الاستخبارات و نظريات الامن الاسرائيلي, (سقوط نظريات امن الكيان)
مقالات
الاستخبارات و نظريات الامن الاسرائيلي, (سقوط نظريات امن الكيان)
عباس الزيدي
2 حزيران 2024 , 21:18 م


بقلم_الخبير عباس الزيدي

السياسة الامنية للكيان متصلة بالفكرة الصهيونية القائمة على الهجرة والاستيطان والتوسع والعدوان وهي حريصة على وجود الذرائع والمبررات بعنوان السياسة الدفاعيةلغرض السيطرة على البلاد والعباد واستباحة كل شي وفق العقيدة الصهيونية

اولا_هناك من يرى ان الامن القومي الاسرائيلي يفتقر للتطابق الاساسي بين الكيان ومحور المقاومة بالدرجة التي يخلق فيها تخلفا في كل عناصر ميزان القوة ونسبة القوات وبدوره عدم التطابق هذا ...

1_ يضع الامن بمكانة المفتاح على كافة العناصر الاخرى للبقاء وأمن الكيان رغم وجود عناصر مفضلة اخرى غير القومية

2_ هذا الامر يتطلب نظرة شاملة لكل القطاعات

3_ رسم نظرية امنية تعالج الفارق والتخلف في نسبة القوات عن طريق خلق تفوق مطلق في نسبة القدرة وهذا يعني الحديث عن النظرية الامنية تتمثل ببناء القوة العسكرية وطبيعة استخدامها تضمن التوازن وفق أسس معادلة الاستخبارات التالية على جميع مستويات النظرية الامنية .....

1_القدرة على إعطاء الانذار لمنع وقوع الحرب او تأجيلها

2_ القدرة على تحطيم رغبة المقاومة بالاستمرار بالحرب او بالعودة الى مسارها في فترة قصيرة

3_حرمان المقاومة من القدرة على تحقيق المفاجئة لغرض احباط قدرتها على ادارة سياسة القوة والمبادرة وحرمانها من استثمار الظروف الإقليمية والدولية

4_أستعادة الكيان الصهيوني للقدرة على تحقيق المفاجئة و الاحتفاظ بزمام المبادرة بصورة ديناميكية للعمل والعدوان في ظروف زمكانية ونسبة قوات معينة في ظرف اقليمي دولي مريحة •

ثانيا_دور الاستخبارات في اطار نظرية الامن •

1_منع وقوع المفآجئة ولاتكتفي باعطاء الانذار المسبق الذي يوفر معلومات تدل على قدرة المقاومة والاحتمالات النابعة من هذه القدرة بمعنى انها تمنح صناع القرار معلومات مسبقة عن تطورات متوقعة تقلص من خلاله مجال الشك وعدم التأكد وهذا يتطلب معرفة شخصيات ودراسة قادة المقاومة وهذا العمل يجب ان يسير جنبا الى جنب في إعطاء الاستخبارات التقدير الاستخباري القومي

2_ تمكين صناع القرار في الكيان من القدرة على مفاجئة المقاومة والاحتفاظ دائما بزمام المبادرة •

ثالثا_مستويات الاستخبارات

أ_استخبارات المعلومات وهي مسؤولة عن ال_"ماذا "

ب_أستخبارات تحليلية وهي مسؤولة عن ال_"عندئذ ، ماذا "

والمغزى لهذه المعلومات من حيث الإخطار والتحديات

ج_القدرة مرهونةبقدرة المعلومات

د_الانذار ومنع المفاجئة مسؤولية التحليل

هه_ان مكان استخبارات المعلومات يكون في شعبة الاستخبارات العسكرية ورئيس الشعبة هو المسؤول عن تشغيل قوات الجيش في الحرب والتعبئة في الوقت المناسب و مسؤولا عن قاعدة المعلومات ومراميها الفورية ويقدم معلومات عن المقاومة وتسليحها وماهي اهداف قوات المقاومة تجاه قوات الكيان الصهيوني في فترة معلومة وجيزة

و_أستخبارات تحليلية يكون مكانها الى جانب المستوى السياسي شرط تمتعها بالحكمة والكفاءة لتحليل المعلومات وفق المعطيات عن المقاومة وعن قوات الكيان الصهيوني في إطار نظرة شاملة لكافة نواحي الامن القومي وليس العسكري فقط ومن واجباتها ايضا تقييم ميزان القدرة لدى الكيان ونقاط ضعف المقاومة ومعرفةادنى حد من ضعف الكيان وعن ميزان قدرة المقاومة والتمكين من منع المقاومة من تحقيق المفاجئة ومنح الكيان اخذ زمام المبادرة وبذلك يتم خلق المعادلة لمواجهة تخلف الكيان من حيث نسبة القوات الى التفوق في نسبة القدرة

ز_لفترةلم يطبق النموذج الاخير ( الاستخبارات التحليلية والمستوى السياسي )

والسبب هو هروب المستوى السياسي من تحمل المسؤولية و عدم رغبة جيش الكيان بذلك خوفا من التاثير السياسي على التدخل في مهام الجيش واخذ كامل المسؤولية على عاتقه

