حراك الشباب الأردني هذا يجب أن لا يضيع سدى/ حلقة 4
مقالات
حراك الشباب الأردني هذا يجب أن لا يضيع سدى/ حلقة 4
جورج حدادين
11 نيسان 2024 , 03:46 ص


كتب جورج حدادين,,

الحراك بطبيعته، تعبير عن رفض ومقاومة خطر خارجي داهم و / أو حالة مرضية قائمة في الجسد ، إنسان أو مجتمع، فاستمرار الحالة المرضية يقود حتماً لهلاك وفناء الجسد المصاب، فرداً أو مجموعة أو مجتمع ودولة ، وبسبب هذا المرض يستنفر جهاز المناعة لحماية الجسد، تماماً كما تستنفر العناصر الوطنية المخلصة الصادقة الحية للدفاع عن المجتمع والدولة،

ففي حال عجز المؤسسات الرسمية عن القيام بدورها المكلفة به، حماية الدولة والمجتمع، من الخطر الخارجي والداخلي، يصبح المجتمع بذاته مجبراً على القيام بهذا الدور، فتتحرك الطليعة المستعدة للتضحية، خيرة أبنائه، أصحاب الضمير الوطني والكرامة والنخوة والشرف، لتشكل درعاً واقياً وجدار حماية،

تلقي المهمة على عاتق الحراك الشبابي، فيقوم تحديداً بهذا الدور، حماية المجتمع والدولة.

تتشكل المؤسسات الرسمية والشعبية بالفعل وفي الواقع، من أجل بناء دولة ووطن ترعى مصالح المواطنين ، ومن أجل بناء وتطوير تشكيلة اقتصادية – اجتماعية وطنية منتجة، تحقق رفاه وسعادة الشعب، وتعمل على إزالة العوائق والحواجز من أمام طريق التطور، وتفتح أفاق رحبة أمامها، وتعمل على حمايتها من العدو الخارجي والداخلي.

من هو العدو الخارجي ومن هو العدو الداخلي ؟

يبدو أن هناك أجماع شعبي على أن العدو الخارجي يتمثل ب:

• الكيان االصهيوني الطامع في أحتلال الأردن ضمن عقيدة توراتية " إسرائيل الكبرى " ويهودية الدولة ، التطهير العرقي، بمعنى أخر احتلال الأردن وتطهيره من شعبه.

• المركز الرأسمالي العالمي، الذي يعتبر الأردن عقدة جيوسياسية المنطقة، تمكن الشركات متعدية الجنسيات العملاقة من الهيمنة وضمان استمرار الهيمنة لإستحلاب خيرات ومقدرات وثروات الأمة العربية الهائلة، ولا ضير من ضمها الى " إسرائيل الكبرى" أي رفع الحماية عن النظام الرسمي الأردني.

أما العدو الداخلي فهم:

• قوى التبعية المحلية، في الحكم وفي السوق وضمن صفوف النخب ، التي تضع مصالح المركز فوق مصالح الوطن، وتضع إمكاناتها وقدراتها وخبراتها تحت تصرف المركز، من أجل حفنة من الدولارات القذرة، خاصة النخب والأبواق الإعلامية ، كتاب التدخل االسريع المستعبدة، اللذين يرفعون شعارات وطنية كاذبة، تغطية لوظيفة وضيعة حقيرة وذليلة ، مدفوعة الأجر مسبقاً، هؤلاء هم من يتطاول على الحراك والحراكيين، ويثيرون النعرات البدائية داخل المجتمع: الأقليمية والطائفية والعشائرية والأثنية.

• قوى الاستسلام والإحباط، رافعي الرايات البيضاء عند الوقيعة، أمام العدو الحقيقي، والأسود مقابل الوطنيين الغيورين على بلدهم ومصالح شعبهم.

• كافة القوى التي تساهم في إبقاء الأردن دولة مستهلكة ريعية تابعة، من خلال حجز إستثمار ثرواتها الطبيعية الهائلة، ومقدراتها الوطنية، وتساهم بتخطيط مسبق، وقرار خارجي، في طرد الكفاءات والخبرات العلمية الوطنية إلى خارج الوطن، لمنعها من أخذ دورها لتطوير خطط تنموية وطنية، تعمل على بناء دولة وطنية منتجة، معتمدة على الذات الوطنية.

يا أبناء الأردن التاريخي الحضاري، مهد التحولات العظمى في التاريخ البشري، هذا الوطن يستحق الدفاع عنه، يستحق التضحية من أجله،

أرفعوا رؤوسكم لأن عندكم مثل هؤلاء الحراكين الأبطال، اللذين أصبحوا مثالاً يحتذي عند الشعوب العربية، يهتفون بأسمهم، وأبطال بنظر أهلنا في غزة.

" لا تغمسوا خبزكم بدم أبنائكم "

يتبع...

المصدر: موقع إضاءات الإخباري