كتب الأستاذ حليم الشيخ: درس إيراني في معاني الشرف والعزة والكرامة
مقالات
كتب الأستاذ حليم الشيخ: درس إيراني في معاني الشرف والعزة والكرامة
حليم الشيخ
14 نيسان 2024 , 23:07 م

كتب الأستاذ حليم الشيخ: 

إيران تخترق زنار نار عربي /غربي قام ليل أمس بالدفاع عن الكيان...

النظام الرسمي العربي لم يقم بأي عمل مسرحي يشبه ما قام به نفس هذا النظام سنة ٤٨...

بدل الملك فاروق والملك عبدالله الأول وبضعة أزلام لبريطانيا على رأس هذه الأمة، كَثُرَ عدد كلاب أميركا من العربان...

هذه المرة أيضاً، امتدت سلطة اولاد الكلب هؤلاء من الخليج إلى المحيط...

رؤوس سلطات خائنة عميلة، وشعوب ضعيفة لا تمتلك من الإيمان والإرادة ما يكفي لكي تستحق حق الحياة...

بعد تحرير بيت المقدس على يد كردي من ديار بكر هو صلاح الدين الأيوبي قبل ألف عام، ها هي مدينة القدس ترى طلائع التحرير والنصر تأتي من إيران بينما تركي الشيخ مشغول بتنظيم مهرجانات الفن الهابط والخمر "الحلال" وآخر إبداعات رؤوس التحشيش والمخدرات في الغرب...

المضحك المبكي هو أن أعرابا يخرجون على الشاشات يسخرون من إيران بفعل الفجل الذي تناولوه...

يقول هؤلاء إن الضربة الإيرانية لم تحقق شيئا يذكر...

هذا من تأثير حشيش تركي الشيخ وفلسفة إبن زايد ولكن (خص نص)، تتركز هذه الفلسفة في مفهوم السيادة عند عبد الفتاح السيسي وعبدالله الثاني...

لو أن هذه الخيبة اقتصرت على أشباه الرجال فقط، ولكن...!!

هناك التكفيريون...

هناك "الحزب الإسلامي" وريث إبن تيمية الذي يبكي في قبره هذه الأيام على نظرياته البائسة...

صرخت السبية واسلاماه، فرد الإيراني... لبيك يا أختاه...

بينما شعوب العرب نائمة، وملوكهم على البطون يزحفون...

٧٠٠ مليار دولار كلفة حرب صدام حسين ضد الجمهورية الإسلامية الفتية المعادية للصهيونية...

٤٠٠ مليار دولار كلفة تدمير اليمن على يد تحالف شيطاني ضم إلى أشباه الرجال، تحالف غربي يصارع للبقاء على رأس نظام عالمي بدأت خيوطه الأخيرة بالأفول...

أكثر من ٢٠٠ مليار دولار كلفة تدمير سوريا من أجل الانتهاء من اخر قلاع العروبة في بلادنا...

١٪ فقط من الصواريخ والطائرات الإيرانية استطاعت اختراق زنار النار والعار حول الكيان بحسب رؤوس البروباغاندا الصهيونية في الكيان وفي بلاد العرب وبلاد الغرب... يعني ثلاثة صواريخ فقط نجحت...

الشاشات أظهرت غير ذلك بكثير... لكن ليس هذا هو الأهم...

أن تستطيع إيران اختراق هذا الجدار ولو بواحد في المئة هو بحد ذاته نصر استراتيجي ضد تحالف الناتو الغربي/العربي...

الذين تقام مجالس العزاء في ديارهم هذه الأيام منتشرون في مجموعة السبع الاقتصادية وفي معظم قصور ملوك ورؤساء العرب...

كان سامي الجميل يفتخر بأن أميركا أسقطت "كل!؟" المسيرات الإيرانية قبل أن تصل حتى إلى فلسطين المحتلة...

العميل عميل...

الولد ولد، ولو حكم بلد...

ان يجن ماكرون، ويولول سوناك، ويهرب نتنياهو إلى الملجأ ويكاد شارل جبور ينتحر وتكاد مي شدياق أن تنتف ما تبقى من شعر على رأسها الفارغ؛ ثم يقال إن الهجوم الإيراني فشل... شيء يدعو إلى السخرية...