رابعا_الاستخبارات على المستوى العسكري•

النظرية الاستخبارية يجب ان تكون مندمجة مع نظرية الامن _ نظرية القتال ونظرية استخدام القوة في إطار تفكير واحد شامل ولن تكون محصورة في قطاعات الجيش( الصنوف ) على اعتبار الاستخبارات هي التي تجلب القوة وتستخدمها ضد التهديدات ولايمكن بناء قوة عسكرية دون الاستخبارات على ان تتولى هيئة الاركان مسؤولية التنسيق الاستخباري بين مختلف الاذرع ( استخبارات متعددة الاهداف )

وتنقسم الاستخبارات العسكرية للكيان الى ثلاثة انواع

1_استخبارات استراتيجية و هي التي لها الاستطاعة للعمل على اساس نظرية امنية تضمن استعداد حكومة الكيان لمواجهة خطر الهجوم الذي يوشك على الوقوع او لخلق ذريعة للحرب ومن مسؤولياتها ايضا تزويد حكومة الكيان بالمعلومات وظروف ونتائج الإجراءات التي تمكنها من اتخاذ قرار لشن حرب وقائية او ضربة استباقية او بعمليات خاصةبهدف الضغط او منع وقوع حرب غايتها الحصول على مساحة زمنية بمثابة فرصة تكتيكية لانذار مسبق وهنا لابد من عمل الاستخبارات الاستراتيجية مع الاستخبارات الاساسية بصورة واحدة لان كلا منهما يؤثر ويتأثر بالاخر

2_أستخبارات أساسية:-

واجبها انتاج معلومات دقيقة عن كل مالدى المقاومة مثل البنية ونظام القوات والانتشار والقوة والتسليح ...الخ

وهي ليست استخبارات تقدير بل معلوماتية بحتةهدفها الوصول الى اكمال الصورة والربط بين التكامل والاستمرارية وادامة تلك المعلومات التي تعتبر قاعدة للانذارات العامة على المستوى الاستراتيجي وتوفر امكانية اتخاذ قرار بشأن احباط التهديد في الشكل والوقت الذي ينسجمان فيه مع حكومة الكيان الصهيوني

3_ استخبارات عملية :- لغرض ايجاد نظرية امن واضحة بوجود استخبارات استراتيحية واساسية لابد من ثالثة استخبارات عمليه تحقق الجاهزية والاستعداد على المديات العملية الفورية وايضالمواجهة المفاجآت على المستوى التكتيكي عن طريق القوة

وتنقسم الاستخبارات العملية الى

إ_استخبارات لوحدات القوة(قيادة وتخطيط وقيادة سلاح) تنفذ المهمات ( انتشار - تعبئة للقتال-استخدام قوة ...الخ)

ب_أستخبارات ادارة النار ( كل وسائط المعركة من الاسلحة والصنوف) لان ادارة النار بحاحة الى تحديد هدف النار وكشف الاهداف الذي يؤدي تدميرها الى انهيار المقاومة دون تدمير قوة المقاومة بكاملها وبذلك تتم عملية الضبط والسيطرة المركزية من قبل شعبة الاستخبارات

خامسا_الاستخبارات ونظريات الامن الجديدة

استطاعت النظرية الامنية للكيان من تحليل الواقع الخاص للامن القومي الاسرائيلي وترجمته الىمصطلحات مثل التجسيد والقدرة على الصمود والمواجهة وطورت نظريات امنية مختلفة مثل نظرية فينجايت واسحق سديه وبلورت نظرية امنية ارست بناء قوة عسكرية على اساس نظرية مفادها_ ان اسرائيل غير قادرة على الصمود بسبب النقص والفارق في الموارد البشرية مع الحدود الطويلة فان الكيان الصهيوني بحاجة الى قوة ضاربة تعتمد على قوات احتياط يتم استدعائها للخدمة لفترة زمنية قصيرة ( قوات الاحتياط )•

مما يعني _ حاجة النظرية الامنية لضرورة المبادرة بضرب المقاومة سواء بحرب وقائية او ضربة استباقية •

وهذه النظرية وفرت توافق كبير في نسبة القوات المحلية المحدودة سابقا حيث كانت قوة الكيان الصهيوني تضرب في حبهة واحدة ثم تتحرر ثم تحسم ثم تنتقل الى جبهة اخرى وتضرب في خطوط داخلية مع الحركة والمناورة وقوة النار واستمرت هذه النظرية من 1967 الى بداية سبعينيات القرن الماضي في ظروف الحرب الخاطفة والضغط الامريكي بوقف إطلاق النار وفيما بعد عمليات البحث والتطوير الامني العالمي اصبحت نظريات القتال في العالم تميل الى وقف الحركة والمناورة والتركيز على خلق التهديد بالنار وبذلك _فقد الكيان الصهيوني التفوق النوعي الكامن في القدرة والحركة والمناورة وكان هذا واضحا في حرب 1973

