كتب الأستاذ حليم الشيخ: عيدية غزة، سم مغلف بالعسل
مقالات
كتب الأستاذ حليم الشيخ: عيدية غزة، سم مغلف بالعسل
حليم الشيح
10 نيسان 2024 , 22:05 م

كتب الأستاذ حليم الشيخ:

كما في قصة "ليلى والذئب"، يلبس الذئب الأميركي ثياب الجدة، ويجلس في الكوخ ينتظر ليلى ليفترسها...

لم يعد بايدن يجيد التمثيل...

أوصله كبر العمر إلى قمة القذارة التي عاشها طيلة حياته وهو يستجدي المجمعات العملاقة...

كما معظم الطبقة السياسية في أميركا، لا يصل إلى مواقع القرار إلا من يقف وراءه أصحاب القوة المالية...

إنها بالفعل ديمقراطية رأس المال...

الرئيس، وكل الطبقة السياسية في أميركا تأتي استجابة لرغبة المجمعات الاحتكارية الكبرى التي تجمع النفط إلى الصناعات العسكرية إلى المخدرات إلى غيرها، وكل هذا تحت هيمنة رأس المال...

في السابع من أكتوبر ثبتت نظرية "أوهن من بيت العنكبوت"...

انهار النظام الصهيوني كما بيوت الورق...

أسرعت اميركا، وأسرع خلفها كل عبيد المال لحماية بيت العنكبوت من صرخة الحريةالفلسطينية...

"من حق اسرائيل الدفاع عن نفسها"، كان عنوان كل اولاد القحبة على كل الشاشات...

لم يكن النظام الرسمي العربي بعيداً عن اولاد الزانية...

كذلك كان النظام الرسمي الإسلامي...

أولاد كلب على أولاد كلب؛ لم يستطيعوا عقد قمة؛ وعندما فعلوا، كانوا أكثر خسة من اولاد القحبة...

لقد انتهى شهر الصوم عن تلك المفردات التي تليق بكل رؤوس هذا النظام العالمي الذي آن وقت دفنه...

سوف يشهد التاريخ أن أطفال غزة هم أول من بين أول من كتب ورقة النعوة لهذا النظام العالمي...

بعد عدة اسكتشات أميركية فاشلة جاءت بنكهات عربية مختلفة، خرج علينا أنطوني بلينكن بمقترحات تضع فصائل المقاومة الفلسطينية بين حدين:

الإبادة أو القبول باستمرار العبودية داخل الحصار...

تقول التسريبات الأميركية أن الاقتراح الأميركي عاد إلى خطة المراحل الثلاث دون أي تغيير في الجوهر...

في المرحلة الأولى، ٤٠ أسيراً من الصهاينة من كل الأصناف والرتب، مقابل ٩٠٠ اسير ومختطف فلسطيني يحددهم العدو نفسه، دون أن يغيب عن البال أن اسرائيل اعتقلت، واختطفت الآلاف منذ السابع من أكتوبر...

أنها سياسة اسرائيل، " من دهنو، قلّيلو"...

حتى لو كان بين هؤلاء مئة محكوم بالمؤبد، فإن قيادات تاريخية من الشعب الفلسطيني لن تكون بين هؤلاء...

لا يوجد أي ذكر عن انسحاب كامل من قطاع غزة في المرحلتين التاليتين مع رفض مطلق لعودة المسلحين...

من سوف يحدد هؤلاء المسلحين...؟

تضع اسرائيل كل الذكور من ١٧ إلى ٦٠ سنة في فئة العسكر...

هذا يعني ببساطة أن ٦٥-٧٥٪ من المنتشرين في رفح سوف يعودون إلى وسط وشمال القطاع تحت إشراف مراكز نيتسريم العسكرية في وسط القطاع...

ثم يجري الإفراج عن بقية أسرى الإحتلال من عند الفصائل دون أي ذكر لبقية أسرى ومختطفي الشعب الفلسطيني...

ليس هذا فحسب، لأن إسرائيل سوف تقوم عندها باقتحام رفح بحجة أن كل من بقي هناك هم عسكر...

بكلام آخر، سوف تجري إبادة كل الذكور في رفح، قبل العودة إلى الشمال لإكمال فعل الإبادة تحت اي حجة...

