إعلان وفاة العرب ...!!
مقالات
إعلان وفاة العرب ...!!
 محمد سعد عبد اللطیف 
23 أيار 2024 , 20:09 م


محمد سعد عبداللطيف،مصر،

في مشهد جنائزي ضخم وفي زمن عز فيه الرجال،

تم تشييع الجنازة من مقر مؤتمر القمة العربية في المنامة ،وكان العزاء قاصر لإننا أمة لا ترفع صوتها الا ان تشيع ميتاً،،

المشهد في المنطقة العربية لايسر، ولا يبشر بخير والصور قاتمة تدفع نحو مزيد من الإحباط الحقيقة تؤكد أن السقوط في براثن الإحباط والفقر والجهل والقهر والاستبداد والتخلف والإستسلام هي حالة عامة تئن من وطئتها الشعوب العربية، اعتقادي الشخصي ان إعلان وفاة العرب،جاء في الجلسة الختامية في مؤتمر{ زعماء وملوك ورؤساء الدول العربية في القمة التي عقدت في مدينة /المنامة في البحرين} من الآسبوع الماضي ، فإختيار مدينة المنامة أسم علي مسمي لامة في نوم عميق، لقد كشفت حرب "غزة" عن جريمة كاملة الآركان ،

في هذا العصر أن يولد الإنسان عربياً، وبعد حوالي/ 700 عام من مقدمة ابن خلدون وكأنة إستقرأ مايحصل في العالم العربي حالياً ، صدق (ابن خلدون) في وصفة نحن شعوب البداوة ،والسذاجة ،والجهل ،والغلظة وقلة الهمة ،والفساد والفشل ،هل صدق الشاعر (نزار قباني ) في قصيدتة متي يعلنون وفاة العرب ،وهل صدق حين قال نزار /ليس في معاجم الأقوام ..قوماً اسمهم عرب ...!!

هل العربي بدوي في عقلة الباطن ،مسلم في عقلة الظاهر ،لقد كشفت أحداث غزة عن سوء عورات كل العرب .شعوباً وحكاماً،شعوباً اختزلوا القضية في صورة زفة مطبخ في الريف المصري في جمع مساعدات غذائية، اهالينا في غزة/وكان من المضحك ان تنشر جريدة (يديعوت احرنوت )منذ يومين تقرير عن اتهام جنود إسرائيليين يمزقون المساعدات التي تصل الي غزة ،، وحكام في صمت من الخوف من إختفاء عروشهم إذا قالوا لا للحرب ، بسبب الحماية الأمريكية لهم ،بإعتراف الرئيس السابق (ترامب) عندما طالب بدفع الجزية لحماية عروشهم ،، فصدق ابن خلدون حين قال في القرن الرابع عشر ،وكأنة يكتب لنا في هذا العصر ،

عنـدما تـكثر الجِباية تشرف الدولة على النهاية وعندما تنهار الدول يكثر المنجمون والمتسولون والمنافقون والمدّعون والكتبة والقوّالون..

والمغنون النشاز .. والمتصعلكون وضاربوا المندل وقارعوا الطبول والمتفيقهون ( أدعياء المعرفة )

وقارئوا الكفّ والطالع والنازل..

والمتسيّسون والمدّاحون والهجّاؤون وعابروا السبيل والانتهازيون.. تتكشف الأقنعة

ويختلط ما لا يختلط..

يضيع التقدير ويسوء التدبير..

وتختلط المعاني والكلام..

ويختلط الصدق بالكذب

والجهاد بالقتل

عندما تنهارالدول يسود الرعب ويلوذ الناس بالطوائف

وتظهر العجائب وتعم الإشاعة..

ويتحول الصديق إلى عدو والعدو إلى صديق..

ويعلو صوت الباطل..

ويخفق صوت الحق..

وتظهر على السطح وجوه مريبة..

وتختفي وجوه مؤنسة..

وتشح الأحلام ويموت الأمل..

وتزداد غربة العاقل وتضيع ملامح الوجوه..

ويصبح الانتماء الى القبيلة أشد التصاقاً،والانتماء الى الأوطان ضرباً من ضروب الهذيان..

يضيع صوت الحكماء في ضجيج الخطباء..

والمزايدات على الانتماء.

ومفهوم القومية والوطنية والعقيدة وأصول الدين..

ويتقاذف أهل البيت الواحد التهم بالعمالة والخيانة..

وتسري الشائعات عن هروب كبير..

وتحاك الدسائس والمؤامرات..

وتكثر النصائح من القاصي والداني..

وتطرح المبادرات من القريب والبعيد..

ويتدبر المقتدر أمر رحيله والغني أمر ثروته..

ويصبح الكل في حالة تأهب وانتظار..

ويتحول الوضع الى مشروعات مهاجرين.. ويتحول الوطن الى محطة سفر..

والمراتع التي نعيش فيها الى حقائب..

والبيوت الى ذكريات والذكريات الى حكايات."

حقاً

أمة ضحكت من جهلها الآمم ،

بكل صراحة وشفافية نحن أمة لا تستحق الحياه...! حقاً غريب أمر هذة الامة ،فالفرد فيها مزدوج الشخصية،والمجتمع منشق الضمير،

غريب ان تولد في أمة تهتف للباغي ،ويبهرها الغازي ،ولا تأكل خبزاً تحصدة ،ولا تلبس ثياباً

لا تنسجها ،

وتستقبل حاكمها بالطبل والزمر ،أمة تفرقت أحزاباً وظن كل حزب أنة وحدة أمة ،أمة تجمعت من حولها النسور والذئاب ،

أمة كطائرة الهليكوبتر ضجيجها أكثر من سرعتها ،

أمة تحتل المرتبة الآخيرة في التعليم والتنمية والاقتصاد ،أمة أكتر من ثلث عالمها تحت خط الفقر ،وناتج دخلها القومي مجتمعة أقل من دولة مثل المانيا

أمة تحتل المرتبة الأولي في السجل السيئ في حقوق الإنسان ،

أمةفي أكبر معدلات ،المحسوبية والرشوة والفساد ،

أمة تراجع فيها القيم والمبادئ الاجتماعية والدينية ،هل فقدنا حق السيادة الوطنية ،وهل عاد الاستعمار في ثوب جديد ،

حقاً

أمة ضحكت من جهلها الآمم ،

الوضع العربي الراهن اكثر هشاشة وضعفاً

وقابيلة للإختراق والإنصياع نحو رغبات ومطامع القوى الكبرى.... مما يجعل بريق الأمل نحو الخروج من هذا النفق المظلم يكاد يكون ضعيف وصعب في نفس الوقت في ظل الأوضاع الحالية.،،، ،،

محمد سعد عبد اللطيف ،

كاتب وباحث مصري، ومتخصص في علم الجغرافيا السياسية،،

[email protected]

المصدر: موقع إضاءات الإخباري