علاوة على ذلك ركز الكيان الصهيوني سابقا على احتلال الارض وكان يعتبرها ورقة قوة باعتبارها ورقة مساومة سياسية وأكتشف هي ورقة ضعف تقود الى عملية سيايية نهايتها فقدان مناطق حيوية وكان ذلك واضحا عام 2000 عندماأستطاعت المقاومة الحديث عن توازن الرعب و التوازن الاستراتيجي الذي يعني القدرة على ضرب البنية الطبيعية والبشرية في عمق الكيان الصهيوني وقد اخذ التوازن الاسرائيلي يختل تدريجيا في فقدان العدو للردع والمباغتة وزمام المبادرة ... الخ بل ان الكيان فقد القدرة على المناورة وتم تحييد اكثر من سلاح بما فيها تقييد قدرة سلاح الجو لاحقا سزدواء بالمضادات الحوية او المعادلات

سادسا_ بماذا يفكر العدو الصهيوني ...؟؟؟

1_يفكر في بلورة تنظيم وبناء اجهزة استخبارية تستخدم في مراحل مختلفة تخلق قاعدة نار قادرة على استهداف المقاومة من بعيد دون الاحتكاك معها وحصرها في المناطق المسيطرة عليها دون تحرك او ففزة نحو الكيان لكي تتمكن قوات الكيان من تنفيذ هجمات مضادة محلية وبفعالية وبسرعة وباقل ثمن ولاسبيل له غير اثارة الفتن والقلاقل المحلية وتفعيل العملاء وتقديم الاسناد لهم في بلدان المقاومة في عملية اشغال والهاء داخلية واستنزاف وتحقيق الاهداف باقل الاثمان

2_ الاهمية السياسية لهذه النظرية تمكنه من تحصين موقفه ضمن الحدود الامنية مع اكمال عملية التطبيع

3_الاستعداد لبناء جيش جديد يختلف عما هو عليه لا يعتمد على قوات الاحتياط وبناء استخبارات تكرس هذه النظرية تعمل على

أ_ الارتباط مع الاجهزة العسكرية وتعتمد على انظمة تسليح اكثر تطورا تطلق من البر والبحر والجو فضاء

ب_تفعيل اجهزة الاستخبارات مع القوة الجوفضائية لتوفير استجابة فورية تستهدف المقاومة وبنيتها التحتية مع مهمة الدفاع الجوي بوجود طائرات مسيرة حديثة للمقاومة

ج_تركزعلىتطوير انظمة تدمير الاهداف بقوة النار ذات قدرة تدميرية عالية (ما يحصل في غزة حاليا )

د_زيادة زخم المعلومات المطلوبة وعلى جميع المستويات خصوصا الحرب الالكترونية لصناعة امن قومي رصين وبناءجاهزية القوة الامنية•

سابعا_الخلاصة

سقوط نظرية الامن الاسرائيلية بلحاظ التالي

1_العدو فقد الردع وعنصري المفاجئة وزمام المبادرة

2_القدرة التسليحية المتنامية للمقاومة اليوم نتحدث عن صواريخ باليستية وطائرات مسيرة تستهدف الاهداف المعادية في البر والبحر والجو في عمق المحيطات مدمرات و حاملة طائرات .....الخ

3_ غايب العقيدة القتالية لجيش الكيان وانهيار معنويات المستوطنين وعزوفهم عن الالتحاق في قوات الاحتياط وبداية الهجرة العكسية قبالة عقيدة فذة وصلبة لابناء محور المقاومة

4_ لن يقدم الكيان على استخدام ايا من الضربات الوقائية او الاستباقية نظرا للتالي

أ_فقد الكيان الغاصب كثير من هوامش الدعم الدولي

ب_تناقص الوعي الجماهيري والقومي للكيان

ج_ ضعف حكومة الكيان وصناع القرار السياسي بمافيه الكفاية لاتخاذ مثل هكذا قرار

د_ضعف الاستخبارات عن بلورة تقدير وضع مؤكد يمكنها في وقت مناسب لإجراء ضربة وقائية او استباقية

هه_ارتفاع الكلف والاثمان وردات الفعل العنيفة التي سيواجهها الكيان ربما تهدد بازالته

و_وضع المنطقة لا يسمح ومن المؤكد ان مثل هكذا حماقة ستفتح النار والابواب لحرب عالمية ثالثة

ز_المعادلات اختلفت وموازين القوى تعددت وتحالفات كبيرة نضجت ونظريات طبقت ومشاريع اقتصادية انطلقت نحن نعيش نظام عالمي جديد متعدد الاقطاب ليس للكيان الغاصب فيه حظور كسابق عهده وسوف تتراجع درجة الاهتمام الامريكية لاسرائيل وعما قريب ستتخلى عنها

انه قرار الطوفان الذي ولد من رحم المقاومة والاخيرة قرار

نصرنا قادم

موقفنا ثابت

قرارنا مقاومة

https://t.me/abbasalzady

المصدر: موقع إضاءات الإخباري