حبس كل الغرب، وكل كلاب العرب أنفاسهم طيلة حوالي سبعة ساعات بينما سيطرت إيران على الأجواء من الخليج وحتى البحر الأبيض المتوسط...

يكفي أن إيران وقفت في وجه طغاة العالم وأظهرت أن باستطاعتها الوصول واختراق كل الدفاعات...

استعملت إيران أقل بكثير من صفر فاصل واحد بالمئة من ترسانتها، فهرعت السفن الأميركية والبريطانية والفرنسية وقواعد الغرب في السعودية والبحرين والإمارات وقطر والأردن وداخل فلسطين المحتلة... ثم يفشل الجميع في تشكيل سد حديدي في وجه إيران...

ماذا لو كان محور المقاومة قرر الذهاب الى يوم القيامة...

حزب الله استعمل أقل من مئة صاروخ من جيل الحرب العالمية الثانية من اصل مئتي ألف صاروخ...

أطلق أنصار الله كما عادتهم، بضعة مسيرات وبضعة صواريخ، هي المعدل اليومي للإطلاق...

لم يخرج العراقيون عن نفس المعادلة...

ماذا لو كان القرار إطلاق ١٠٪ فقط من مخزون هذا المحور من المسيرات والصواريخ، ووضع العالم على واقع لا رجعة عنه( Fait accomplit)...

من المؤكد أن الإيرانيين أجبروا على هذا الرد باسم (الواقعية!!)...

كذلك بقية المحور...

لكي لا يتم التعتيم على ما يحدث في الضفة وفي غزة، وكي تبقى فلسطين هي القضية، وهي المبتدأ والخبر، يقول البعض...

من المؤكد أن لدى محور المقاومة ما يكفي من المنطق لعدم شن هجوم كامل قد يؤدي إلى توحد كل الكلاب في الطرف المقابل...

لكن ما حدث درس مهم يجب الاستفادة منه...

الدرس الأهم...

إن الغرب سوف يدافع عن هذا الكيان؛ لذلك يجب العمل على إيجاد قوة أمر واقع تفرض عليه أما التنحي جانبا أو تلقي ما يكفي من الضربات ليرتدع...

الدرس الثاني هو أن بعض الاعراب أشد كفرا...

ليس من مهام محور المقاومة القضاء على النظام الرسمي العربي...

هذه مهمة الشعوب التي على ما يبدو غارقة في نوم أهل الكهف وكل ما تستطيع فعله هو التجمع وبعض الصراخ على استحياء أمام سفارات الكيان أو القواعد الأطلسية...

هل يخاف محور المقاومة من التصعيد؟

من المؤكد أن محور المقاومة يستطيع أكثر بكثير مما فعل...

على كل حال...

ما حدث هو أكثر بقليل من مجرد مناورة، ولكن أقل بكثير من هجوم فعلي يستطيع المحور بموجبه القضاء على الكيان المُصطنع...

كل ما نستطيع فعله، هو الإنتظار بعض الوقت قبل أن نرى ماذا سوف يحصل في الضفة بعد أن أصبح أهل هذه الضفة أيتاما بدون حماية من غزة التي تعاني هي نفسها هذه الأيام...

لقد هرع الغرب، وهرع العرب لحماية إسرائيل من إيران...

لم يتحرك أي من هؤلاء لمنع جرائم الحرب ضد الشعب الفلسطيني طيلة ٧٥ سنة...

أثبت المحور أنه يستطيع القضاء على الكيان عندما يريد...

هل كانت الضربة هز عصا لكي تتوقف الإبادة في فلسطين؟

ماذا اذا استمرت المجازر!؟

الشعوب العربية التي كانت فرحة ترقص في الشوارع، عجزت عن اقتحام القواعد الأميركية أو الثكنات التي تحمي الكيان، أو حتى تلك التي تقوم بالتصدي للهجوم الإيراني...

لذلك، لا يزال أمامنا الكثير قبل الجولة القادمة...

كل كرامة وعزة وشرف، وانتم بخير...


المصدر: موقع إضاءات الإخباري