تعتبر مركبات الفاعلات بالسطح الفلورية (PFAS) من المواد الكيميائية السامة التي تشكل تهديداً خطيراً للبيئة والصحة العامة.
وفقًا لدراسة حديثة أجريت في قسم العلوم البيئية بجامعة ستوكهولم، فإن أمواج المحيط تلعب دوراً هاماً في نقل مركبات الفاعلات بالسطح الفلورية من المحيطات إلى الأرض، مما يؤدي إلى ارتباطها بأمراض خطيرة.
خطورة مركبات الفاعلات بالسطح الفلورية
اعتاد العلماء على الاعتقاد أن مركبات الفاعلات بالسطح الفلورية تنتقل من الأرض إلى المحيطات وتترسب في أعماقها لفترات طويلة تصل إلى عقود. ومع ذلك، توصلت الدراسة إلى اكتشاف مفاجئ، حيث تبين أن بعض هذه المركبات السامة يتم إعادة انبعاثها إلى الهواء من خلال أمواج المحيط المتلاطمة. تُنقل هذه المركبات المسامية لمسافات طويلة في الهواء، ثم تترسب مرة أخرى على الأرض، مما يزيد من خطورتها على البيئة والصحة العامة.
دراسة مركبات الفاعلات بالسطح الفلورية في مياه المحيط
قام الباحثون بإجراء تجارب ميدانية عبر المحيط الأطلسي لفحص تركيزات مركبات الفاعلات بالسطح الفلورية في الجزيئات الهوائية. وقد تبين أن تركيزات هذه المركبات تتجاوز تركيزاتها في مياه البحر بأكثر من 100 ألف مرة. وتم استخدام النمذجة العالمية لتقدير إعادة الانبعاث والنقل الجوي وترسب مركبات الفاعلات بالسطح الفلورية إلى الأرض.
خطورة مركبات الفاعلات بالسطح الفلورية
وفي ضوء النتائج المذهلة للدراسة، أعرب الباحثون عن قلقهم الكبير إزاء التأثير الصحي والبيئي لهذه المركبات السامة. فمركبات الفاعلات بالسطح الفلورية (PFAS) تتميز بثباتها الكيميائي العالي، مما يجعلها تستمر في التراكم والبقاء في البيئة لفترات طويلة. وقد تم ربطها بمجموعة متنوعة من الأمراض الخطيرة، مثل السرطان ومشكلات الخصوبة وضعف وظيفة الجهاز المناعي.
إجراءات للحد من انبعاث مركبات الفاعلات بالسطح الفلورية
يعتبر تأثير أمواج المحيط في نقل مركبات الفاعلات بالسطح الفلورية إلى الأرض اكتشافًا هامًا يستحق التركيز والاهتمام. يجب أن تشجع هذه الدراسة المزيد من البحوث والتحقيقات لفهم آليات نقل هذه المركبات وتأثيراتها على البيئة والصحة العامة.
و يتعين على الجهات المعنية اتخاذ إجراءات للحد من انبعاث مركبات الفاعلات بالسطح الفلورية والعمل على تطوير تكنولوجيات بيئية ومستدامة لمعالجة هذه المركبات في المحيطات. يجب أيضًا تعزيز الوعي العام بخطورة هذه المركبات وتشجيع الاستخدام المسؤول للمواد الكيميائية وتطوير بدائل صديقة للبيئة.
في الختام، يجب أن ندرك أن تأثير أمواج المحيط في نقل مركبات الفاعلات بالسطح الفلورية إلى الأرض يمثل تحديًا بيئيًا وصحيًا يتطلب اهتمامًا فوريًا. تواصل البحوث والتوعية العامة والتدابير الوقائية ستساهم في حماية البيئة وصحة الإنسان من هذا الخطر المحتمل.