إسرائيل ليست عاجزة عن إيجاد الحجج، والعالم مستعد لنشر الرواية الصهيونية مع كل الأكاذيب التي احتوتها منذ ٧٥ سنة...

نظرة عامة إلى الوضع في المنطقة تظهر بوضوح شديد أن كل الأطراف في مأزق...

بايدن والطبقة الحاكمة في أميركا تعيش مأزق فقدان السلطة وربما خلخلة النظام في أميركا...

اسرائيل في مأزق لأنها لا تستطيع الانتصار...

كل ما تستطيع فعله هو ارتكاب مزيد من جرائم الحرب؛ مع فارق بسيط:

مع كل طفل فلسطيني ترتقي روحه إلى السماء، تسقط إسرائيل أكثر وأكثر...

صناعة الهولوكوست سقطت، ونما الاتجاه المعادي للصهيونية حتى عند اليهود إلى مستوى البطاقة الحمراء...

النظام الرسمي العربي أو الإسلامي كما حنّا، كما حنين؛

كلهم في مأزق العجز عن امتلاك السيادة والحرية...

محور المقاومة نفسه في مأزق من يرى الأمور بوضوح لكنه يقف متريثا لا يجرؤ على المبادرة إلى الدخول في حرب تحرير شعبية طويلة الأمد سوف تستغرق سنينا طوال...

يستشهد السيد نصرالله بالامام علي وخطبة الجهاد؛ يستشرس اليمنيون في قتال غير متكافئ؛ تعود المقاومة العراقية إلى إطلاق الصواريخ على الكيان...

لكن الضرب لا زال فوق الزنار...

فصائل المقاومة الفلسطينية نفسها في مأزق الخيار بين الخضوع للإبادة أو الاستمرار في حرب غير متكافئة...

الكل في مأزق...

لكن، وحده الفلسطيني هو من لا يملك ترف الخيار...

إما الموت في الإبادة أو القتال حتى الموت أو النصر...

في الظاهر، قد يوجد لدى محور المقاومة بديل عن المواجهة...

لكن الحقيقة هي أن هذا المحور نفسه سوف يفقد مبرر وجوده إذا انتهى حلم الحرية عند الفلسطينيين...

ماذا لو رفض الفلسطيني كل ذلك الكذب الأميركي/ العربي، وأصر على كل مطالبه من تبييض السجون إلى فك الحصار عن غزة وتأمين الحماية لسكان فلسطين الأصليين في فلسطين التاريخية...

الثمن سوف يكون مزيداً من قتل الأطفال والنساء والشيوخ، لكن على الأقل هناك بصيص أمل بالحرية...

كذلك الأمر مع كل طرف من أطراف محور المقاومة...

رغم كل الأخطار من قبل عملاء الداخل، لن يستطيع حزب الله تأكيد شرعية سلاحه إلا عبر القتال من أجل كل حبة تراب وكل نقطة ماء في الجنوب والبقاع... وفلسطين..

لن يتحرر العراق ويستعيد حريته واستقلاله إلا عبر طرد المحتل الأميركي، وهذا مرهون بقتال اسرائيل أيضاً...

لن يستعيد النظام السوري توازنه إلا إذا قرر استعمال سلاح الصواريخ لديه ضد التكفيريين ومن يقف خلفهم في الشمال، وضد إسرائيل والعملاء في الشرق والجنوب الشرقي...

وحدهم الحوثيون ربما من مشوا على درب الجلجلة ذلك...

لكنهم ينتظرون إيران...

إيران الحائرة بين منطق الدولة ومنطق الثورة في زمن الثورات الشعبية...

لا حل لديها إلا بالثورة...

الفلسطيني الغارق وحده من لا يجب أن يخاف من البلل...

وحده الفلسطيني من يحمل قوة القرار...

إذا قبل، خسر نفسه، وتذهب كل دماء الشهداء سدى...

إذا قبل يخسر ويتسبب بخسارة كل المحور لمبرر الوجود...

خرجت طفلة فلسطينية على الشاشة تشكو ذوي القربى...

لكنها قالت كلمة حق...

إذا العالم كله طبع ومشى مع إسرائيل، وحدهم اطفال فلسطين الذين يفضلون الموت على حياة العبيد، لن يطبعوا، ولن يقبلوا...

لقد اكتشف اطفال فلسطين أن الإمبريالية نمر من ورق..


المصدر: موقع إضاءات الإخباري