ايّام مفصليّة..
مقالات
ايّام مفصليّة.. " نتنياهو في واجهة حدث كبير"! ـــ ماجدة الحاج
ماجدة الحاج
30 نيسان 2024 , 22:17 م


حشود عسكريّة "اسرائيلية" على حدود رفح ولبنان، ألبدء بنصب "خِيَم" بالقرب من خان يونس ورفح تمهيدا لنزوح جديد قُبيل اجتياحها، وسط معلومات اشارت الى انّ تحديد ساعة صفر بدء عمليّة اجتياح رفح يتوقف على انجاز كامل العمل في الميناء "الاميركي" على ساحل غزّة بحجّة تأمين المساعدات الإنسانية لأهالي القطاع، وكان الجيش الأميركي ومسؤولون "اسرائيليون" توقعوا "ان تُنجز اعمال الرّصيف المتنقّل وتبدأ العمليات فيه بحلول شهر ايّار –مايو المقبل"..هذا قبل ان تخفت حدّة التهويل "الاسرائيلي" بعملية اجتياح رفح في الايام الأخيرة، ويبدأ الحديث عن "تقدّم جدّي في المفاوضات بالقاهرة"، الا انّ الجيش الاسرائيلي" اعلن اليوم الثلاثاء" انه في خلال 48 الى 72 ساعة القادمة، سيتمّ "اتخاذ القرار وسيكون" إمّا صفقة تبادل او دخول رفح..

بالتزامن، ذكرت صحيفة "معاريف" العبريّة- نقلا عمّا اسمته "مصادر مطّلعة"، "انّ المحكمة الجنائيّة الدولية يمكن ان تصدر قريبا مذكّرة اعتقال تشمل بنيامين نتنياهو ووزير حربه ورئيس الأركان" قبل ان تشير صحيفة "يديعوت احرونوت" الى "انّ مذكّرات الاعتقال ربما تكون صدرت سرّا ولن يواجهوها الا عند سفرهم الى الخارج". وبتوقيت ذكي، نشرت كتائب القسّام فيديوهات لرهائن "اسرائيليّن" يتوجّهون من خلالها الى ذويهم اشعلت الشارع لتتأجّج تظاهرات غاضبة تطالب بالإسراع بالتوصّل الى صفقة تبادل واكبها مزيد من الانقسام على مستوى المسؤولين تمثّل بإعلان المعارضين انّ الأولويّة هي إنجاز صفقة تحرير الرّهائن "على حساب عمليّة اجتياح رفح" غير المفيدة استراتيجيّا.

هذا على وقع استمرار الاحتجاجات الطلّابية والإعتصامات في العديد من الجامعات الأميركية والأوروبية تضامنا مع فلسطين ورفضا لاستمرار الحرب "الاسرائيلية" على غزّة. فهل تشكّل هذه التطوّرات ضغطا لإنهاء العدوان "الاسرائيلي" المتواصل على غزّة، ليبدأ العدّ العكسي لإنجاز تسوية تشملها والجبهة اللبنانية؟ ام انّ قرار عملية اجتياح رفح لا عودة عنه وسيتمّ بمباركة اميركية ومصرية على ان تُنفّذ العمليّة "بالتقسيط" بعيدا عن سياسة ارتكاب المجازر الجماعية التي انتهجتها اسرائيل" في الاسابيع الاولى من العدوان- حسبما ذكرت وسائل اعلام عبريّة.

بعض المحلّلين والخبراء العسكريين "الاسرائيليين" المحوا الى انّ قرار تجنّب عمليّة واسعة النطاق في رفح، وتسديد ضربات محدّدة بحقّ قادة "حماس" فيها، ربما كان باقتراح عربي حصل خلال اجتماع في القاهرة منذ ايام، ضمّ عددا من السياسيين والعسكريين "الاسرائيليين" مع قادة مخابرات عربية.. لكن هل يستطيع نتنياهو الغاء هذه العملية فيما لو تمّ التوصّل الى اتفاق في المفاوضات الجارية على قدم وساق؟ وسط ضغوط المتطرّفين في ائتلافه امثال ايتمار بن غفير وسموتريتش وتهديد نتنياهو من مغبّة الغاء عملية رفح "ورفع الرّاية البيضاء امام حماس"؟.. فهؤلاء كما العديد من المحلّلين والخبراء العسكريين في الكيان، يعتبرون انّ "حماس" ستخرج "بنصر كبير" بهذا الاتفاق..

قال نتنياهو اليوم " بدأنا اجلاء الفلسطينيين من رفح استعدادا لعمليّة قريبة، وسندخلها سواء تمّ التوصّل لاتفاق بشأن الرهائن ام لا"، ليقول بن غفير اليوم ايضا- والذي وجّه تهديدا مبطّنا لنتنياهو بإسقاط الحكومة:" لقد حصلت على تعهّدات قاطعة من نتنياهو بالقيام بالعملية العسكرية في رفح وعدم وقف الحرب في غزة".. فيما قفز سموتريتش صوب الدعوة " الى تدمير كامل لرفح" ودير البلح والنّصيرات.

