تحرير فلسطين قاب قوسين أو أدنى والشعب الفلسطيني ولاّد رجال يلزمه التفاف عربي وغربي ضد سياسات أميركا.
مقالات
تحرير فلسطين قاب قوسين أو أدنى والشعب الفلسطيني ولاّد رجال يلزمه التفاف عربي وغربي ضد سياسات أميركا.
يوسف جابر
20 تشرين الثاني 2025 , 17:51 م


كتب يوسف جابر

في العام 1978 تاريخ اتفاق كامب دايفد أقدم الرئيس المصري آنذاك محمد أنور السادات على الإعتراف بالكيان الإسرائيلي "كدولة" حينما أبرم معها الإتفاقية المشهورة بعنوان مؤتمر كامب دايفيد في عهد الرئيس الأميركي جيمي كارتر ومصافحته لرئيس حكومة الاحتلال مناحيم بيغن، حيث قدم أغلى ما تملك جمهورية مصر للكيان الاسرائيلي "طبقاً" عنوانه التنازل عن مطالبة مصر بتحرير فلسطين ومقدساتها بل وقعت على الاعتراف بالكيان الاسرائيلي كدولة.

إضافة لهدر حقوق الشعب الفلسطيني وإضعافه أمام المعتدي والمحتل للجولان السوري وبحيرة طبريا وسفوح جبل الشيخ، ومزارع شبعا وكفرشوبا اللبنانية، ومناطق عدة في الأردن

التي تمتد من منطقة الأغوار وشمالي البحر الميت على مساحة 1.6 مليون دونم، بمحاذاة الحدود الأردنية وتشكّل ما يقارب 30 في المئة من مساحة الضفة الغربية ونهر الاردن.

ومنذ ذلك الوقت تعيش الأمة العربية حالة هذيان وتشرذم إلى أن وصلت ببعض الدول العربية كالمغرب والأردن بتوقيع اتفاقيات ومعاهدات سلام، تبعتهم بعض الدول بفتح مكاتب اقتصادية وسياحية ريثما يتم الاعلان عن توقيع إتفاقياتهم تلبية لرغبات الولايات المتحدة الاميركية والدول الغربية.

كل ذلك ودولة فلسطين محتلة وشعبها يُقتل يومياً ويُنكل به ويُهجر أمام مرأى العالمين الغربي وللأسف "العربي" الذي هو في سبات بل يبارك ما تقوم به اسرائيل وغياب الشرعية الدولية الأمم المتحدة.

نستحضر قراءة عنوان "التطبيع"، في وجهيه ومعنييه الرئيسيين: الأول يعني جعل الشيء طبيعياً وعادياً، والثاني سياسي يشير إلى تطبيع العلاقات بين الدول.

في سياق العلاقات بين الدول العربية وكيان محتل مدعوم عالمياً وعنينا "إسرائيل"، حيث يشير التطبيع إلى إقامة علاقات طبيعية بين الطرفين أمام التهديد بالعصا والجزرة، وغالباً ما يُعارض من بعض الحكومات العربية الذين يرون أن القبول بالاحتلال هو تنازل عن الحقوق يشترون بها البقاء في كراسي العروش.

لقد دفع الشعب الفلسطيني للآن مئات الآلاف من الشهداء وما زال يقدم الغالي والنفيس للتحرير والإعتراف به كدولة والعيش بأمن وسلام تحت الحماية الدولية، لكن تعطش إسرائيل لاستباحة الدماء يبعد الاستقرار في المنطقة.

فلسطين ستتحرّر عاجلاً أم آجلاً فشعبها ولّاد الرجال الذين يولدون وعينهم على معاقبة من استباح بلدهم وأعراضهم وهجر أهاليهم وناسهم، بل سينشأ موقف عربي متماسك مدعوماً من شرائح المجتمعات الغربية التي استفاقت على العدوان والإجرام الإسرائيلي بقتل الاطفال والعجز وتشريد المئات من الآلاف في العراء دون مأكل أو مشرب ويمنع عنهم الدواء.

كل ذلك يسجل للتاريخ بأن شعب فلسطين له الحق في تحرير وطنه من إسرائيل المعتدية بدعم غربي، وسينقلب السحر على الساحر، النصر حتماً لمن يطالب باسترجاع حقوقه المغتصبة.