كتب الأستاذ يوسف جابر
أدت الحرب الإسرائيلية المفتوحة على غزة بلا أي شك إلى إضعاف وكشف قوة جيش الإحتلال الإسرائيلي من حيث بنية المقاتل في العتاد والسلاح المتطور وقدرة تحمل المقاتل في المواجهة العسكرية, إضافة للفشل الكبير لعدم تحقيق أي من الأهداف العسكرية والسياسية من عدم تحقيق الهدفين الأساسيين من الحرب المتمثلين باستعادة الأسرى من دون الموافقة على شروط المقاومة الفلسطينية, إضافة للخسارة الشعبية الكبيرة على مستوى الغرب بكشف اللثام عن جرائمهم المتعددة على إبادة المجتمع الفلسطيني ومحو سجلات بأكملها مما سرَّع بالتحرك الطلابي في الجامعات الأميركية والأوروبية والملفت التحريض الصهيوني على معادات الطلاب للسامية, وهذا ما يدل على سياسة صهيوأميركية قمعية بإمتياز ضد الإنسانية والسلام العالمي.
سبعة أشهر إنتهت ولم يتوقف العدوان الصهيو-الأميركي على غزة , والجيش الإسرائيلي يهدد بنقل المعركة على منطقة رفح الحدودية مع مصر ,الذين وصل عدد المواطين والسكان المشردين في تلك البقعة الجغرافية ما يفوق المليون وأربعة مائة ألف مواطن حسب الإحصاءات المنظمات الدولية ومما ينذر بمجزرة تضاف لجرائم الكيان الإسرائيلي عبر التاريخ الحافل بالجرائم منذ إحتلال فلسطين في العام 1948 لا قدر الله أن تحصل, لا، أي حماقة على رفح ستكون إحدى علامات الحرب الإقليمية المفتوحة على مصراعيها لمواجهة الإحتلال بدء من تكتيك التفاوض بالنسبة لبيئة المقاومة.
إن التظاهرات الطلابية تتصاعد حيث وصل عدد الجامعات الأميركية لأكثر من أربعين جامعة وثمانون معهد في كل الولايات الأميركية, مندديين ومستنكرين الدعم المالي والعلمي الذي تقدمه جامعاتهم لإسرائيل, ومطالبين بإدانتها ووقف الحرب فورا لتداعيتها اللا إنسانية,وذلك رغم التحذيرات التي تطلقها إدارات الجامعات بالتعاون مع قوى الشرطة المحلية واعتقال الألاف من الطلبة وفصل الكثيرين منهم وحرمانهم من التعليم والتعلم لكن الإصرار على وقف دعم إسرائيل في عدوانها يبقى سيد الأعراف الإنسانية.
كلام السيناتور الأميركي بيرني ساندرز لشبكة سي أن أن , ان الإحتجاجات الطلابية المعارضة للحرب الإسرائيلية على غزة التي تشهدها الجامعات الأميركية منذ أيام قد تكون "فيتنام بايدن" في مقابلة مع كريستيان أمانبور على ال سي أن أن, بين الإحتجاجات الحالية وتلك التي حدثت خلال رئاسة ليندون جونسون في العام 1968 أواخر الستينيات عندما احتج الطلاب الأميركيون ضد حرب فيتنام.حيث كان ليندون جونسون رئيسا جيدا في كثير من النواحي واختار عدم الترشح في العام 1968 بسبب معارضة آرائه بالحرب على فيتنام, وهنا يستذر ويقول أنه يشعر بالقلق من الدعم المطلق لحزبه لإسرائيل في هذه الحرب.!!!, وينهي كلامه أي السينتاور المستقل ساندرز بالقول: أن الطلاب يفعلون ذلك لأسباب صحيحة.
عودُ على بدء.. لا شك فيه ولا ريب أن الدم الفلسطيني قد أنتصرعلى قوة وعظمة الغرب في دعمهم لإسرائيل, عندما حرك هذا الدم القاني مشاعر الغرب, وقد آن لليل أن يفارق عتمه, وللحزن أن يكفكف دمعه, وللنهار أن ينجلي نوره, وللحق أن ينتصر وأن يعلي رايته الخفاقة في علا السماء, وللتشرد أن يكتب نهايته بالعودة لحضن الوطن, وللعروبة أن تشمخ بعزة أبنائها الأبطال وبواسلها الشجعان الذين رؤوا الأرض من طهر دمائهم فأنبتت وروت أغصان الزيتون, وللمآذن أن ترفع وتكبر بصوت الله أكبر وللكنائس أن تقرع أجراسها مهللة بالسلام برفع العلم الواحد لدولة فلسطين على نشيدها الوطني.