حراك الشباب الأردني هذا، يجب أن لا يضيع سدى / حلقة 2
مقالات
حراك الشباب الأردني هذا، يجب أن لا يضيع سدى / حلقة 2
جورج حدادين
8 نيسان 2024 , 22:50 م


جورج حدادين

حراك الشباب الأردني هذا، تحديدأ، يجب أن لا يضيع سدى، كونها اللحظة التاريخية في معادلة المنطقة والعالم، وبالأخص في تاريخ أمتنا،

من لا يلتقطها اليوم فمصيره غداً بائساً، ومستقبله مظلماً، وأحلامه هباءً، وفي هذه الحالة، الهجني لا تفيد والتسحيج يقود الى الهاوية، وتغليظ العصا على مجموعات الحراك، لن تعطي أي مفعول، بل بالعكس ستشحذ الهمم وتصلب التصميم وتعظم العطاء، لأنه عطاءً وجهداً من أجل حماية الوطن، وطن ليس لنا له بديل، ومنع تحول مجتمعنا الى عبيد لليمين الصهيوني الديني الغيبي، ولصالح الطغمة المالية العالمية، التي تعي أكثر من الأنظمة الرسمية العربية، وقيادات الأردن ذاتها: السياسية والإقتصادية والإجتماعية، الأهمية البالغة لهذه البقعة الجغرافية، ولهذا السبب تحديداً ستسخر كافة أدواتها، من أجل حجز تطور واستقلال هذا البلد، ومن ضمنهم كتاب الدعم السريع وقوى إجتماعية مرتبطه بها ووسائل إعلام رسمية وشعبية، و حملة تحريض رخيصه، منها المبطن ومنها المعلن.

الأمم والشعوب، القادة، المفكرين والأكادميين، والمهتم بالشأن العام، يتعضون من حوادث وأحداث التاريخ وتجارب الشعوب الأخرى، يتعضون دروساً وعبر من أجل الإستفادة منها وتجنب أخطائها، لرسم خطط تنمية مجتمعاتها على كافة الصعد: السياسية، الإقتصادية، الإجتماعية والثقافية.

من لم يستفد من دروس التاريخ وعبر الماضي، فرد أم مجتمع أم دولة أم نخب، أحمق أو خانع أوممنوع من الإستفادة أو مأجور.

يأتي هذا الحراك في ظل ظروف بالغة الدقة، حيث صراع محتدم على الصعيد العالمي، بين معسكرين وازنيين، معسكر الرأسمالية الغربية بقيادة الطغمة المالية العالمية، ومعسكر الرأسمالية الوطنية، ممثلة بالصين وروسيا، ومعهما معسكر البريكس، صراع من أجل إعادة تشكيل التوازنات على الصعيد العالمي، وتحديدأً، كسر معادلة القطب الواحد، وفي المقابل صراع اجتماعي عالمي حيث تموج شوارع العالم الغربي وشوارع العالم قاطبةً، بحراكات اجتماعية سياسية نقابية تهدف الى تغيير التشكيلة الإقتصادية – الاجتماعية السائدة، أي تتخطى معادلة الصراع بين المعسكرين، حيث حراك يهدف في المحصلة الى "إعادة توزيع السلطة والثروة "على الصعيد العالمي، تحقيق الثورة الاجتماعية العالمية، على صعيد مجتمعاتها،

وكان طوفان الأقصى الشرارة التي اشعلت الشوارع والأفكار والمواقف، حيث رفض حرب الإبادة التي يقودها الكيان والمعسكر الرأسمالي الغربي ضد الشعب الفلسطيني، في ظل سكوت مطبق، يصل الى حد التواطئ، من قبل النظام الرسمي العربي، وفي الوقت ذاته رفض الظلم والاستغلال الواقع على كاهل الطبقات الكادحة في مجتمعاتها ذاتها.

على صعيد المنطقة، يحتدم صراع بين معسكرين:

معسكر التحرر الوطني، مقابل معسكر الهيمنة والاحتلال، صراع تناقض تناحري، بمعنى أن طرف يجب أن ينفي الطرف الأخر، فإما التحرر وإما البقاء على تحت السيطرة، نهب ثرواتنا واستغلال مقدرات منطقتنا، فوحدة هذه الشعوب، يشكل الشرط الأساس والضمانه الحقيقية، لإنجاز مهمات مرحلة التحرر الوطني، والحفاظ عليها، فلا مبرر لإفتعال العداء ضد أي مكون منها، لا مذهبي ولا طائفي ولا اقليمي ولا جهوي، كونه في المحصلة يخدم الطرف المعادي، تلك مهمات المرحلة المتمثلة ب:

1. كسر التبعية للمعسكر الرأسمالي الغربي، والطغمة المالية العالمية والحركة الصهيونية

2. تحرير الإرادة السياسية الوطنية

3. تحرير الثروات الطبيعية المحتجزة، وفي المقدمة النفط والغاز والصخر الزيتي،

4. صياغة خطط تنموية متمحورة حول الذات الوطنية

5. بناء دولة الأمة

يتبع ...

المصدر: موقع إضاءات الإخباري