عندما نشعر بالجوع فإن رائحة بعض أنواع الطعام تفتح شهيتنا عندما نشمها وهذا أمر طبيعي ولكن يمكن أن يكون هذا أمراً غير صحي إذا كنا نشعر بالشبع.
دور الدماغ في اشتهاء تناول الطعام
توصلت دراسة جديدة إلى أن اشتهاء تناول الطعام يرجع إلى التفاعل بين جزأين مختلفين من الدماغ وهما الجزء المسؤول عن حاسة الشم والجزء المسؤول عن السلوك.
وربما يكون هذا هو السبب وراء عدم قدرة بعض الأشخاص على التوقف عن تناول الطعام حتى عندما يشعرون بالشبع، مما يساهم في الإصابة بالسمنة، وأظهرت النتائج أنه كلما كان الاتصال بين هاتين المنطقتين في الدماغ أضعف، كلما أصبح الأشخاص أثقل وزناً.
سبب الرغبة في الطعام حتى لو كنت لا تشعر بالجوع
وقال جوانجيو تشو، المؤلف المشارك في الدراسة، والأستاذ المساعد في قسم علم الأعصاب في جامعة نورث وسترن: "ترتبط الرغبة في تناول الطعام بمدى جاذبية رائحة الطعام، فرائحة الطعام تكون أفضل عندما تكون جائعاً منها عندما تكون لا تشعر بالجوع، ولكن إذا تعطلت دوائر الدماغ التي تساعد في توجيه هذا السلوك، فقد تتشوش هذه الإشارات، مما يؤدي إلى الرغبة في تناول المزيد من الطعام حتى عندما لا تكون جائعاً".
وأضاف تشو في بيان صحفي: "إذا حدث هذا، يمكن أن يزيد مؤشر كتلة الجسم للشخص، وهذا ما وجدناه، فعندما يكون الاتصال الهيكلي بين هاتين المنطقتين في الدماغ ضعيفاً، يكون مؤشر كتلة الجسم أعلى في المتوسط".
دور الروائح في سلوكيات تناول الطعام
وقال الباحثون أن الروائح تلعب دوراً هاماً في توجيه الدوافع لسلوكيات تناول الطعام، وفي الوقت نفسه، فإن كيفية إدراكك للروائح يمكن أن يتأثر بمدى جوعك، لكن حتى الآن لم يفهم الباحثون بشكل كامل التفاعل داخل الدماغ الذي يجعل حاسة الشم تساهم في مقدار ما تأكله.
وبالنسبة للدراسة، التي نشرت بتاريخ 16 أيار في مجلة علم الأعصاب، قام الباحثون بتحليل بيانات الدماغ بالرنين المغناطيسي التي تم جمعها أثناء دراسة كانت تهدف إلى إنشاء خريطة للدماغ البشري.
العلاقة بين كتلة الجسم ومنطقتي الحديبة الشمية والرمادية في الدماغ
وجد الباحثون ارتباطاً واضحاً بين مؤشر كتلة الجسم وبين العلاقة والارتباط بين منطقتين في الدماغ تسمى الحديبة الشمية والمنطقة الرمادية حول القناة، وقال الباحثون أن منطقة الحديبة الشمية مرتبطة بحاسة الشم ونظام المكافأة في الدماغ.
وتساهم المنطقة الرمادية حول القناة في تحفيز السلوك استجابةً للمشاعر السلبية مثل الألم والتهديد، ومن المحتمل أيضاً أن تكون هذه المنطقة مرتبطة في إرسال الإشارات للتوقف عن تناول الطعام.