شهد سكان أمريكا الشمالية حدثًا نادرًا يوم الاثنين الماضي، وهو الكسوف الكلي للشمس. وعلى الرغم من تحذيرات الأطباء وخبراء وكالة ناسا من خطورة التحديق في الكسوف بدون اتخاذ الاحتياطات المناسبة، إلا أن العديد من الأشخاص لم يلتزموا بهذه التعليمات، مما أدى إلى حدوث مشكلات صحية خطيرة.
تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي تحت وسم "ترند ألم العيون" قصصًا مروعة عن تأثير التحديق في الكسوف على عيونهم. فقد كتب أحد المستخدمين من كندا: "عيناي تغلي الآن ورقبتي تؤلمني بشكل مثير للريبة". وشارك آخر قائلاً: "ظللت أنظر إلى الكسوف بعيني المجردة! أعاني الآن من صداع وعيني تغلي". وأكد آخر أنه استخدم النظارات الواقية، ومع ذلك لا يزال يعاني من آلام في العين.
توضح الخبراء أن شبكية العين، التي توجد في الجزء الخلفي من العين، لا تحتوي على أعصاب الألم، وبالتالي لا توجد إشارات تحذيرية مبكرة للضرر الناجم عن التحديق في الكسوف الشمسي. وتحذر وكالة ناسا من أن الشبكية يمكن أن تتضرر حتى قبل أن تشعر بأي ألم، وعندئذ قد يكون الأمر متأخرًا لإنقاذ عينيك.
تشير الأبحاث إلى أن "البقعة"، وهي منطقة صغيرة في شبكية العين تساهم في تمييز التفاصيل، تعد واحدة من الأماكن الأكثر ضعفًا في الشبكية. ويمكن أن تحترق البقعة بشكل مؤقت أو دائم عند التحديق في الكسوف الشمسي لثوانٍ فقط.
تحذر مجلة الجمعية الطبية الأمريكية من أنه بمجرد تدمير أنسجة شبكية العين، فإنها لا تتجدد، مما يؤدي في النهاية إلى فقدان الرؤية المركزية بشكل دائم.
على الرغم من أنه يستغرق حوالي 100 ثانية من التعرض للإشعاع الشمسي لتلحق أضرارًا بشبكية العين، إلا أن هذا الوقت يمكن أن يختصغر عند التحديق في الكسوف الشمسي، خاصةً عندما يكون الكسوف جزئيًا ويدفع الناس للنظر مباشرةً إلى الشمس.
لذا، ينبغي على الناس اتباع بعض الإرشادات الهامة لحماية عيونهم خلال حدوث الكسوف الشمسي. أولاً وقبل كل شيء، يجب استخدام نظارات واقية معتمة خاصة بالكسوف الشمسي، والتي تتوافق مع المعايير الدولية للسلامة. ينبغي التأكد من أن النظارات تحمي العين بنسبة 100٪ من الأشعة فوق البنفسجية والأشعة تحت الحمراء، وأنها قادرة على تصفية الضوء الساطع بشكل كافٍ. يجب أيضًا التأكد من أن النظارات لا تحتوي على أي تشققات أو ثقوب تسمح بتسرب الضوء.
بالإضافة إلى ذلك، يجب تجنب استخدام المناظير أو الكاميرات غير المناسبة للنظر إلى الشمس، حيث يمكن أن تؤدي إلى تكبير الضوء وزيادة الضرر على العين. على العكس من ذلك، يمكن استخدام المناظير الشمسية المصممة خصيصًا لمشاهدة الكسوف بأمان.
وفي النهاية، يجب على الأفراد عدم التحديق في الشمس مباشرةً أثناء حدوث الكسوف، حتى عند استخدام النظارات الواقية. يمكن النظر إلى الكسوف بشكل آمن عن طريق التحديق في الأرض أو المشاهدة عبر بث مباشر على الإنترنت.
في النهاية، يجب على الناس أن يدركوا أن التحديق في الكسوف الشمسي بدون احترازات مناسبة يمكن أن يؤدي إلى آثار مروعة على العيون. يتعين على الجميع أن يتبعوا الإرشادات الصحيحة لحماية أنفسهم والحفاظ على صحة عيونهم خلال هذه الأحداث النادرة.
