ايران وفن إدارة الازمات, تحويل التهديد الى فرصة•
مقالات
ايران وفن إدارة الازمات, تحويل التهديد الى فرصة•
عباس الزيدي
22 أيار 2024 , 11:58 ص


بقلم_الخبير عباس الزيدي

اولا_الجمهورية الاسلامية الايرانية مع وجودالسيد الولي الامام القائد الخامنئي دام ظله الوارف قطعا تختلف عن غيرها•

ثانيا_ايران دولة المؤسسات والاليات الديمقراطية وضعت الحلول مسبقا لكل الاحتمالات واغلقت الثغرات وفق القانون والدستور

ثالثا_ايران كلما واجهتها ازمة او تعرضت الى عدوان خرجت اقوى واكثر تماسكا من ذي قبل ويقينا ان دماء شهدائها رافدا ومعينا قويا لها بل هو احد اسباب قوتها وصمودها

رابعا_ان حادثة خطيرة فيهاكل علامات الجريمة لوانها حصلت في دولة ما _غير الجمهورية الاسلاميةلأنتهت بكارثة لامحال منها اما بأنهيار النظام او الدخول في حرب داخلية او خارجية

لكن الحكمة والعقل والنظرة الاستراتيجية وشخصية القائد والانضباط حالتا  دون ذلك

خامسا_ وهو المهم _ مثلما يحاول كل من امريكا والاتحاد الاوربي دفع بعضهما البعض الاخر للصدام المباشر مع روسيا ايضا يحصل هذا  بين التحالف (الروسي الايراني الصيني) للصدام المباشر مع امريكا لذلك نرى حرص واشنطن للمحافظة على ان تكون قنوات الاتصال مع ايران مفتوحة  لتجنب الصدام المباشر  حسب تعبير بايدن وهذا اسلوب  لعب الكبار ولو تابعنامعركةالاستخبارات منذ اغتيال الشهيد سليماني التي قوبلت باسقاط طائرة امريكية في افغانستان تحمل كبار ضباط CIA المتورطين في عملية مطار بغداد  اعقبتها عملية اسقاط طائرة رئيسي وهذا السجال المخابراتي يعتمد على امتصاص الزخم واستيعاب الصدمة ورد الصفعة وفق قواعد حرب المخابرات ا

سادسا_نظرة عن كثب  

1_ان التحذير المسبق عن جود مكثف للاقمار الصناعية في المنطقة  قبل الحادث ربما لايعني ايران بدرجة كبيرة  بلحاظ الحرب في اوكرانيا والتوتر بين ارمينيا واذربيجان

2_تقدم كل من روسيا وتركيا بتقديم المساعدة للكشف والتحقيق  عن مصير الطائرة مع مالدى ايران من معلومات مؤكدة من الطائرات  الاخرى جعلها تتيقن ان ماحصل عملية اجرامية وليس حادثا عابرا وربما وجهت سرا أصابع الاتهام على بعض الأطراف المتورطة 

2_ هناك تحالف وثيق بين ايران وحلفائها للتبادل المعلوماتي وكشف المستور معزز بقدرات وتقنيات عالية 

3_علمها بوضعها الداخلي وحجم التخريب العابر لحدودها ومعركتها المفتوحة مع المعسكر الصهيوامريكي وداعميه ومعرفتها بالأهداف  التي تقف وراء تلك الجريمة حتم عليها التصرف بمنتهى الحكمةوالعقل بالقدر الذي حولت فيه التهديد الى فرصة 

4_من خلال ادارتها للازمة حرصت على عدم فتح جبهات اخرى تمنح الراحة لاعدائها ولم تنقل معركتها  المباشرة مع الكيان  الصهيوني وتبقى بوصلتها نحو القدس وفلسطين وهذا من اولوياتها   

5_ايران جوار اذربيجان وعلى علم بعلاقة الاخيرة مع اسرائيل ومدى تحالف انقرة مع باكو وان تركيا  (الحاضنة للاخوان) هي الاخرى جارة لايران ومشاكل الاثنان (انقرة وباكو )مع ارمينيا وموقف روسيا منهما في ظل الحرب الاوكرانية وكل ذلك في ظل طوفان الاقصى    ومعرفتها الكاملة لمشروع العدو لغزة ومابعد غزة من مخطط يستهدف لبنان وسورياوعموم المنطقة وان كل شبكةالمصالح والعلاقات المعقدة  تلك بحاجةالى تروي وعدم الاندفاع الى الامام  وراء العواطف وان الحساب والعقاب قادمان لا محالة ....!!!

6_ترتيب الاولويات هو ماعملت عليه الجمهورية الاسلاميةوبذلك سحبت البساط من تحت اقدام اعدائها وازدادت تماسكا وحق الرد مكفول في وقت تشاء هي لا غيرها كما فعلت بعداستهداف الكيان  الصهيوني لسفارتها في دمشق

7_ذهب بعض صغار العقول من محدودي الرؤيةوضيقي الافق الى توجيه انتقادات فارغة تخلوا من المهنية بان ايران دولةمن ورق عاجزة عن كشف طائرة  لرئيسها وعلى اراضيها

ولعمري هذه تصريحات جوفاء خرقاء لان كل خطوة كانت مدروسة بعناية فائقة 

8_سيناريو امتصاص الصدمة التي تعاملت به الجمهورية الاسلامية  حافظت من خلاله على بيئتهاالداخلية وحصدت تعاطفا منقطع النظير شعبيا ورسميا من اغلب شعوب وانظمة العالم بالاضافة الى نزول عموم الشعب الايراني والاسلامي الى الشارع والتضرع بالدعاء في حالة وجدانية وانسانية  نادرة قل مثيلها وبالتالي سقوط رهان الاعداء على انهيارها

9_اظهرت بشكل لائق ومشرف عطاء شهدائها وقادتها ومكانتهما الذي تمثلت في إبداء الأسف للخسارةالكبيرة للعالم بفقدان الشهيدين رئيسي وعبد اللهيان وهذا ماعبرت عنه الاوساط السياسية والدبلوماسية وغير الرسمية العربيةوالعالمية

10_في نهاية المطاف  بتشييع مليوني مهيب انتهت رحلة الشهداء  واقامت العزاء الرسمي بعد ان امرت بفتح لجان تحقيق مختصةوستظهر الحقيقة عما قريب

فانتظروا ... اني معكم من المنتظرين

https://t.me/abbasalzady

المصدر: موقع إضاءات الإخباري