أصدر رئيس أركان القوات الجوية الأمريكية، في شهر شباط 2017، الجنرال ديف غولدفين تحذيراً شديداً بشأن حجم القوات الجوية الأمريكية.
مهام القوات الجوية الأمريكية
وفي حديثه آنذاك في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، تحدث غولدفين عن مجموعة المهام الكبيرة التي يجب أن تقوم بها القوات الجوية: الدفاع عن الولايات المتحدة ضد الهجوم، والمحافظة على قدرات الردع النووي الجوي، وإبراز القوة الجوية في جميع أنحاء العالم، وفي ذلك الوقت، هزيمة الجماعة المسلحة المعروفة باسم تنظيم الدولة الإسلامية.
وقال غولدفين: "تمثل كل واحدة من هذه المهام تحدياً جديداً، وبينما كانت هذه المهام تتزايد، أصبحت قواتنا الجوية أصغر حجماً وأقل عدداً، نحن في الواقع أصغر قوة جوية على الإطلاق".
الأسطول الجوي العسكري الأمريكي
في ذلك الوقت، كان لدى القوات الجوية الأمريكية حوالي 5500 طائرة في مستودعاتها، ومنذ ذلك الحين، تقلص العدد بشكل مستمر ليصبح أصغر حجماً.
يتوقع المسؤولون في القوات الجوية أن ينخفض أسطول المقاتلات و قاذفات القنابل والناقلات وطائرات الشحن والطائرات بدون طيار وغيرها من الطائرات إلى أقل من 5000 في السنة المالية 2025، حيث أن عدد الطائرات القديمة والمتهالكة والتي عفا عليها الزمن والتي يتم تنسيقها هو أكبر بكثير من عدد الطائرات الجديدة التي يتم شراؤها، وفي الواقع، يمكن أن ينخفض أسطول الطائرات الأميركي إلى 4903 طائرات في العام المقبل، وقد ينخفض إلى أقل من هذا الرقم.
وقال اللواء ديف تابور، مدير مكتب الخطط والبرامج، في مقابلة أجريت معه في 21 آذار الماضي: "في الوقت الحالي، القوة الجوية كبيرة بشكل كافي، ولكن بسبب مشاكل الميزانية، من الصعب حقاً التنبؤ بالحجم الدقيق للأسطول، في العام المقبل أو بعد خمس سنوات من الآن".
مقارنة بين حجم الأسطول الجوي الأمريكي قديما وحديثا
يبلغ إجمالي الأسطول الجوي الأمريكي الآن أقل من خمس حجمه خلال ذروته في عام 1956، عندما كان لدى القوات 26104 طائرة، وخلال تلك الفترة، تجاوز عدد مقاتلات F-84 و F-86 وحدها 6400، وهو عدد أكبر بكثير من إجمالي أسطول القوات الجوية المكون من 5032 طائرة في عام 2024.
ومن جهتها، القوى البشرية أقل بكثير الآن، وتهدف القوات الجوية في السنة المالية 2025 إلى تقليص عدد موظفيها إلى 320 ألف وظيفة في الخدمة الفعلية، بانخفاض بنحو 13 ألف وظيفة خلال السنوات المالية الخمس السابقة، وتتغير مهمات الطيارين أيضاً، حيث تحاول الخدمة تعزيز المهام غير الجوية مثل الهجوم السيبراني والدفاع التي تعتبر أساسية للحرب الحديثة.
يتحدث رئيس أركان القوات الجوية الحالي، الجنرال ديفيد ألفين، وغيره من كبار مسؤولي الخدمة عن الزيادات الهائلة في قدرات الطائرات الحالية، مثل القدرة على ضرب الأهداف بقوة نيران ودقة تفوق بكثير تلك التي كانت تتمتع بها الأجيال السابقة، لتهدئة المخاوف بشأن انخفاض عدد الطائرات.
قلق أمريكي من تقلص الأسطول الجوي العسكري
لكن تقلص حجم الأسطول يقلق بعض المشرعين والمراقبين، حيث قال تود هاريسون، محلل الدفاع في معهد أميركان إنتربرايز للأبحاث، أنه في حين أن الطائرات الحديثة توفر المزيد من السرعة والمدى والتخفي وغيرها من المزايا مقارنة بالأجيال السابقة من التكنولوجيا، فإن "الحقيقة هي أن طائرة واحدة لا يمكن أن تكون إلا في مكان واحد في وقت واحد".
وقال هاريسون: "بالنسبة لمصداقية ردعنا ووضع قوتنا، فإن العدد لا يزال مهماً، وهذه هي الخلاصة باختصار، إن طائرة F-35 التي تعمل في منطقة المحيطين الهندي والهادئ لا تفعل أي شيء في أوروبا".