريكا ولا الكيان لطبيعة محور المقاومة، وربما وصلت للعدو اشارات خاطئة بضعف المحور بسبب تعقله، وهنا نرى ان المواجهة الشاملة الكبيرة اقرب من أي وقت مضى.

أستاذ إيهاب سؤالي التالي ..

منذ بداية الإعتداءات الصهيونية المستمرة والمتواصلة على امتداد الساحة السورية حيث شملت المطارات الدولية المدنية والقواعد والمراكز العسكرية والشقق السكنية والمعامل والبنى التحتية .

والكل يعلم بأن القوات الروسية الحليفة والصديقة متواجدة في سوريا بطلب سوري لمساعدة الجيش السوري والحكومة السورية في محاربة الإرهاب .

والشعب السوري بأغلبيته يتساءل عن الدور الروسي في سوريا وموقفه الذي يعتبرونه ضعيفاً حيال ما يرتكبه العدو الصهيوني من إعتداءات وجرائم تستهدف المدن السورية والقوات الحليفة للجيش السوري ..

ماهيَّ الأسباب الحقيقية التي تمنع روسيا من الوقوف إلى جانب سورية ومنع إسرائيل من الاستمرار في إعتداءاتها المتواصلة التي تؤثر على إستقرار سورية وامنها مكتفية بالتنديد فقط مع العلم انها قوة كبيرة ولها وزنها في المجتمع الدولي .!!

أجاب الأستاذ إيهاب ..

◾روسيا لها معادلاتها الخاصة دوليا وإقليميا، وهي تتقاطع مع معادلات محور المقاومة في ملفات صغيرة وليس ملفات كبرى كما يتصور البعض.

هذه الملفات الصغيرة تتعلق بالارهاب والحفاظ على وجود نظام في سوريا يتعاون مع روسيا ولايخضع للغرب ولا امريكا لحفظ المصالح الروسية.

ومن هنا فإن المحور والدولة السورية يرتضيان بهذا المستوى من التعاون باعتباره افضل من اللاشئ، وباعتباره ايضا مسارا قابلا للتطور ولمزيد من التعاون والتحالف.

اما روسيا فلها صراع دولي كبير لاتريد توسيع دائرته، حيث تعمل على ضبط الخط الاول من خطوط امنها القومي في اوكرانيا، ولها مصالح كبرى مع السعودية والامارات وهي دول معادية للمقاومة، ولها مصالح ايضا مع الكيان الصهيوني، وبالتالي تحاول الموازنة بين هذه المصالح ومصالحها مع محور المقاومة باعتباره عضوا فاعلا في نظام عالمي متعدد الاقطاب قيد التشكل.

وبالتالي لا ينبغي توقع محاربة روسيا للعدو الاسرائيلي ولا مواجهته، ولكن يجب الثقة في مساندة روسيا على مستويات اخرى تتعلق بمواجهة الارهاب والحفاظ على وحدة الاراضي السورية والدعم السياسي في المحافل الدولية.

استاذ إيهاب سؤالي الأخير ..

أين الشارع العربي الذي يجب أن يتحرك ويغلي نصرة لغزة وسورية والقضية الفلسطينية المحقة وأين ردود الأفعال عما يجري في المنطقة .!!

أجاب الأستاذ إيهاب ..

◾المفاجأة الاستراتيجية السيئة في هذه الحرب تمثلت في الدور الشعبي المفقود، وهو ما أتاح للعدو الصهيوني وامريكا والانظمة المتواطئة اريحية في العدوان والتنكيل بالشعب الفلسطيني، وهو ما خذل المقاومة والتي كانت تتوقع اسنادا ودعما شعبيا كبيرا.

وهناك مقدمات كبيرة كانت تؤشر لهذا الخذلان الشعبي بسبب الفتن التي تم تأجيجها وبسبب خلط الاوراق بين التنظيمات السياسية والمقاومة، وبسبب اخطاء حماس السياسية السابقة بميلها لتنظيم الاخوان على حساب ميلها للمقاومة، وبسبب الثقافة الاستهلاكية وتراخي النخب الثقافية المؤثرة وتدجينها وارتزاقها، وكذلك بسبب الدور الاعلامي المشبوه.

لكن ما قدمته حماس ومحور المقاومة ككل من صمود، وكذلك مستوى الانتهاكات والابادة الجماعية، كل ذلك كان كفيلا بعودة الوعي العربي وجعل الشعوب تستعيد حماستها وتفاعلها مع القضية المركزية وهو ما لم يحدث بكل اسف.

نعم على المستوى الوجداني هناك تعاطف، ولكن يغيب الفعل الايجابي وهو المطلوب حاليا، ولكن عودته ربما تتطلب تغييرات جذرية في المجتمعات العربية والاسلامية.

قد يكون صمود المقاومة وبطولاتها أولى الخطوات في استعادة الفعل الايجابي الشعبي ولكنه قد يتطلب وقتا، وخاصة وان سلبه حدث بشكل تراكمي واستغرق وقتا كبيرا.

في نهاية هذا الحوار والقراءة المفيدة والإضاءة على كل المحاور من فريق عمل موقع إضاءات الإخباري نتقدم بالشكر للأستاذ إيهاب شوقي 

والشكر موصول للاستاذ شاكر زلوم

رئيس تحرير موقع إضاءآت الإخباري

بيروت

المصدر: موقع إضاءات الإخباري