هل سيجنحون نحو عملية عسكرية في رفح من دون ضوء اخضر اميركي؟ من دون الدعم الاميركي؟.. وهل تستطيع ادارة بايدن تغطية عملية اجتياح رفح على وقع ضغط الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الاميركية؟ وعلى بُعد اشهر قليلة من بدء الانتخابات الرئاسية؟ ماذا لو فشلت المفاوضات رغم الضغط الاميركي وعادت الأمور الى نقطة الصفر؟.. فحسابات نتنياهو الشخصيّة تفوق ايّ شيء آخر.. وماذا لو فشلت اهداف عمليّة رفح ايضا؟ فهي لن تكون حكما نزهة لمن يظن ذلك من اصحاب الرؤوس الحامية في الكيان.. خصوصا وانّ فِرَق عسكرية كاملة لكتائب القسّام والجهاد الاسلامي وفصائل مقاوِمة اخرى تجهّزت جيّدا لهذه اللحظة.. كما فصائل المقاومة في الجبهات المساندة في المنطقة.. حدّدت تل ابيب اليوم مهلة اقصاها 72ساعة وصفتها ب"الحاسمة".. ماذا بعدها؟

معلومات صحيفة كويتيّة كشفت مؤخرا –نقلا عما اسمته "مصدر موثوق"، عن تحضيرات اميركية-"اسرائيلية" لمواجهة ايران في حال لم تنجح مساعي وقف حرب غزّة ودخول حزب الله على خطّ المواجهة الشاملة، ولفتت الى انّ "اسرائيل" تعدّ خطّة لضرب حزب الله وفصائل مقاوِمة في سورية والعراق "بعد انتهاء حرب غزّة.. وربما خلالها".

وذكرت الصحيفة نقلا عن المصدر، انّ الخطوة الاولى قد تتمّ عبر توجيه ضربات عسكرية وامنيّة للجيش السوري، كاشفة عن مباشرة الولايات المتحدة ببناء قاعدة عسكريّة ضخمة جنوب "اسرائيل" بمحاذاة قاعدة حتسريم الجوّية "الاسرائيلية" في صحراء النقب، في خطوة قد تندرج ضمن اطار نقل واشنطن جزءا من وجودها العسكري من قواعدها في دول خليجية، واضافت "انّ القاعدة الاميركية الجديدة تستوعب نحو 23 الف جندي، على ان يتمّ تزويد المقاتلات "الاسرائيلية" في قاعدة حتسريم بذخائر متنوّعة " لم تُستخدَم سابقا في الحروب التي خاضتها تل ابيب!

وكان محلّلون وخبراء عسكريّون توقّفوا عند سحب بوارج اوروبية واميركية - بما في ذلك حاملة الطائرات "ايزنهاور" من البحر الأحمر.. ورجّحوا انّ هذه الخطوة تندرج في احد احتمالَين: إما الإنكفاء –وهذا يُسجّل نصرا لحركة "انصار الله" اليمنية وتربّعها على عرش الإمساك بالبحر الأحمر وباب المندب.. او قرار التصعيد ضدّ الحركة وتفادي الردّ على السّفن الحربية والأساطيل الأميركية والاوروبية.. عندها تلقّفت واشنطن تعقيب احد مسؤولي "انصار الله" على الخطوة الاميركية بتجهيزها ل "بنك اهداف بديل"، وأرسى قلقا في اروقتها من احتمال استهداف القواعد الاميركية في دُوَل الخليج-خصوصا مقرّ الاسطول الاميركي الخامس في البحرين!

امّا وانه بات واضحا انّ نتنياهو يجهد لإشعال حرب شاملة يجرّ فيها الولايات المتحدة للإنخراط العسكري المباشر فيها ضدّ ايران، كما انّ استمرار بقائه السياسي يتطلّب تصعيدا كبيرا سيّما بدفع المتشدّدين من حوله صوب "حتميّة" اجتياح رفح.. وإلا..وعندها لن تبقى جبهات مساندة غزّة بالمنطقة ضمن السّقوف والخطوط الحمر..

" ايام مفصليّة" –كما يصفها مراقبون ومحلّلون سياسيون.. بحسب مصدر في.."صحيفة "بوليتيكو"، "فإنّ نتنياهو سيكون قريبا في واجهة حدث كبير".. "جهوزيّة فائقة في الضفّة الغربية-حسبما نُقل عن احد كبار قادة محور المقاومة كما على ضفّة حزب الله في لبنان، وفصائل المقاومة العراقية، وصولا الى حركة انصار الله" اليمنية..من دون اغفاله الاشارة الى مفاجآت غير متوقعة جهّزتها، فصائل محور المقاومة.. خصوصا في رفح.

المصدر: موقع إضاءات الإخباري