" ستردّ اسرائيل على الهجوم الايراني بسرعة، قد يكون الإثنين الخامس عشر من ابريل الحالي"- بحسب ما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية نقلا عن مسؤولين اميركيين وغربيّين.. فيما تحدّثت وسائل اعلام عبريّة عن "ردّ اسرائيلي متوقّع على ايران خلال ال 48 ساعة القادمة"!
فكيف ستردّ "اسرائيل" وأين؟ هل ستردّ في الدّاخل الايراني؟ بخطوة متهوّرة تجرّ المنطقة بأسرها الى تصعيد خطير، وهل تستطيع القيام بهكذا خطوة منفردة من دون مساندة الولايات المتحدة؟ والتي ابلغ رئيسها جو بايدن نتنياهو "انها لن تشارك في اي هجوم "اسرائيلي" ردا على الهجوم الايراني- وفق ما اكدت تقارير الصحيفة المذكورة وشبكة "سي ان ان"، قبل ان يُعلن جون كيربي- كبير المتحدّثين باسم الأمن القومي في البيت الأبيض، امس الأحد، "انّ الولايات المتحدة ستواصل دعم اسرائيل في الدّفاع عن نفسها لكنها لا تريد الحرب مع ايران".. ماذا لو جنحت "اسرائيل" نحو ضرب قواعد او شخصيات ايرانية كأحد الخيارات التي حدّدها موقع "واللا" العبري؟ ام "تبتلع الإهانة العلنيّة الثقيلة وغير المسبوقة"- وفق توصيف الموقع لليلة السبت التاريخيّة؟
الموقع الذي لفت الى امكانيّة ذهاب المسؤولين "الاسرائيليين" نحو تنفيذ عمليّة محدودة يتخلّلها ضرب هدف رمزي، نشر مقالا للصحافي بن كاسيبت شدّد فيه على " انّ اسرائيل تعرّضت لإهانة علنيّة والرّدع "الاسرائيلي" الذي تحطّم في غزّة ولبنان، تحطّم في طهران ايضا، معتبرا "انّ عهد المعركة بين الحروب قد ولّى"..و فيما حذّر العميد في الإحتياط تسفيكا حايموفيتش من الاستخفاف بإيران، واصفا إيّاها ب"العدوّ الدّاهية"، اكّدت مراسلة الشؤون العسكرية في صحيفة "اسرائيل هيوم" ليلاخ شوفال، وجوب اخذ التهديدات الايرانية بجدّية ، "وعلى اسرائيل من الان وصاعدا التفكير مرّتين فيما ستفعل ضدّ ايران، التي اوضحت للعالم من خلال ردّها المدروس بإتقان عدم نيّتها جرّ المنطقة الى حرب ضروس، عبر ابلاغها مسبقا قبل ساعات بالرّد المرتقب، وحصره باستهداف كلّ من المركز الإستخباري الذي وفّر المعلومات المطلوبة لقصف القنصلية الايرانية بدمشق، وقاعدة نوفاتيم التي اقلعت منها طائرات "اف 35 "لتنفيذ الضربة، بعيدا عن استهداف ايّ من المواقع المدنية او البنى التحتية الحيويّة-كما اعلن وزير الخارجية الايراني..
بدا وأنّ طهران ارادت من خلال ردّها ارسال رسالة سياسية "الى من يهمه الأمر" بقالب عسكري، حتى تقصُّدها ارسال عدد صغير من مخزونها الهائل من الطائرات المسيّرة- وهو ما استوقف محلّلي صحيفة "وول ستريت جورنال"، وإرسال صاروخ خيبر –الذي يصل بأقصى مدى الى 1400 كلم بدلا من صاروخ "سجّيل" المدمّر- الذييصل الى 2500 كلم..لكنها في نفس الوقت مرّرت تهديدات ناريّة صوب"اسرائيل" التي حذّرها المجلس الاعلى للأمن القومي "من انّ ايّ اجراء قادم سيُقابَل بعشرة اضعاف من القوّة"، كما صوب "اي دولة في المنطقة تفتح اجواءها للطيران "الاسرائيلي" لاستهداف ايران...
ولم توفّر بعث تحذيراتها لأذربيجان من مغبّة انطلاق هجوم "اسرائيلي" عبر اراضيها لضرب ايران- وفق ما كشفت معلومات صحافية ايرانية، والتي اكّدت -استنادا الى مصدر عسكري رفيع المستوى، وقوع عدد من القتلى في صفوف ضباط "اسرائيليين" بقاعدة نافاتيم الجويّة عند استهدافها تمنع الرقابة العسكرية "الاسرائيلية" نشر اي معلومات عنها.
