الحكومات والمقاومة, أسوار واسرار.. تقاطع رؤى أم اختلاف بالاساليب
مقالات
الحكومات والمقاومة, أسوار واسرار.. تقاطع رؤى أم اختلاف بالاساليب
عباس الزيدي
1 تموز 2024 , 21:14 م


بقلم_الخبير عباس الزيدي

https://t.me/abbasalzady

تفاوتت العلاقة بين المقاومة والحكومات العراقية المتعاقبة كلا بحسب ظروفها والأحداث المصاحبة لها ويمكن اعتبار حكومة السيد المالكي الفترة الذهبية لشكل العلاقة وعمليات التخاطر بالتنسيق غير المباشر وتبادل الادوار والتي اثمرت عن هزيمة الاحتلال وهروبه نهاية علم 2011•

اولا_اليوم وفي ظل طوفان الاقصى ومبدأ وحدة الساحات والموقف امام الإجرام الصهيوني يضاف لها استحقاقات المرحلة في طرد وخروج الاحتلال نجد تزاحم المواقف ظاهرا بخصوص الموقف من وجودالاحتلال الامريكي اوالعدوان الصهيوني وهذا التزاحم افرز نوع من الاختلاف في الاسلوب ففي الوقت الذي تحرص فيه حكومة السيد السوداني الحالية على انهاء وجود قوات الاحتلال الامريكي من خلال المفاوضات بينما المقاومة _ وهي صاحبة تجربة ميدانية في ذلك_ ترى ان عملية طرد الاحتلال لايمكن ان تتحقق الا من خلال العمليات التي تطال مصالح وقواعد الاحتلال •

وايضا الموقف لايختلف بوجود تقاطع حول الاسلوب المتبع حيال طوفان الاقصى فالحكومة ترى الاكتفاء بالموقف الرسمي المعلن من خلال الشجب والاستنكار للجرائم الصهيونية وارسال المساعدات لغزة في حين يختلف موقف المقاومة جذريا وفق مبدأ وحدة الساحات وعلى نحو التفصيل التالي

1_ توفير عمليات المساندة باستهداف عمق الكيان الصهيوني لغرض ايقاف العدوان والابادة والمجاعة على اهلنا في غزة

2_ الضغط على الاحتلال الأمريكي المتورط والشريك والداعم للاجرام الصهيوني علما انه يعلن ذلك دون خجل او حياء من خلال استهداف قواعده في العراق وسوريا

ثانيا_المبادرة الحكومية

شكلت حكومة السيد السوداني فريقا مفاوضا للتفاوض لجدولة خروج الاحتلال وحتى هذه اللحظة لم نرى اي مؤشر ومصداق حقيقي من قبل قوات الاحتلال وفي اخر تصريح للسيد رئيس الوزراء السيد السوداني(بتاريخ اليوم ) عن جدية حكومته باخراج قوات الاحتلال •

نزلت فصائل المقاومة الى رغبة الحكومة ومنحها فرصة واوقفت عملياتها ولازال موقف الاحتلال على ماهو عليه •

ثالثا_التدرج بالايقاف

كان شرط وقف العمليات يختص بقواعد الاحتلال في العراق ثم شمل قواعده في سوريا ثم تدرج لايقاف العمليات على الكيان الصهيوني مخافة من رد الاخير مما جعل الاحتلال يتطاول الى حد كبير مطالبا

1_ استهداف المقازمة العراقية بقصف جوي بطائرة مسيرة انطلقت من قواعده في العراق وهذا دليل ان هذا المحتل الخبيث لاعهد ولا وعد ولا مصداق له

2_ التجاوز واستخدام لغة التهديد والوعيد من قبل السفيرة المرشحة

3_ التطاول على رمز القضاء العراقي

4_ المطالبة بغلق المحال الجوي العراقي امام الطائرات الايرانية المتحهة الى لبنان وسوريا وهذا يعني اغلاق المنافذ البرية لاحقا لاحكام السيطرة على طرق الدعم لعموم محور المقاومة ( العراق سوريا لبنان )في ظل معركة قاسية ومصيرية

رابعا_النأي بالنفس

كذبة كبيرة يحاول الاحتلال ان يمررها على العراق في الوقت الذي

1_ يدعم فيه الكيان بكل قوة

2_ يقوم بتزويد اقليم كردستان باسلحة بما فيها دفاعات جوية ويستخدم ارض الاقليم التي هي جزء من العراق لاغراض العدوان على دول الجوار ومنها ايران ويثبت فيها قواعد مجهزة باسلحة استراتيجية بالضد من روسيا والصين

3_ يبتز العراق باتاوات تدفع لمصر والاردن و يربطها بمشاريع اقتصادية مع العراق وهي دول مطبعة ومنخرطة في المشروع الصهيوامريكي

4_ يعمل على امركة وصهينة اقتصاد العراق

5_ يحاول تصفية كل الاصول المناهضة للهيمنة الصهيوامريكية في العراق وربط العراق بالمنظومات الغربية الخليجية المطبعة وهذه سياسة الاذلال والتبعية تجعل العراق ضعيفا ودون مستقبل واضح في حين تتداعى وتتراجع فيه امريكا ويختل موقعها في ميزان القوى والنظام العالمي

رابعا_ المواجهة الكبرى وفرضية الحرب الشاملة

1_المقاومة العراقية ستشترك بقوة حتى لو لم يكن هناك مبداء وحدة الساحات نعم هذا الموقف سواء تم الاعلان عنه او لم يعلن عنه حيث ستواجه المقاومة ضغطا غير مسبوق من المرجعيات الدينية والحواضن الشعبية لغرض الاشتراك في المعركة وعلى الحكومة العراقية ان تدرك ذلك جيدا

2_ قضية ان تضع واشنطن _ العراق على سكة التطبيع من خلال الربط الاقتصادي ومنها مشروع ميناء العقبة هذا لن يحصل ولو على رقابنا

3_ عملية تذويب الحشد ودمجه برغبة امريكية هو حلم ابليس في الجنة_ الحشد يبقى وليد المرجعية العليا الطاهرة _

4_ النشاط الامريكي الماسوني لنشر الابتذال والانحلال الاخلاقي ومحاربة القيم والدين تحت واجهات التنوير والمنظمات المدنية سيجد من يقف بوجهه والتصدي له من اعلى المستويات المرجعية والحوزية

خامسا_ في القدرات والامكانيات

على الجميع ان يدرك ان المقاومة العراقية وجميع ابناء المحور يمتلكون نفس القدرات والامكانيات واذا كانت الاسلحة الفرط صوتية قد شكلت مفاجئة للبعض فان هناك من المفاجئات الاخرى التي لايمكن حصرها وعلى مستويات واصعدة مختلفة ومتعددة فمن العقل والحكمة استثمار نقاط القوة تلك في ظل عالم جديد ينهض وموازين قوى جديدة _ تراجع بعضها ومنها قوى الاستكبار والصهيونية العالمية علما هناك قوى عظمى انفتحت على محور المقاومة وبشراكة استراتيجية محترمة غير مبتذلة

سادسا_مهما كانت اساليب العدو الصهيوامريكي وقوته وبقائه فهو زائل لامحال والخاسر الوحيد هو من يراهن على الاحتلال فلايرهبكم ويمنيكم لان العراق اليوم يختلف عن سابق عهده ولا منة للاحتلال على العراق وسياسته وابنائه

نحن لدينا في العراق من عناصر القوة ما لايملكه غيرنا حيث المرجعية العليا وأبطال المقاومة والشعب الابي الرافض للاحتلال 

المصدر: موقع إضاءات الإخباري