يوسف شرقاوي.
بعد تراجع قوة إسرائيل العسكرية وفشل عقيدتها العسكرية المبنية على التفوق في المنطقة "الحسم السريع، الردع القوي، و الإنذار المبكر" أصبح توسيع قوس تحالفها أكثر إلحاحا من ذي قبل، وأصبح التطبيع مع المملكة السعوية ضرورة قصوى لأمريكا راعية هذا التطبيع المنتظر هدفا قبل الإنتخابات الأمريكية والتجديد للرئيس بايدن.
بناء تحالف أطلسي/عربي بقيادة أمريكا يضم إسرائيل لتقويض الدور الإيراني في المنطقة المتحالف مع كل من روسيا والصين، والذي بدأ يتعمق أكثر من أي وقت مضى، يعتبر مصلحة عليا للثلاثي الأمريكي/الإسرائيلي/ السعودي المتحالف عمليا حتى قبل إعلان التطبيع الإسرائيلي السعودي.
من هنا أعتقد أنه لو كان للملكة السعودية هدفا ونية صادقة لمساعدة الفلسطينيين بحق تقرير مصيرهم عبر إقامة دولتهم المستقلة على حدود ٤/حزيران، لرفعت كلفة هذا التطبيع في وجه أمريكا في هذا الوقت بالذات، و التلويح بوجهها نية بناء قوة عسكرية عربية مستقلة مع مصر للتصدي للنفوذ الإيراني في الإقليم، ولكن هيهات أن تفكر المملكة السعودية بذلك، والتضحية بعلاقتها التاريخية والعضوية مع أمريكا.
المملكة السعودية تسعى من وراء التطبيع المنتظر مع إسرائيل تأمين خندق دفاعي لها تحت مظلة القوة الأطلسية/الأمريكية، وتعزيز دورها الإقليمي على حساب الحقوق الفلسطينية، لأنها على يقين بأن الطريق الأقرب لقلب أمريكا يمر عبر إسرائيل.