آثرت طهران ضبط ردّها على "اسرائيل" الى الحدّ الأقصى منعا لانزلاق المنطقةالى اتون حرب شاملة يريدها بنيامين نتنياهو بقوّة، الا انها "عرّت" اسرائيل وأظهرتها مرّة اخرى بموقع الضعيفة التي باتت تحتاج لمن يدافع عنها-تماما كما ظهرت يوم السابع من اكتوبر. هذه المرّة استنفرت اميركا وبريطانيا وفرنسا ودفاعاتها الجوّية المتطورة للدفاع عنها وصدّ الصواريخ والمسيرات الايرانية قبل وصولها الى الكيان.
ورغم ذلك، بدت الرواية "الاسرائيلية" التي زعمت "انه تمّ القضاء على 99بالمئة من المقذوفات خارج "اسرائيل" غير موفقة، لأنّ الجميع حول العالم شاهدعشرات الطائرات المسيّرة في سماء فلسطين المحتلة، اضافة الى ما كشفته لاحقاشبكة "اي بي سي" نيوز عن مسؤول اميركي كبير، اكّد "انّ 9 صواريخ ايرانيةعلى الأقل اخترقت الدفاعات الجويّة "الاسرائيلية" وأصابت قاعدتَين جوّيتَين"،وتعرُّض قاعدة نيفاتيم الجوية لخمس صواريخ الحقت اضرارا بطائرة نقل منطراز سي-30 ومدرّج ومنشآت تخزين، واربع صواريخ اصابت قاعدة جوّية ثانيةفي النّقب - ودائما بحسب ما اكد المسؤول الاميركي، هذا من دون اغفال انّ تكلفة صدّ الهجوم الايراني في بضع ساعات وصلت الى مليار دولار باعتراف وسائل اعلام عبريّة، في المقابل لم تتكلّف ايران سوى 10 بالمئة من هذا المبلغ..
"تعمّدت ايران ارسال مسيّرات منخفضة التكلفة وكلّفت اسرائيل الكثير"- وفق تعبير البروفسور في جامعة طهران والمستشار بالفريق الايراني المفاوض محمد مرندي، والذي اكّد في حديث متلفز مساء امس الأحد" انّ ايران ستردّ بقوّة على ايّ ضربة "اسرائيلية" تتعرّض لها منشآتها او ضبّاطها في اي مكان، وضمنا لبنان او سورية".. وبدا انّ كلامه يحمل جدّية عالية، سيّما انها أُلحقت بمعلومات تحدّثت عن "ابلاغ" روسي لدبلوماسيّي سفارات اقليمية في بيروت وعمّان،"ضرورة الأخذ بجدّية التحذيرات الايرانيّة"..
ولم يُغفل الرّوس في بلاغهم ضرورة التوقف عند " الرسالة " التي بعثت بها طهران "الى من يعنيهم الأمر" قُبيل هجومها على "اسرائيل" ليل السبت- الأحد، عبر الاستيلاء على السفينة "الاسرائيلية" غامزة من قناة التلويح بإغلاق مضيق هرمز اذا اقتضت الضرورة.. وهي الخطوة الاخطر على الاطلاق.
اما وانّ الولايات المتحدة تلقفت الرسائل الايرانية جيدا، بدأت تقارير كبريات الصحف الاميركية تتحدث عن امكانية التوصّل الى تسوية شاملة في المنطقة بضغط اميركي يبدأ من غزّة".. لتُطلق بالتزامن تسريبات مُررت امس عن"احتمال شنّ اسرائيل ضربات سريعة ومكثّفة ضدّ حزب الله قبل التسوية المرتقبة"!.. ولربما آثر الحزب الإلتفاف على ايّ نية "اسرائيلية" مرتقبة بكمين نوعي نصبه لقوّة تابعة للواء غولاني عند تجاوزها الحدود اللبنانية، وحيث تمّ تفجير العبوات بأفراد القوة.. الجيش "الاسرائيلي" زعم اصابة 4 جنود "اسرائيليين"بجروح خطيرة ليل امس، فيما اكد حزبُ الله في بيان " وقوع افراد القوة بين قتيل وجريح"..
لكن، يبدو انّ هناك اخطر من هذا الكمين.. إذ - وفق ما نُقل عن مراسل صحيفة "هآرتس" في واشنطن بن صامويلز،فإنّ الخطر يكمن ب "انكشاف" الخرق الامني الخطير الذي استطاع حزبُ الله من خلاله الوصول الى "هدف ثمين للغاية" في القيادة العسكرية "الاسرائيلية" تتكتّم عليه تل ابيب.. "كما قيادة الحزب حتى حين على ما يبدو"!